بوتين يُجدد عقيدته النووية: رسائل ردع أم شبح تصعيد؟
مدة القراءة:
مع استمرار الحرب في أوكرانيا وتصاعد التوترات بين روسيا والغرب، وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحديثاً جديداً لعقيدة بلاده النووية، في خطوة أثارت جدلاً دولياً واسعاً. يأتي هذا التحديث في توقيت حساس بعد تقارير عن موافقة الولايات المتحدة على تزويد كييف بصواريخ ATACMS بعيدة المدى، مما يطرح تساؤلات حول الرسائل الكامنة وراء هذا القرار الروسي، وما إذا كان يمثل خطوة ردع أم تصعيداً محتملاً يزيد من تعقيد المشهد الجيوسياسي.
السياق العام: تصاعد التوترات
منذ بداية الحرب في أوكرانيا، شهدت العلاقات بين موسكو والغرب توتراً متزايداً. ومع انتقال الدعم الغربي لكييف من الأسلحة الدفاعية إلى أسلحة هجومية متطورة، أصبح الخطر على الأمن الروسي أكثر وضوحاً من وجهة نظر موسكو. تزويد أوكرانيا بصواريخ قادرة على ضرب أهداف داخل الأراضي الروسية مثل ATACMS كان بمثابة خط أحمر لروسيا، وهو ما يفسر توقيت هذا التحديث للعقيدة النووية.
ملامح العقيدة النووية الجديدة
وفقاً للمرسوم الذي وقعه بوتين، تضمنت العقيدة عدداً من النقاط التي يمكن اعتبارها تصعيدية:
- تعريف جديد للعدوان: يُعتبر أي هجوم على روسيا أو حلفائها من دولة غير نووية مدعومة من دولة نووية عدواناً مشتركاً، مما يتيح لموسكو الرد باستخدام الأسلحة النووية.
- توسيع نطاق الخصوم: العقيدة تفتح المجال لتصنيف أي تحالف دولي أو دولة كخصم محتمل بناءً على التهديدات التي تراها روسيا.
- شمول بيلاروسيا في المظلة النووية: إشارة واضحة للغرب بأن التحالف العسكري بين البلدين يتعزز، بما يُرسخ قوة الردع الروسية في أوروبا الشرقية.
رسائل سياسية أم تهديد فعلي؟
الكرملين أكد أن التحديث الجديد ذو طابع "دفاعي"، إلا أن محللين يرون في الخطوة رسالة مزدوجة للداخل والخارج. فمن جهة، يُطمئن القيادة الروسية شعبها وقواتها بأنها على استعداد لأي تصعيد. ومن جهة أخرى، يحذر الغرب من تجاوز "الخطوط الحمراء".
ردود الفعل الدولية
- الغرب: الموقف الأمريكي بدا حذراً، مع تجديد الدعوات لروسيا لاحترام التزاماتها بشأن الحد من التسلح النووي.
- الحلفاء الإقليميون: دعت عدة دول إلى ضبط النفس، معربة عن قلقها من تزايد احتمالات التصعيد النووي.
- الخبراء: يرى البعض أن توقيت القرار يُظهر اعتماد موسكو على استراتيجيات الردع في ظل تعثرها الميداني في أوكرانيا، بينما يعتبره آخرون مجرد إجراء روتيني يعكس إعادة تقييم للوضع الأمني.
تحديات المستقبل
يبقى السؤال الأكبر: هل ستسهم هذه العقيدة الجديدة في ردع التصعيد الغربي أم ستؤدي إلى كارثةٍ نووية؟
في ظل غياب أفق سياسي واضح لإنهاء الصراع الأوكراني، فإن تعقيد العلاقات الدولية يُنذر بمزيد من المواجهات، ما لم يتحرك المجتمع الدولي لاحتواء الأزمة عبر الحوار والدبلوماسية.
بوتين | العقيدة النووية | الحرب في أوكرانيا | صواريخ ATACMS | التصعيد النووي
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار