تصعيد متسارع في اليمن: "أنصار الله" تعلن إسقاط طائرة أمريكية واستهداف حاملة طائرات (فيديو)

شهد اليمن خلال الساعات الأخيرة تصعيداً خطيرا في وتيرة الأحداث، مع تبادل الضربات بين جماعة "أنصار الله" والقوات الأمريكية والبريطانية، مما يهدد بتقويض الهدنة الهشة القائمة منذ فترة ويدفع المنطقة نحو مزيد من عدم الاستقرار.

"أنصار الله" تعلن إفشال هجوم أمريكي بريطاني

أعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية، الأحد، عن "إفشال هجوم أمريكي بريطاني" على الأراضي اليمنية. وذكر المتحدث العسكري باسم الجماعة، العميد يحيى سريع، أن قواته أسقطت طائرة مقاتلة من طراز "إف 18" خلال تصديها للطائرات الأمريكية والبريطانية، كما أشار إلى استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس هاري ترومان" وعدد من مدمراتها. وأكد سريع على استعداد الجماعة لمواجهة أي "حماقة" أمريكية بريطانية، محذرًا من مغبة العدوان على اليمن.

بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "يو أس أس هاري أس ترومان" وعدد من المدمرات التابعة لها بعملية نوعية نتج خلالها افشال هجوم أمريكي بريطاني على بلدنا واسقاط (طائرة F18) - 22 ديسمبر 2024م
pic.twitter.com/qslEnMo473
— العميد يحيى سريع (@army21ye) December 22, 2024

غارات أمريكية على صنعاء

جاء هذا الإعلان بعد ساعات من تنفيذ مقاتلات أمريكية ثلاث غارات جوية على العاصمة صنعاء، استهدفت مواقع تابعة لـ "أنصار الله"، من بينها جبل عطّان الذي يضم مقر قيادة ألوية الصواريخ، ومعسكر الحفا في جبل نقم.

وقد أكدت القيادة المركزية الأمريكية "سنتكوم" تنفيذها لتلك الضربات الجوية، مشيرة إلى أنها استهدفت منشأة لتخزين الصواريخ ومنشأة للقيادة والسيطرة تابعة للحوثيين. وبررت "سنتكوم" هذه الضربات بأنها تهدف إلى "تعطيل وتقليص عمليات الحوثيين" التي تستهدف السفن الحربية والتجارية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن. كما أعلنت عن إسقاط عدد من الطائرات المسيرة وصواريخ كروز تابعة للحوثيين.

تأثيرات إقليمية ودولية

تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد حدة التوتر في المنطقة، وتأكيد جماعة "أنصار الله" على أنها جزء من "محور المقاومة" الذي يضم إيران وسوريا (في عهد حكومتها السابقة) وحزب الله اللبناني والفصائل الفلسطينية. وقد سبق هذه الأحداث إعلان الجماعة مهاجمة أهداف إسرائيلية في تل أبيب بالصواريخ والطائرات المسيرة، مما يزيد من تعقيد المشهد.

أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن قلقه العميق إزاء التصعيد بين إسرائيل و "أنصار الله"، محذرا من أن ذلك يقوض فرص الحل السياسي في اليمن.

أزمة إنسانية متفاقمة

يضاف إلى ذلك، استمرار الأزمة الإنسانية في اليمن، التي تعتبر من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، حيث يعاني البلد من صراع مستمر على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة "أنصار الله" منذ عام 2014.

تحليل وتقييم

تتسم هذه التطورات الأخيرة بالخطورة، حيث تشير إلى تصعيد كبير في المواجهات بين "أنصار الله" والقوات الأمريكية والبريطانية. إن تدخل الولايات المتحدة وبريطانيا المباشر في اليمن، بحجة حماية الملاحة في البحر الأحمر، قد يزيد من تعقيد الصراع ويدفع المنطقة نحو المزيد من عدم الاستقرار.

كما أن إعلان "أنصار الله" عن إسقاط طائرة أمريكية واستهداف حاملة طائرات، وإن كانت هذه الادعاءات بحاجة إلى تحقيق مستقل، يعكس مدى التصعيد المحتمل وقدرة الجماعة على الرد.

تداعيات محتملة

من المرجح أن تؤدي هذه التطورات إلى:

زيادة التوتر في المنطقة: قد يؤدي التصعيد في اليمن إلى مزيد من التوتر في المنطقة، خاصة مع تزايد دور "محور المقاومة".
تقويض الهدنة الهشة: من المرجح أن تؤثر هذه المواجهات على فرص استمرار الهدنة الهشة القائمة في اليمن، وتدفع بالبلاد نحو جولة جديدة من العنف.
تفاقم الأزمة الإنسانية: قد تؤدي هذه الأحداث إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وزيادة معاناة المدنيين.
تدخل أطراف إقليمية: قد تدفع هذه التطورات أطرافاً إقليمية أخرى إلى التدخل بشكل مباشر أو غير مباشر في الصراع، مما يزيد من تعقيد المشهد.

خاتمة

إن الأحداث الأخيرة في اليمن تشكل منعطفاً خطيراً في مسار الصراع، وتتطلب تحركا دوليا عاجلاً لوقف التصعيد ومنع انزلاق المنطقة نحو مزيد من العنف والفوضى. يجب على المجتمع الدولي الضغط من أجل وقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات السياسية، وتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة للشعب اليمني.

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

اليمن | أنصار الله | التصعيد العسكري | الطائرة إف 18 | الأزمة الإنسانية

علىّْ الدين الإخباري