أزمة الأعلاف تُخنق صناعة الدواجن في مصر.. وخطة "الزراعة" لإنقاذ الموقف

مدة القراءة:

تُعد صناعة الدواجن ركيزة أساسية للاقتصاد المصري، حيث تُشغل أكثر من 2.5 مليون عامل وتُقدر استثماراتها بحوالي 100 مليار جنيه. وتُولي الدولة اهتماماً بالغاً بتنمية هذه الصناعة الحيوية، إدراكاً منها لأهميتها في توفير البروتين الحيواني بأسعار معقولة للمواطنين. إلا أن هذه الصناعة تواجه تحديات جسيمة، أبرزها أزمة الأعلاف التي تُهدد استقرارها وتؤثر بشكل مباشر على أسعار الدواجن.

أزمة الأعلاف تُخنق صناعة الدواجن في مصر.. وخطة حكومية لإنقاذ الموقف

الأعلاف: الحلقة الأضعف في سلسلة الإنتاج

تشكل الأعلاف 70% من تكلفة إنتاج الدواجن، وتعتمد مصر بشكل كبير على استيرادها من الخارج، حيث تستورد أكثر من 95% من فول الصويا والذرة الصفراء، المكونان الأساسيان لأعلاف الدواجن. هذا الاعتماد الكبير على الاستيراد يجعل صناعة الدواجن عرضة للتقلبات العالمية في أسعار الأعلاف، وهو ما ينعكس مباشرة على أسعار الدواجن في السوق المحلي. كما أن 75% من صناعة الدواجن في مصر تعتمد على صغار المربين، الذين يواجهون صعوبات جمة في تحمل تقلبات الأسعار وارتفاع تكاليف الإنتاج.

خطة "الزراعة" لمواجهة الأزمة

في محاولة للحد من الاعتماد على الاستيراد وتقليل تكاليف الإنتاج، وضعت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي خطة طموحة للتوسع في زراعة فول الصويا والذرة الصفراء محلياً. فقد تم زراعة 150 ألف فدان من فول الصويا هذا العام، مع خطط لزيادة المساحة المزروعة إلى أكثر من 500 ألف فدان في الأعوام القادمة. كما تسعى الوزارة لتطبيق قانون الزراعة التعاقدية لتشجيع المزارعين على زراعة هذه المحاصيل الاستراتيجية.

جهود لفتح أسواق التصدير

لم تقتصر جهود وزارة الزراعة على تحسين الإنتاج المحلي، بل امتدت إلى فتح أسواق جديدة لتصدير الدواجن المصرية. فقد نجحت الوزارة في الحصول على اعتماد 30 منشأة دواجن من المنظمة العالمية للصحة الحيوانية كمنشآت خالية من أنفلونزا الطيور، مما يفتح الباب أمام صادرات الدواجن المصرية إلى الأسواق العالمية. كما تُقدم الدولة دعماً لوجستياً وفنياً ومالياً لصغار المربين، وتساعدهم على تحويل مزارعهم من النظام المفتوح إلى النظام المغلق لرفع كفاءة الإنتاج.

آراء الخبراء: حلول جذرية لإنقاذ الصناعة

يُجمع خبراء صناعة الدواجن على ضرورة إحكام الرقابة على سوق الأعلاف وضمان حصول المزارعين على الأعلاف بالسعر العادل. كما يُطالبون بإحياء بورصة الدواجن في بنها وتأسيس بورصات مماثلة في المحافظات لتنظيم الأسعار وتحقيق الشفافية في السوق. ويرى الخبراء أيضاً ضرورة البحث عن بدائل محلية للأعلاف المستوردة من خلال دعم البحث العلمي في مركز البحوث الزراعية لتطوير أنواع جديدة من الأعلاف بأسعار مناسبة.

خاتمة

إن أزمة الأعلاف تُعد تحدياً كبيراً لصناعة الدواجن في مصر، وتتطلب تضافر جهود جميع الجهات المعنية لإيجاد حلول جذرية تُحقق استقرار الأسعار وتُعزز من قدرة هذه الصناعة الحيوية على تلبية احتياجات السوق المحلي وفتح آفاق جديدة للتصدير. فالنهوض بصناعة الدواجن ليس مجرد هدف اقتصادي، بل هو ضرورة لضمان الأمن الغذائي للمواطن المصري.


Share/Bookmark

الدواجن | أعلاف الدواجن | صناعة الدواجن في مصر | أسعار الدواجن | تربية الدواجن

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

تصعيد خطير: أوكرانيا تستعد لضرب العمق الروسي بإذن أمريكي... والعالم يترقب

رحلة صعود مواد البناء: قفزة جديدة في أسعار الحديد والأسمنت تثير قلق السوق المصري

هبوط حاد لأسعار الحديد والأسمنت يثير تساؤلات الأسواق