يومٌ تاريخي: مصر تُعيد إحياء "النصر للسيارات" وتُطلق حقبة جديدة في صناعة المركبات
مدة القراءة:
شهدت مصر اليوم السبت حدثاً استثنائياً يُجسد عودة الروح إلى إحدى أهم قلاعها الصناعية، وذلك مع إعادة افتتاح شركة "النصر للسيارات" بعد توقف دام 15 عامًا. ففي احتفالية حضرها رئيس الوزراء مصطفى مدبولي وعدد من الوزراء والمسؤولين، انطلقت عجلة الإنتاج مُعلنةً عن حقبة جديدة في صناعة المركبات المصرية، حاملةً معها آمالاً عريضة في تلبية احتياجات السوق المحلية والمنافسة في الأسواق الإقليمية.
رحلة من التوقف إلى الانطلاق
تأسست شركة "النصر للسيارات" عام 1959 كرمز للصناعة الوطنية، لكنها واجهت تحديات أدت إلى قرار تصفيتها عام 2009. ولكن، بفضل جهود الدولة وإيمانها بأهمية هذه القلعة الصناعية، تم اتخاذ قرار بإحيائها عام 2017، ليبدأ بعدها مشوار إعادة التأهيل والتطوير استعداداً لهذا اليوم التاريخي.
رؤية طموحة وخطط مستقبلية واعدة
لا تقتصر عودة "النصر للسيارات" على مجرد تشغيل خطوط الإنتاج، بل تتعداها إلى رؤية طموحة تستهدف الاستثمار في الصناعات المغذية وتنويع المنتجات لتشمل النقل الخفيف وسيارات الجولف والتوكتوك الكهربائي. كما سيتم استغلال جميع مصانع الشركة، البالغ عددها 9 مصانع، لضمان دورة إنتاج متكاملة.
شراكات استراتيجية لضمان النجاح
ولضمان كفاءة التشغيل والقدرة على المنافسة، تم توقيع عقد شراكة بين "النصر للسيارات" وشركتي "ترون تكنولوجي" السنغافورية التايوانية و"يور ترانزيت" الإماراتية لتصنيع أول ميني باص كهربائي مصري، بالإضافة إلى إنشاء خط لإنتاج البطاريات الكهربائية. وتُشير هذه الخطوة إلى توجه الشركة نحو تبني التقنيات الحديثة ومواكبة التطورات العالمية في صناعة السيارات.
طاقة إنتاجية مُتنامية وتوسع مُستهدف
تبلغ الطاقة الإنتاجية الحالية لمصنع الحافلات 300 أتوبيس سنوياً، مع خطة طموحة لرفعها إلى 1500 أتوبيس بحلول عام 2027. كما يستهدف مصنع سيارات الركوب إنتاج 20 ألف سيارة سنوياً في الوردية الواحدة، مع بدء الإنتاج التجريبي منتصف عام 2025. وتلتزم الشركة بتحقيق نسبة مُكون محلي مرتفعة، تصل إلى 50% كمرحلة أولى وتتجه نحو 60-70% لاحقًا.
"نصر سكاي".. خطوة أولى نحو المستقبل
شهدت الاحتفالية تسليم الدفعة الأولى من حافلات "نصر سكاي" السياحية الجديدة إلى شركات وزارة النقل، وهي خطوة تُجسد بدء عودة الشركة إلى السوق المصرية بقوة. وتتميز هذه الحافلات بسعة 49 راكبًا وطول 12 متراً، وتُعد نموذجاً على قدرة "النصر للسيارات" على إنتاج مركبات حديثة تلبي احتياجات السوق.
سد احتياجات السوق ودعم الاقتصاد
يأتي قرار إعادة إحياء "النصر للسيارات" في ظل احتياج السوق المصرية لنحو نصف مليون سيارة سنوياً من مختلف الأنواع، وهو رقم مرشح للزيادة مع النمو السكاني والاقتصادي. وبالتالي، تُشكل عودة الشركة خطوة استراتيجية لدعم الاقتصاد الوطني وخفض فاتورة الاستيراد.
يوم عيد للصناعة المصرية
وصف رئيس الوزراء مصطفى مدبولي هذا اليوم بـ "العيد" للصناعة المصرية، مُؤكدًا على قدرة مصر على التفوق في صناعة السيارات وصناعات أخرى أكثر تطوراً. وتُجسد هذه الكلمات تفاؤلاً كبيرًا بمستقبل "النصر للسيارات" وقدرتها على لعب دور محوري في دفع عجلة الاقتصاد المصري.
خاتمة
تمثل إعادة افتتاح شركة "النصر للسيارات" نقطة تحول مهمة في مسيرة الصناعة المصرية. وتُشكل هذه الخطوة بداية رحلة جديدة نحو مستقبل واعد، مدعومةً برؤية طموحة وخطط استراتيجية وشراكات قوية، لتُثبت "النصر للسيارات" من جديد أنها قادرة على المنافسة وتقديم منتجات ذات جودة عالية تلبي احتياجات السوق المصرية وتُعزز مكانتها كرمز للصناعة الوطنية.
النصر للسيارات | صناعة السيارات في مصر | السيارات الكهربائية في مصر | مصطفى مدبولي | توطين صناعة السيارات
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار