وقف إطلاق النار المحتمل بين إسرائيل وحزب الله: كلفة باهظة وآمال بالهدوء
مدة القراءة:
مع تصاعد وتيرة الاشتباكات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تلوح في الأفق بوادر اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله برعاية أمريكية. اتفاق يأتي بعد عام من التصعيد، متزامناً مع الحرب في غزة، لكنه يحمل في طياته كلفة إنسانية واقتصادية باهظة للجانبين.
الاقتصاد ينزف
أثرت الاشتباكات بشكل كبير على اقتصادات البلدين. لبنان، الذي يعاني أصلًا من أزمة اقتصادية خانقة، تكبد خسائر تقدر بـ 8.5 مليار دولار، مع توقعات بانكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.7% عام 2024. قطاع السياحة، أحد أهم روافد الاقتصاد اللبناني، تضرر بشدة بخسائر بلغت 1.1 مليار دولار.
في المقابل، شهدت إسرائيل ارتفاعاً في العجز المالي إلى 8% من الناتج المحلي، وارتفاع التضخم إلى 3.5%، مما دفع البنك المركزي الإسرائيلي للحفاظ على أسعار فائدة مرتفعة.
دمار واسع
لم تقتصر الأضرار على الاقتصاد فحسب، بل شملت البنية التحتية والممتلكات. في لبنان، قدرت أضرار المساكن بـ 2.8 مليار دولار، مع تدمير 99 ألف وحدة سكنية. كما تعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت لتدمير 262 مبنى. وتجاوزت خسائر القطاع الزراعي 1.1 مليار دولار نتيجة تدمير المحاصيل والثروة الحيوانية.
أما في إسرائيل، فقد بلغت أضرار الممتلكات مليار شيكل (273 مليون دولار)، مع احتراق 55 ألف فدان من الغابات والمناطق الطبيعية.
خسائر بشرية فادحة
أدى التصعيد إلى سقوط آلاف الضحايا من الجانبين. في لبنان، تشير إحصائيات وزارة الصحة إلى سقوط 3768 قتيلاً و15699 جريحاً، يشملون مدنيين ومقاتلي حزب الله. بينما يقدر معهد دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب عدد قتلى حزب الله بـ 2450.
من جهتها، أعلنت إسرائيل مقتل 73 جندياً و45 مدنياً في شمال البلاد والجولان المحتل نتيجة ضربات حزب الله.
نزوح وتهجير
أسفرت الاشتباكات عن موجات نزوح كبيرة في لبنان وإسرائيل. في لبنان، نزح 886 ألف شخص داخلياً، بينما فرّ 540 ألفاً إلى سوريا. أما في إسرائيل، فقد تم إجلاء 60 ألف شخص من شمال البلاد.
3768 شهيدا و 15699 جريحا منذ بدء العدوان، وحصيلة يوم أمس 14 شهيدا و 73 جريحا pic.twitter.com/P3aWsrOAyz
— Ministry of Public Health - Lebanon (@mophleb) November 25, 2024
الوساطة الأمريكية وآفاق الاتفاق
تُبذل جهود أمريكية حثيثة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الطرفين. وتشير المعلومات المتداولة إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن من المتوقع أن يعلن عن التوصل إلى اتفاق يدخل حيز التنفيذ صباح الأربعاء.
ملاحظات هامة:
- الأرقام المقدمة من مصادر مختلفة قد تشهد تباينات طفيفة.
- يظل الاتفاق المحتمل رهناً بموافقة الطرفين على جميع بنوده.
- الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية ما زال هشاً وقابلاً للتغيير في أي لحظة.
خاتمة
يُشكل وقف إطلاق النار المحتمل بين إسرائيل وحزب الله بصيص أمل لإنهاء التصعيد ووضع حد لمعاناة المدنيين في البلدين. لكن، يبقى السؤال حول مدى استدامة هذا الاتفاق في ظل التحديات السياسية والأمنية المعقدة التي تشهدها المنطقة.
وقف إطلاق النار | اقتصاد لبنان وإسرائيل | أضرار الحرب لبنان | ضحايا حزب الله | نزوح المدنيين
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار