هل عودة ترامب ستمنع حرب عالمية ثالثة؟
مدة القراءة:
في ظل تصاعد التوترات العالمية، ومع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وامتداد الصراع إلى الجبهة اللبنانية، بجانب الحرب الروسية الأوكرانية، يتزايد القلق من اندلاع حرب إقليمية واسعة قد تتطور إلى حرب عالمية ثالثة. عودة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى البيت الأبيض، في حال فوزه، قد تحمل معها تغييرات جذرية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
ترامب ودوره في تهدئة الأوضاع
معروف عن ترامب، والرأي العام داخل الحزب الجمهوري، ميلهما إلى الابتعاد عن الحروب والتركيز على السياسات الداخلية، وهذا ما يجعل بعض المحللين يتوقعون أن تكون عودته بمثابة فرصة لتخفيف التوترات. ترامب صرّح مراراً بأنه سيمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة، وأشار إلى أنه، إذا فاز بالرئاسة، سيعمل على إنهاء الصراعات الممتدة في الشرق الأوسط وأوكرانيا.
صراعات عابرة للحدود: الشرق الأوسط وأوكرانيا
يرى البعض، كالباحث السياسي مهدي عفيفي، أن الصراعات في المنطقة قد لا تتطور إلى حرب شاملة تدمر الاقتصاد العالمي. وعلى الرغم من التوترات المتزايدة، خصوصاً بين إيران وإسرائيل، يرى عفيفي أن هذه النزاعات لن تتصاعد إلى صراع عالمي. ويشير إلى أن السياسة الخارجية لترامب قد تثير قلقاً لدى بعض القوى، إذ أن رؤيته ترتكز على اتخاذ تدابير صارمة تجاه الخصوم، وفي الوقت نفسه تقليل التورط الأمريكي في الأزمات الدولية.
تأثير محتمل على علاقات الولايات المتحدة الآسيوية والأوروبية
عودة ترامب إلى البيت الأبيض قد تؤدي إلى تأثيرات مباشرة على العلاقات الأمريكية الآسيوية، خاصة مع كوريا الجنوبية التي قد تتخوف من علاقات ترامب الوثيقة مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، وتداعيات ذلك على تحالفها الاستراتيجي مع اليابان. كما أن الصين، التي تعهد ترامب سابقاً بفرض رسوم جمركية مرتفعة تصل إلى 60% على صادراتها إلى أمريكا، قد تواجه توترات جديدة تؤدي إلى تصعيد الخلافات الاقتصادية بين البلدين.
فيما يخص أوروبا، وخاصة ألمانيا، يُخشى أن تؤدي سياسات ترامب الاقتصادية، مثل فرض رسوم على الواردات الأوروبية، إلى توتر العلاقات مع حلفاء الناتو. فإصرار ترامب على تقليص الدعم الأمريكي للحلف قد يثير قلقاً لدى حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا الذين يعتمدون بشكل كبير على الحماية الأمريكية.
حروب جديدة بوجوه قديمة
بحسب خبيرة العلاقات الدولية إيرينا توسكر مان، فإن فكرة "الحرب العالمية الثالثة" قد تختلف عن الحروب التقليدية. بدلاً من جيوش تتصارع في المدن، نشهد حالياً تصاعد بؤر التوتر في أماكن عدة، مما يهدد الاستقرار العالمي. تتوقع توسكر مان استمرار حروب استنزاف، كالحرب في أوكرانيا، بجانب المواجهات المتزايدة في الشرق الأوسط. ترى أن هذا النمط من الحروب لا يؤدي إلى انهيار شامل للعلاقات الاقتصادية والدبلوماسية، بل يشكل تحدياً جديداً للاستقرار العالمي.
ماذا يتوجب على ترامب فعله؟
إذا عاد ترامب إلى الرئاسة، سيكون عليه تبني سياسات ردع فعّالة لمنع تصعيد النزاعات، إلى جانب العمل مع حلفاء الولايات المتحدة لمواجهة التحديات. قد تفرض هذه المسؤوليات ضغوطاً عليه لإيجاد توازن بين رغبة الجمهوريين في عدم الانخراط في الحروب ورغبة حلفاء أمريكا في الحفاظ على الدعم العسكري والاقتصادي.
ختاماً، عودة ترامب قد تكون بمثابة فرصة لإعادة تقييم السياسة الخارجية الأمريكية في وقت تتعاظم فيه بؤر التوترات.
ترامب | حرب عالمية ثالثة | توترات الشرق الأوسط | الأزمة الأوكرانية | حلف الناتو
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار