تركيا تلوّح بدعم عسكري للحكومة السورية الجديدة وتفتح سفارتها في دمشق
مدة القراءة:
في تطور لافت في الملف السوري، أعلنت تركيا استعدادها لتقديم دعم عسكري للحكومة السورية الجديدة، التي شكلتها "هيئة تحرير الشام" بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد. يأتي هذا الإعلان على لسان وزير الدفاع التركي يشار جولر، الذي أكد ضرورة منح الحكومة الجديدة فرصة لإثبات التزامها بالمؤسسات الدولية واحترامها لجيرانها.
منح الفرصة للحكومة الجديدة
قال وزير الدفاع التركي إن الإدارة الجديدة في سوريا أرسلت "رسائل بناءة"، تشمل احترام المؤسسات الحكومية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى. وأضاف أن تركيا مستعدة لتقديم الدعم اللازم إذا طلبت الحكومة الجديدة ذلك.
إعادة فتح السفارة التركية
بعد أكثر من 12 عامًا على إغلاقها، رفعت تركيا علمها فوق سفارتها في دمشق، بحضور مسؤولين أتراك وممثلين عن الحكومة السورية المؤقتة. يُعد هذا الإجراء خطوة رمزية وسياسية تعكس اعتراف تركيا بالحكومة الجديدة واستعدادها للتعاون.
موقف تركي حذر
رغم التصريحات الإيجابية، أكدت تركيا أن دعمها للحكومة الجديدة مشروط بمدى التزامها بالخطوات الصحيحة وعدم تشكيل أي تهديد لدول الجوار. كما شدد غولر على ضرورة مراقبة الوضع عن كثب قبل اتخاذ قرارات تتعلق بوجود القوات التركية في سوريا.
تحليل وتوقعات
تحول في السياسة التركية
تشير هذه التطورات إلى تغيير جذري في موقف تركيا تجاه سوريا، حيث انتقلت من كونها معارضة شرسة لنظام الأسد إلى داعم محتمل للحكومة الجديدة. هذا التحول يعكس رغبة أنقرة في لعب دور مؤثر في مستقبل سوريا بما يحقق مصالحها الإقليمية.
دعم مشروط
الدعم التركي مشروط بمدى التزام الحكومة السورية الجديدة بالمبادئ الدولية واحترام حقوق الإنسان. هذه الشروط تتيح لأنقرة التأثير على القرارات المستقبلية للحكومة، وضمان عدم الإضرار بمصالحها الأمنية والاقتصادية.
تحديات الحكومة الجديدة
تواجه الحكومة السورية تحديات ضخمة، أبرزها توحيد الفصائل المعارضة، وإعادة بناء المؤسسات، ومعالجة الأزمات الاقتصادية والإنسانية. نجاحها في هذه المهام سيكون عاملاً حاسماً في تحديد شكل الدعم الدولي الذي ستتلقاه.
مخاوف إقليمية
من المتوقع أن تُثير هذه التحولات مخاوف لدى بعض القوى الإقليمية، مثل إيران وروسيا، اللتين كانتا الداعمتين الرئيسيتين لنظام الأسد. قد يؤدي هذا إلى إعادة تشكيل التحالفات في المنطقة، وربما تصعيد التوترات.
خلاصة
تدخل سوريا مرحلة جديدة من التحولات السياسية مع الدعم التركي للحكومة المؤقتة. هذه الديناميكية قد تعيد تشكيل التوازنات الإقليمية، لكنها تطرح تساؤلات حول مدى قدرة الحكومة الجديدة على تحقيق الاستقرار وإعادة بناء الدولة.
هل ستنجح الحكومة الجديدة في كسب ثقة المجتمع الدولي؟ وهل ستتمكن تركيا من تحقيق مصالحها دون إثارة صراعات جديدة؟ الإجابة تعتمد على تطورات المشهد في الأسابيع المقبلة.
الحكومة السورية الجديدة | تركيا | هيئة تحرير الشام | الدعم العسكري | السفارة التركية من
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار