تذبذب الأسواق: النفط يقفز بعد هبوط حاد والذهب يستقر بعد خسائر قوية
مدة القراءة:
تشهد أسواق السلع العالمية حالة من التذبذب الواضحة، حيث تتأرجح أسعار النفط والذهب بين الارتفاع والانخفاض متأثرة بعوامل جيوسياسية واقتصادية معقدة.
ففي سوق النفط، سجلت الأسعار ارتفاعاً ملحوظاً صباح اليوم الثلاثاء بعد خسائر فادحة شهدتها في جلسة التداول السابقة. وصعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.22% لتصل إلى 69.09 دولار للبرميل، بينما ارتفعت عقود خام برنت بنسبة 0.27% لتصل إلىذ 73.21 دولار للبرميل. يأتي هذا الارتفاع مدفوعاً بالتوترات الجيوسياسية التي تخيم على المشهد العالمي، مما أثار مخاوف بشأن إمدادات النفط ودفع المستثمرين نحو الشراء.
لكن هذا الارتفاع جاء بعد هبوط حاد يوم الاثنين، حيث تراجعت أسعار النفط بأكثر من 3%، وذلك بفعل مخاوف من ضعف الطلب العالمي على الطاقة وسط مؤشرات على تباطؤ النمو الاقتصادي في بعض الدول الرئيسية.
في المقابل، شهد سوق الذهب استقراراً نسبياً بعد تراجع حاد شهدته أسعار المعدن الأصفر أمس. حيث استقرت أسعار الذهب اليوم بعد موجة بيع لجني الأرباح شهدتها في جلسة التداول السابقة. ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.30% لتصل إلى 2650.50 دولار للأونصة، بينما صعدت العقود الفورية بنسبة 0.16% لتصل إلى 2629.19 دولار للأونصة.
ويُعزى هذا الاستقرار إلى المخاوف من نشوب حرب تجارية عالمية بعد تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي تعهد بفرض رسوم جمركية مرتفعة على السلع القادمة من المكسيك وكندا والصين إذا عاد إلى البيت الأبيض. هذه التهديدات دفعت المستثمرين للبحث عن الملاذات الآمنة مثل الذهب.
ويُذكر أن أسعار الذهب كانت قد هبطت يوم الاثنين إلى أدنى مستوى لها منذ 18 نوفمبر الجاري، بفعل عمليات البيع لجني الأرباح بعد ارتفاعات قوية شهدها المعدن الأصفر في الفترة الأخيرة.
تحليل شامل للتذبذبات
إن التذبذب الذي تشهده أسواق النفط والذهب يعكس حالة عدم اليقين السائدة في الاقتصاد العالمي. فمن ناحية، تؤثر التوترات الجيوسياسية على أسعار النفط وتدفعها نحو الارتفاع. ومن ناحية أخرى، تؤثر المخاوف بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي وضعف الطلب على أسعار النفط وتدفعها نحو الانخفاض.
أما بالنسبة للذهب، فإن التهديدات بنشوب حرب تجارية تدفع المستثمرين نحو شرائه كملاذ آمن، بينما عمليات جني الأرباح تدفعه نحو الانخفاض.
التوقعات المستقبلية
من الصعب التنبؤ بدقة بما ستؤول إليه أسعار النفط والذهب في الفترة المقبلة، حيث تعتمد هذه التوقعات على العديد من العوامل المتغيرة.
في سوق النفط، ستلعب التطورات الجيوسياسية وقرارات أوبك+ دوراً هاماً في تحديد اتجاه الأسعار. أما في سوق الذهب، فإن السياسات النقدية للبنوك المركزية العالمية، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية والاقتصادية، ستؤثر على اتجاه أسعار المعدن الأصفر.
خلاصة
إن أسواق النفط والذهب تشهد حاليًا حالة من التذبذب وعدم اليقين. وعلى المستثمرين والمتداولين متابعة التطورات الجيوسياسية والاقتصادية عن كثب لاتخاذ قرارات مدروسة بناءً على هذه التطورات.
النفط | الذهب | التوترات الجيوسياسية | أسعار السلع | الرسوم الجمركية
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار