غارات إسرائيلية عنيفة تضرب اليمن بالتزامن مع خطاب للحوثي: تصعيد يهدد المنطقة
مدة القراءة:
في تطور مفاجئ ومثير للقلق، شنت طائرات إسرائيلية سلسلة من الغارات الجوية العنيفة على العاصمة اليمنية صنعاء، مستهدفة مواقع حيوية بما فيها مطار صنعاء الدولي، وذلك بالتزامن مع إلقاء زعيم جماعة أنصار الله (الحوثيين) في شمال اليمن، عبد الملك الحوثي، خطابه الأسبوعي. تأتي هذه الضربات في ظل تصاعد التوتر الإقليمي وتبادل التهديدات بين إسرائيل والحوثيين على خلفية دعم الجماعة الفلسطينين في قطاع غزة.
بحسب التقارير الأولية، استهدفت الغارات الإسرائيلية مواقع في ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر، ومحطة لتوليد الطاقة تقع بالقرب من صنعاء، بالإضافة إلى برج المراقبة في مطار صنعاء الدولي. وقد أكدت مصادر يمنية أن ست غارات جوية استهدفت تحديدا قاعدة الديلمي الجوية ومطار صنعاء الدولي، مشيرة إلى أن الهجمات على المطار تركزت على برج المراقبة ومدرج الطائرات، مما يشير إلى محاولة إسرائيل تعطيل عمل المطار بشكل كامل. في الوقت نفسه، تحدثت مصادر أخرى عن استهداف ثلاث غارات إسرائيلية لمواقع في مدينة الحديدة الساحلية.
في المقابل، أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الهجوم استهدف محطة لتوليد الطاقة بالقرب من صنعاء، وميناء الحديدة، بالإضافة إلى ما يبدو أنه خطأ في التسمية حيث ذكرت "ميناء صنعاء الدولي" بينما الميناء الرئيسي لليمن يقع في الحديدة وليس في العاصمة صنعاء.
ويأتي هذا التصعيد النوعي بعد فترة من تكثيف الحوثيين لهجماتهم على إسرائيل بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، حيث أعلنت إسرائيل في أكثر من مناسبة عن فشل دفاعاتها الجوية في التصدي لبعض هذه الهجمات. وقد ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مساء الأربعاء، خطابا هدد فيه الحوثيين بشكل مباشر، مؤكدا أنهم "سيتعلمون الدرس الذي تعلمه كل من حماس وحزب الله ونظام الأسد، حتى لو استغرق ذلك وقتا".
كما عزز هذه اللهجة التصعيدية قائد سلاح الجو الإسرائيلي، تومر بار، الذي صرح في حفل تخريج لدورة طيارين بأن إسرائيل ستزيد وتيرة الهجمات ضد الحوثيين في اليمن "وفق الضرورة"، مضيفا "إننا نعمل بقوة كبيرة حيثما يطلب منا ذلك" وكاشفا عن تنفيذ ثلاث هجمات سابقة ضد الحوثيين ومؤكدا على زيادة وتيرة وكثافة الهجمات مستقبلا.
ويعتبر هجوم اليوم هو الهجوم الإسرائيلي الرابع على اليمن خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث سبق لإسرائيل أن شنت ثلاث هجمات جوية، كان آخرها في 19 ديسمبر الجاري، واستهدفت خلالها موانئ وبنى تحتية للطاقة في صنعاء والحديدة. وتشير هذه المعطيات إلى تحول في طبيعة الصراع، حيث لم تعد الهجمات الإسرائيلية مجرد ردود فعل محدودة بل أصبحت جزءا من استراتيجية أكثر وضوحا تستهدف إضعاف القدرات العسكرية للحوثيين.
أكدت مصادر يمنية لوكالة "سبوتنيك" أن ست غارات إسرائيلية استهدفت مرافق في مطار صنعاء الدولي وقاعدة الديلمي الجوية المجاورة، مشيرة إلى أن القصف الجوي ألحق أضرارا واسعة في المطار المدني، بما في ذلك المدرج وصالة المغادرة. كما ذكرت المصادر أن غارتين جويتين أخريين استهدفتا محطة الكهرباء في منطقة حزيز جنوبي صنعاء.
من جهتها، علقت جماعة الحوثي على الهجمات الإسرائيلية على مطار صنعاء، مهددة إسرائيل بـ"انتظار ردنا بوتيرة عالية"، وفقا لما نقلته قناة "القاهرة الإخبارية". كما أفادت مصادر يمنية بسقوط قتلى وجرحى من الموظفين والمدنيين جراء الهجوم الإسرائيلي على المطار، في حين أشارت تقارير إعلامية إسرائيلية إلى مشاركة نحو 100 طائرة إسرائيلية في الهجوم، وهو رقم كبير يشير إلى حجم العملية وأهميتها بالنسبة لإسرائيل. كما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن تسبب الهجوم بأضرار في محطة كهرباء رأس الخطيب، بالإضافة إلى أضرار في برج مراقبة المطار، مؤكدة أن الأهداف شملت البنية التحتية للطاقة ومحطات توليد الكهرباء.
وقد أعلنت إسرائيل رسميا عن شن سلاح الجو لهجوم على أهداف متعددة في اليمن، مؤكدة أنها نفذت الهجوم منفردة للمرة الرابعة وأبلغت الولايات المتحدة مسبقا بتفاصيل العملية. ويشير هذا الإعلان إلى تصميم إسرائيلي على التعامل مع التهديد الحوثي بشكل مباشر دون انتظار تدخل أو موافقة دولية.
تثير هذه التطورات مخاوف جدية من اتساع رقعة الصراع في المنطقة وتورط أطراف جديدة في الدائرة المشتعلة. ففي الوقت الذي يؤكد فيه الحوثيون استمرارهم في عملياتهم العسكرية لدعم غزة بغض النظر عن الضغوط، يبدو أن إسرائيل قد قررت تغيير قواعد الاشتباك وتوجيه ضربات مباشرة لأهداف استراتيجية في اليمن. يبقى السؤال المطروح: هل ستؤدي هذه الغارات إلى رد فعل حوثي أوسع نطاقا، وما هي طبيعة هذا الرد؟ وهل تنجح هذه الضربات الإسرائيلية في ردع الحوثيين أم أنها ستزيد من تصميمهم على المواجهة؟ الأيام القادمة تحمل إجابات حاسمة ستحدد مسار الأزمة المتصاعدة في المنطقة.
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا
غارات إسرائيلية | اليمن | الحوثيون | صنعاء | مطار صنعاء
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار