"تقدم غير مسبوق".. أسبوع حاسم يلوح في الأفق لمفاوضات هدنة غزة
مدة القراءة:
في تطور لافت ومفاجئ، تصاعدت وتيرة التفاؤل في الأوساط الإسرائيلية بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق هدنة وتبادل أسرى مع حركة حماس في قطاع غزة. يأتي هذا التفاؤل وسط تصريحات رسمية إسرائيلية تشير إلى "تقدم غير مسبوق" في المفاوضات، مع تحديد الأسبوع الحالي كأسبوع حاسم قد يشهد انفراجة في هذا الملف الشائك والمعقد.
كاتس: إسرائيل أقرب من أي وقت مضى للاتفاق
كشف وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن مؤشرات قوية تدل على اقتراب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مؤكداً أن إسرائيل "أقرب من أي وقت مضى" لتحقيق هذا الهدف. وأوضح كاتس، خلال حديثه أمام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، أن الاتفاق سيكون "على مراحل" وأنه سيحظى بـ"أغلبية كبيرة في الحكومة" الإسرائيلية، ما يشير إلى وجود توافق سياسي داخلي حول هذا الملف الحساس.
تفاؤل إسرائيلي مشروط
تأتي تصريحات كاتس في ذروة التفاؤل الإسرائيلي بإمكانية التوصل إلى اتفاق قبل حلول عيد "الحانوكاه" اليهودي في 25 ديسمبر. وأكد كاتس أن "صفقة الرهائن" الحالية هي الأقرب للتحقق منذ اتفاق نهاية عام 2023، مشيراً إلى أن "طريقي فيلادلفيا ونتساريم" لم يعودا يشكلان عقبة أمام الاتفاق، حيث أبدى الجانب الحمساوي "مرونة" تجاه هذه المسائل.
ممر فيلادلفيا ونتساريم: تراجع عن الشروط السابقة
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل كانت ترفض بشكل قاطع في السابق الانسحاب من ممر فيلادلفيا (الحدود بين غزة ومصر) وممر نتساريم (وسط قطاع غزة)، في حين كانت حماس تصر على الانسحاب منهما كشرط أساسي لبدء أي اتفاق. إلا أن المفاوضات الحالية تشير إلى قبول إسرائيلي بانسحاب تدريجي من هذه المناطق على غرار ما يجري في جنوب لبنان، ما يمثل تحولاً ملحوظاً في الموقف الإسرائيلي.
مخاوف من معارضة بن غفير
على الرغم من التفاؤل الحذر، فإن هناك بعض الأصوات المعارضة للاتفاق داخل الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسها وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، الذي أبدى رفضه العلني للاتفاق ودعا إلى إعادة احتلال قطاع غزة وتشجيع الهجرة "الطوعية" للفلسطينيين. هذه المعارضة قد تعقد مسار المفاوضات وتثير بعض المخاوف بشأن مصير الاتفاق النهائي.
دور ترامب المحتمل
من جانب آخر، يشير التقرير إلى أن كاتس سيلتقي بآدم بوهلر، مستشار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لشؤون الرهائن، وذلك في ظل مساعي مقربين من ترامب لحث نتنياهو على إبرام اتفاق قبل تنصيب ترامب في 20 يناير. هذا يشير إلى وجود تدخل أمريكي محتمل في الملف، وقد يكون له دور حاسم في تسريع وتيرة المفاوضات وإزالة العقبات التي تعترض طريقها.
حماس: رد حاسم مرتقب
أكدت مصادر إسرائيلية مطلعة على سير المفاوضات أن الأسبوع الجاري يعتبر "حاسماً" حيث من المتوقع أن ترد حركة حماس على المقترح الذي تم تقديمه مؤخراً. هذا الرد سيحدد بشكل كبير مصير المفاوضات ومستقبل الهدنة، وقد يشكل نقطة تحول حاسمة في هذا الصراع الطويل.
تحفظات إسرائيلية بشأن إطلاق سراح الأسرى
على الرغم من التقدم المحرز، فإن بعض المصادر الإسرائيلية تحذر من أن الاتفاق المحتمل قد يُبقي بعض المختطفين في الأسر لفترة طويلة، ما لم توافق إسرائيل على تقديم تنازلات كبيرة تشمل "وقفاً شاملاً لإطلاق النار". هذا يشير إلى أن هناك تحديات كبيرة لا تزال قائمة، وأن التوصل إلى اتفاق نهائي وشامل قد يكون أمراً صعباً ومعقداً.
تحليل واستنتاجات
بشكل عام، يمكن القول إن التطورات الأخيرة في ملف مفاوضات الهدنة في غزة تحمل في طياتها مؤشرات إيجابية تبعث على التفاؤل الحذر. ومع ذلك، فإن هناك العديد من التحديات والعقبات التي لا تزال قائمة، بما في ذلك المعارضة الداخلية في إسرائيل، والمطالب الصعبة التي قد تضعها حماس، وتدخل أطراف دولية في الملف. الأسبوع الحالي سيكون حاسماً في تحديد مصير هذه المفاوضات، وسيشهد بلا شك تطورات هامة قد تغير مجرى الأحداث في المنطقة.
ختاما، تبقى الأنظار مشدودة إلى قطاع غزة، حيث يلوح في الأفق أمل بتحقيق هدنة طال انتظارها، لكن في الوقت نفسه، لا تزال الشكوك قائمة والتحديات حاضرة. يبقى الأسبوع الحالي هو الفيصل في تحديد ما إذا كانت هذه المفاوضات ستثمر عن اتفاق ينهي معاناة سكان غزة، أم أنها ستؤول إلى طريق مسدود كغيرها من المحاولات السابقة.
مفاوضات هدنة غزة | صفقة تبادل الأسرى | يسرائيل كاتس | ممر فيلادلفيا | إيتمار بن غفير
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار