الذهب يتألق: توقعات بوصوله إلى 2950 دولاراً للأوقية في 2025
مدة القراءة:
يبدو أن الذهب، المعدن الأصفر الذي طالما ارتبط بالأمان في أوقات الأزمات، مُستعدٌ لمواصلة مسيرته القياسية حتى عام 2025. هذا ما تُشير إليه توقعات تقرير حديث صادر عن شركة "هيراوس" (Heraeus) الألمانية المتخصصة في تكنولوجيا المعادن الثمينة، والتي تُعدّ من أبرز الشركات العالمية في هذا المجال. يتوقع التقرير ارتفاع أسعار الذهب إلى مستويات غير مسبوقة، مدعومةً بمجموعة من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية.
عوامل تدعم صعود الذهب
يُشير تقرير "هيراوس" إلى أن أسعار الذهب قد تتراوح بين 2450 و2950 دولارًا للأوقية في عام 2025. ويعود هذا النمو المتوقع إلى العوامل التالية:
- تخفيضات أسعار الفائدة: من المُتوقع أن تُقدم البنوك المركزية الكبرى على تخفيضات إضافية لأسعار الفائدة خلال عام 2025. ويُعزز خفض الفائدة من جاذبية الذهب كاستثمار، حيث يُقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بأصول غير مُدرة للعائد مثل الذهب.
- ضعف الدولار الأمريكي: يُتوقع أن يشهد الدولار الأمريكي تراجعاً في قيمته خلال عام 2025، مما يجعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى، وبالتالي يدعم الطلب العالمي عليه.
- مشتريات البنوك المركزية: تستمر البنوك المركزية حول العالم في شراء الذهب بكميات كبيرة كجزء من استراتيجية تنويع احتياطياتها، وإن كان بوتيرة أقل من عام 2024.
- المخاطر الجيوسياسية: لا تزال التوترات الجيوسياسية مرتفعة في مناطق عديدة حول العالم، خاصةً في أوكرانيا والشرق الأوسط. وتُعزز هذه المخاطر من جاذبية الذهب كملاذ آمن يلجأ إليه المستثمرون في أوقات عدم اليقين.
- دور الصين والهند: تلعب الصين والهند، أكبر سوقين لاستهلاك الذهب في العالم، دورًا محورياً في دعم الطلب. ويتوقع التقرير أن تُساهم إجراءات التحفيز الاقتصادي في الصين في تعزيز اقتصادها، مما قد يؤدي إلى زيادة الطلب على الذهب في كلا البلدين. وجدير بالذكر أن بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) قد استأنف شراء الذهب في نوفمبر الماضي بعد توقف دام ستة أشهر.
- عودة ترامب وتأثيرها: يُشير التقرير إلى أن عودة دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة قد تزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق، خاصةً فيما يتعلق بالسياسات التجارية والتعريفات الجمركية، مما قد يدعم أسعار الذهب كملاذ آمن.
نظرة إلى الفضة والبلاتين والبلاديوم
لم يقتصر تقرير "هيراوس" على الذهب فقط، بل شمل أيضًا توقعات للمعادن الثمينة الأخرى:
- الفضة: من المتوقع أن ترتفع أسعارها إلى ما بين 28 و40 دولاراً للأوقية، مدعومة بزيادة الطلب الصناعي، خاصة في قطاع الطاقة الشمسية الكهرضوئية. وتُشير نسبة الذهب إلى الفضة الحالية إلى أن الفضة مُقومة بأقل من قيمتها مقارنة بالذهب، مما قد يعني احتمالية تفوق أداء الفضة على الذهب في المراحل الأخيرة من السوق الصاعدة.
- البلاتين: يُتوقع أن تظل سوقه في حالة عجز بحلول 2025، مع أسعار تتراوح بين 850 و1220 دولارًا للأوقية، مدعومة بالطلب المتزايد من قطاعي السيارات والصناعة.
- البلاديوم: على العكس، قد يواجه البلاديوم انخفاضاً في الطلب مع تزايد حصة السيارات الكهربائية على حساب سيارات محركات الاحتراق الداخلي، حيث يُتوقع أن تتراوح أسعاره بين 800 و1200 دولار للأوقية.
أداء استثنائي للذهب في 2024
حققت أسعار الذهب بالفعل نمواً يتجاوز 29% هذا العام، مما يجعله في طريقه لتحقيق أفضل أداء سنوي له منذ عام 2010. ويعزو الخبراء هذا الأداء القوي إلى تخفيضات أسعار الفائدة وزيادة التوترات الجيوسياسية.
ماذا يعني ذلك للمستثمرين؟
يُواصل الذهب إثبات مكانته كملاذ آمن في أوقات الأزمات وعدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي. وتُشير التوقعات المتفائلة لاستمرار صعوده إلى أنه قد يُمثل خياراً جذاباً للمستثمرين الساعين لحماية أصولهم من تقلبات الأسواق وتنويع محافظهم الاستثمارية.
توقعات أسعار الذهب (2020-2025)
بهذه التوقعات الطموحة، يبدو أن الذهب مُستعدٌ للعب دور رئيسي في الأسواق العالمية، مؤكداً على قيمته كمخزن للقيمة وأداة استثمارية مهمة، ليس فقط للمستثمرين، بل أيضًا للبنوك المركزية وصناع القرار الاقتصادي.
الذهب | أسعار الفائدة | الدولار الأمريكي | المخاطر الجيوسياسية | الاستثمار في الذهب
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار