كيف راكم الأسد وعائلته ثرواتهم؟ تقرير أمريكي يكشف المستور
مدة القراءة:
بعد التطورات الأخيرة في سوريا، تصاعدت التساؤلات حول الثروات الهائلة التي راكمها الرئيس السوري المعزول بشار الأسد وعائلته على مر السنين. ففي الوقت الذي يواجه فيه الشعب السوري أزمات اقتصادية متفاقمة، تتداول وسائل الإعلام الغربية تقارير حول ثروة الأسد وعائلته، مستندة في ذلك إلى معلومات رسمية واستخباراتية.
"سي إن إن" تكشف المستور نقلاً عن الخارجية الأمريكية
في تقرير حديث لشبكة "سي إن إن" العربية، استندت الشبكة إلى تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية نُشر في العام المالي 2022، لكشف النقاب عن جوانب من هذه الثروة. ووفقاً للتقرير، فإن التقديرات السابقة التي كانت تتحدث عن ثروة تتراوح بين مليار وملياري دولار "غير دقيقة"، وذلك بسبب صعوبة تقدير الأصول الحقيقية للعائلة.
لماذا يصعب تقدير ثروة الأسد؟
يُعزى صعوبة تقدير ثروة الأسد وعائلته إلى عدة عوامل، أبرزها:
- شبكة معقدة من الشركات الوهمية: تعتمد العائلة على شبكة واسعة من الشركات الوهمية وواجهات الشركات لإخفاء أصولها والتهرب من العقوبات الدولية.
- أصول منتشرة ومخفية: يُعتقد أن أصول العائلة منتشرة في حسابات مصرفية، ومحافظ عقارية، وشركات، وملاذات ضريبية خارجية، مما يجعل تتبعها أمراً صعباً.
- أسماء مستعارة وواجهات: غالباً ما يتم تسجيل الأصول بأسماء مستعارة أو بأسماء أفراد آخرين لإخفاء الملكية الحقيقية.
- نظام الرعاية: تدير العائلة ما يسمى بـ"نظام الرعاية"، وهو نظام معقد يتيح لها الوصول إلى الموارد المالية من خلال هياكل تبدو شرعية، لكنها في الواقع تستخدم لغسل الأموال المتأتية من أنشطة غير مشروعة.
"نظام الرعاية" كلمة السر
وفقاً لتقرير الخارجية الأمريكية، فإن عائلة الأسد تدير "نظام رعاية" معقداً، يستخدم الشركات الوهمية والواجهات للوصول إلى الموارد المالية وغسل الأموال المتأتية من أنشطة غير قانونية، مثل التهريب وتجارة الأسلحة والمخدرات والابتزاز. هذا النظام يسمح للعائلة بالسيطرة على قطاعات واسعة من الاقتصاد السوري، وتحويل الأموال إلى النظام.
أسماء الأسد ودورها المتزايد
لم يقتصر نفوذ العائلة على بشار وأشقائه، بل امتد ليشمل زوجته أسماء الأسد التي تمارس نفوذاً متزايداً على الاقتصاد السوري، من خلال اللجنة الاقتصادية التي تدير الأزمة الاقتصادية الحالية. كما توسعت أسماء في القطاعات غير الربحية والاتصالات، وتواصل ممارسة نفوذها على الأمانة السورية للتنمية، التي توجه التمويل لمناطق النظام.
ماهر الأسد وشبكة مصالح واسعة
أما ماهر الأسد، شقيق بشار، فيعتبر رئيس شبكة رعاية واسعة تستفيد من الشركات في قطاعات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والهندسة والطاقة والسياحة. وتتهمه تقارير بالضلوع في عمليات تهريب المخدرات، وخاصة الكبتاجون، بالإضافة إلى أنشطة غير مشروعة أخرى. ويقيم ماهر علاقات تجارية وثيقة مع كبار رجال الأعمال في سوريا، مثل محمد صابر حمشو، الذي يعمل كواجهة له في العديد من شركاته.
رفعت الأسد وأصوله المصادرة
يُذكر أن عم بشار الأسد، رفعت الأسد، كان يمتلك محفظة أعمال كبيرة في سوريا حتى عام 1999، قبل أن يتم طرده منها. وفي عام 2017، صادرت الحكومة الإسبانية أصوله بعد اتهامه بغسل الأموال، وحكمت عليه محكمة فرنسية بالسجن أربع سنوات لنفس التهمة.
رامي مخلوف.. ملياردير تحت الإقامة الجبرية
يعتبر رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، واحداً من أغنى وأقوى الرجال في سوريا، وكان يسيطر على حصة كبيرة من الاقتصاد السوري. وتشير التقديرات إلى أن ثروته تتراوح بين 5 و10 مليارات دولار، لكنه يخضع حالياً للإقامة الجبرية.
بشرى الأسد.. حياة في دبي
بشرى الأسد، الأخت الكبرى لبشار وماهر، تعيش مع أبنائها في دبي منذ عام 2012، بعد خلاف مع بشار حول طريقة تعامله مع الأزمة السورية.
خلاصة
تكشف هذه التقارير عن شبكة معقدة من المصالح والثروات التي راكمتها عائلة الأسد على حساب الشعب السوري. ورغم أن التقديرات الدقيقة لهذه الثروة لا تزال غير مؤكدة، إلا أن المؤكد هو أن العائلة تستخدم شبكات معقدة من الشركات والواجهات لإخفاء أصولها والتهرب من العقوبات الدولية، في حين يرزح الشعب السوري تحت وطأة أزمات اقتصادية خانقة. هذه الحقائق تؤكد الحاجة إلى مزيد من الشفافية والمساءلة لكشف هذه الشبكات ووضع حد لممارساتها.
ثروة الأسد | شركات وهمية | غسيل أموال | رامي مخلوف | نظام رعاية
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار