قبل دقائق من الكارثة.. كيف أنقذت أمريكا نفسها من الإغلاق الحكومي؟
مدة القراءة:
بفارق دقائق عن إغلاق حكومي كان سيعصف بمئات الآلاف من العاملين ويعكر أجواء أعياد الميلاد، نجحت الولايات المتحدة في تجاوز الأزمة بعد أن أقر الكونجرس مشروع قانون لتمويل الحكومة الفيدرالية حتى منتصف مارس. القرار جاء بعد مفاوضات شاقة تدخلت فيها أطراف غير متوقعة، مما جعل اللحظات الأخيرة حاسمة ومثيرة للجدل.
اللحظات الأخيرة: إنقاذ في الوقت الضائع
قبل دقائق فقط من منتصف ليل الجمعة/السبت، تمكن مجلس الشيوخ من تمرير مشروع التمويل الذي أقره مجلس النواب قبل ساعات، مما أنقذ أكثر من 800 ألف موظف فيدرالي من الوقوع في أزمة فقدان الرواتب خلال موسم الأعياد.
السيناريو كان يبدو كارثيا لو لم يتم التوصل لهذا الاتفاق. كان من المتوقع أن يؤدي الإغلاق إلى تعطيل الأنشطة الحكومية غير الأساسية، وإجبار مئات الآلاف من الموظفين على إجازة قسرية أو العمل دون أجر، بالإضافة إلى إغلاق المتنزهات والمواقع الوطنية التي تشهد إقبالًا كبيرًا خلال هذه الفترة من العام.
صراع سياسي: مفاوضات شاقة ونتيجة غير متوقعة
الطريق لإقرار التمويل لم يكن سهلاً. استمرت المفاوضات لأسابيع بين الديمقراطيين والجمهوريين في ظل انقسامات حادة داخل الحزبين. رغم ذلك، وصف زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الاتفاق بأنه "انتصار للتعاون بين الحزبين"، مشيرًا إلى أنه جنب البلاد أزمة كانت ستؤثر على ملايين الأمريكيين.
تدخلات غير متوقعة: ماسك وترامب في قلب المشهد
في تطور مفاجئ، تدخل الرئيس السابق دونالد ترامب وإيلون ماسك، الذي يدير وزارة "الكفاءة الحكومية" المستحدثة، لممارسة ضغوط على الجمهوريين للتراجع عن اتفاق التمويل. ماسك، المعروف بنفوذه الواسع، هاجم الاتفاق عبر منصة "إكس"، مما أثار غضب الديمقراطيين وبعض الجمهوريين.
هذا التدخل أثار تساؤلات حول مدى تأثير شخصيات غير منتخبة مثل ماسك على السياسات الأمريكية، خاصة مع تزايد الاعتماد عليه في مبادرات حكومية حساسة.
حدود نفوذ ترامب وتأثير المستقبل
رغم تدخل ترامب ومحاولاته لإفشال الاتفاق، أظهر تمرير القانون دون الأخذ بأولوياته أن نفوذه داخل الكونغرس يواجه تحديات. من جانبه، حاول رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون التقليل من الخلافات، مؤكدًا أن يناير سيشهد تغييرات كبيرة مع عودة ترامب المحتملة للرئاسة وسيطرة الجمهوريين على الكونغرس.
هل ستتكرر الأزمة؟
الأزمة الحالية ألقت الضوء على الانقسامات السياسية العميقة في واشنطن ودور الشخصيات المؤثرة خارج المجال السياسي. ومع تمديد التمويل حتى مارس فقط، يبقى السؤال: هل ستتمكن أمريكا من تجاوز أزمات مشابهة في المستقبل، أم أن الانقسامات ستؤدي إلى تداعيات أكثر خطورة؟
هذا القرار المؤقت يترك الأمريكيين في حالة ترقب للتحديات المقبلة، خاصة مع اقتراب موسم الانتخابات الرئاسية، حيث ستكون الأزمات الاقتصادية والسياسية محور النقاشات القادمة.
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا
إغلاق حكومي | تمويل الكونغرس | إيلون ماسك | دونالد ترامب | مفاوضات سياسية
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار