الذهب يسطع مجدداً: مكاسب مدفوعة بتوقعات خفض الفائدة وتوترات الأسواق
مدة القراءة:
شهدت أسواق الذهب العالمية هذا الأسبوع تقلبات ملحوظة، حيث سجلت الأسعار أعلى مستوياتها منذ أكثر من شهر، قبل أن تتراجع قليلاً بفعل عمليات جني الأرباح. هذه التحركات تأتي مدفوعة بعوامل متعددة، أهمها التوقعات المتزايدة بأن البنك الفيدرالي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة قريباً، بالإضافة إلى التوترات الجيوسياسية واستئناف الصين شراء الذهب.
صورة تعبر عن صعود أسعار الذهب |
الذهب يحلق في سماء التوقعات
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي بشكل ملحوظ، حيث افتتح تداولات اليوم الخميس عند 2717 دولاراً للأونصة، ووصل إلى 2726 دولاراً، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من شهر. هذا الارتفاع جاء مدعوماً ببيانات التضخم الأمريكية التي صدرت يوم أمس، والتي أشارت إلى ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين، ولكن في نفس الوقت، جاءت البيانات متوافقة مع التوقعات. هذا التوافق عزز توقعات الأسواق بأن البنك الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة في اجتماعه الأسبوع القادم، مما دفع المستثمرين نحو الذهب كأصل آمن.
لماذا يرتفع الذهب؟
توقعات خفض الفائدة: تتوقع الأسواق بنسبة 98% أن يقوم البنك الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه القادم. هذا التوقع يدفع المستثمرين نحو الذهب، لأنه يعتبر ملاذاً آمناً في ظل انخفاض عوائد الأصول الأخرى.
- التوترات الجيوسياسية: تساهم التوترات الجيوسياسية في زيادة الطلب على الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين.
- مشتريات الصين: استئناف الصين مشتريات الذهب يزيد من الطلب العالمي على المعدن النفيس، مما يدفع الأسعار إلى الارتفاع.
- بيانات التضخم: على الرغم من أن بيانات التضخم الأخيرة جاءت متوافقة مع التوقعات، إلا أنها لا تزال تشير إلى ارتفاع الأسعار، مما يدفع المستثمرين للبحث عن أصول تحافظ على القيمة مثل الذهب.
العلاقة العكسية بين أسعار الفائدة وسعر الذهب
تحديات تواجه مكاسب الذهب
على الرغم من الارتفاعات التي حققها الذهب، إلا أن هناك بعض العوامل التي حدت من مكاسبه:
- تحسن شهية المخاطرة: ارتفاع مؤشرات وول ستريت يشير إلى تحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين، مما يقلل من الطلب على الأصول الآمنة كالذهب.
- مرونة الدولار: تفضيل المتداولين للدولار في ظل الشكوك حول التضخم طويل الأجل حد من ارتفاع الذهب، حيث يعتبر الدولار منافساً تقليدياً للذهب.
- الحذر الفيدرالي: حقيقة أن التضخم لا يزال عند أعلى مستوياته في سبعة أشهر قد تجعل البنك الفيدرالي حذراً بشأن المزيد من التيسير النقدي في العام القادم.
الأنظار تتجه نحو مؤشر أسعار المنتجين
ينتظر المستثمرون بيانات مؤشر أسعار المنتجين التي ستصدر في وقت لاحق اليوم، والتي قد تعطي المزيد من المؤشرات حول اتجاه التضخم، وتوجهات البنك الفيدرالي.
البنوك المركزية العالمية تتجه نحو خفض الفائدة
بالإضافة إلى توقعات خفض الفائدة من قبل البنك الفيدرالي، قام البنك المركزي الكندي بخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وتبعه البنك المركزي السويسري، ومن المتوقع أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بخفض الفائدة أيضًا. هذه الخطوات تدعم الذهب، لأنه يستفيد من تراجع تكلفة الفرصة البديلة مع انخفاض أسعار الفائدة، كونه لا يقدم عائداً لحائزيه.
الذهب في مصر: صعود مدفوع بالدولار والعالم
ارتفع سعر الذهب في مصر أيضًا مدفوعًا بالارتفاع العالمي للذهب وارتفاع سعر صرف الدولار في البنوك، حيث تجاوز عيار 21 قمته السعرية الأخيرة، مسجلاً 3875 جنيهًا للجرام وقت كتابة هذا التقرير.
مجلس الذهب العالمي وتوقعات 2025
يتوقع مجلس الذهب العالمي نموًا معتدلًا للذهب في عام 2025، مدفوعًا بالمتغيرات الاقتصادية الكلية، وزيادة الطلب من البنوك المركزية. ومع ذلك، يحذر المجلس من التحديات التي قد تفرضها تغيير السياسات النقدية وارتفاع أسعار الفائدة.
الخلاصة
باختصار، يشهد سوق الذهب العالمي ارتفاعاً مدفوعاً بتوقعات خفض الفائدة، والتوترات الجيوسياسية، بالإضافة إلى طلب قوي من البنوك المركزية. ومع ذلك، هناك بعض العوامل التي قد تحد من مكاسب الذهب، مما يجعل السوق عرضة للتقلبات. المستثمرون يراقبون عن كثب بيانات التضخم ومؤشرات ال بنوك المركزية لتقييم التوجهات المستقبلية لسوق الذهب.
سعر الذهب | خفض أسعار الفائدة | التضخم الأمريكي | البنك الفيدرالي | ملاذ آمنسعر الذهب | خفض أسعار الفائدة | التضخم الأمريكي | البنك الفيدرالي | ملاذ آمن
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار