الدولار يبدأ عام 2025 بقوة وسط توقعات باستمرار ارتفاع الفائدة الأمريكية
مدة القراءة:
بدأ الدولار الأمريكي عام 2025 على وتيرة قوية، مدعوماً بمكاسب كبيرة حققها خلال عام 2024 أمام معظم العملات العالمية، في حين تراجع الين الياباني إلى أدنى مستوياته في أكثر من خمسة أشهر. هذه الحركة تأتي في ظل توقعات واسعة النطاق بإبقاء أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول، مما يعزز من جاذبية العملة الخضراء كملاذ آمن وعائد مرتفع.
سياسات ترامب القادمة تحت المجهر
وفقًا لتقارير "رويترز" الصادرة يوم الخميس 2 يناير 2025، من المتوقع أن تركز الأسواق في الأشهر المقبلة على إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، والسياسات الاقتصادية التي ستتبعها. يُتوقع أن تعمل هذه السياسات ليس فقط على تعزيز النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، ولكن أيضًا على زيادة ضغوط التضخم، مما يدعم عائدات سندات الخزانة الأمريكية ويعزز الطلب على الدولار.
الفارق في أسعار الفائدة يهيمن على سوق العملات
لعب الفارق الكبير في أسعار الفائدة بين الولايات المتحدة والاقتصادات الأخرى دوراً محورياً في تحركات سوق العملات خلال عام 2024، حيث أدى إلى انخفاض حاد في معظم العملات مقابل الدولار. وكان الين الياباني من أكثر العملات تضرراً، حيث انخفض بأكثر من 10% في عامه الرابع على التوالي من التراجع. وبدأت العملة اليابانية تداولات العام الجديد عند مستوى 157.54 ين للدولار، قريبًا من أدنى مستوى في خمسة أشهر الذي سجلته يوم الثلاثاء الماضي، وسط توقعات بتدخل السلطات اليابانية لوقف هذا الانخفاض.
مؤشر الدولار يقترب من أعلى مستوى في عامين
سجل مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، مستوى 108.53 في التعاملات المبكرة اليوم، وهو أقل قليلاً من أعلى مستوى في عامين الذي سجله يوم الثلاثاء. وارتفع المؤشر بنسبة 7% خلال عام 2024، مما يعكس قوة الدولار المستمرة.
وفي هذا الصدد، قالت تشارو تشانانا، خبيرة استراتيجيات الاستثمار في ساكسو بنك: "من المرجح أن يظل الدولار في الصدارة هذا العام، بالنظر إلى عائده المرتفع حتى الآن، واستثنائية الاقتصاد الأمريكي، وجاذبيته كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين."
عوامل تعزز الطلب على الدولار
ساهمت عدة عوامل في تعزيز الطلب على الدولار، بما في ذلك توقعات ضعف النمو الاقتصادي خارج الولايات المتحدة، والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، واستمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا. هذه العوامل مجتمعة جعلت من الدولار الخيار الأول للمستثمرين في أوقات الاضطرابات العالمية.
أداء العملات الأوروبية
استقر اليورو عند مستوى 1.0353 دولار، بعد أن هبط بأكثر من 6% خلال عام 2024. ويتوقع المتعاملون في الأسواق أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بتخفيضات أعمق لأسعار الفائدة في عام 2025، حيث تتوقع الأسواق تخفيضات بنحو 113 نقطة أساس، مقارنة بتخفيضات متوقعة بنحو 42 نقطة أساس من جانب البنك المركزي الأمريكي.
من ناحية أخرى، سجل الجنيه الإسترليني مستوى 1.2519 دولار، بعد أن هبط بنسبة 1.7% خلال العام الماضي. ومع ذلك، كان الإسترليني من بين أفضل العملات أداءً، مدعوماً بأداء أفضل من المتوقع للاقتصاد البريطاني.
توقعات مستقبلية
مع استمرار التفاوت في سياسات البنوك المركزية حول العالم، من المتوقع أن يحافظ الدولار على قوته في الأشهر المقبلة. ومع ذلك، فإن أي تغييرات في السياسات النقدية للبنك المركزي الأوروبي أو البنك المركزي الياباني، أو تحسن في الظروف الجيوسياسية، يمكن أن تؤثر على اتجاهات سوق العملات.
في النهاية، يبدو أن الدولار سيظل العملة المهيمنة في عام 2025، مدعوماً باقتصاد أمريكي قوي وسياسات نقدية مشددة، في وقت تواجه فيه العديد من الاقتصادات العالمية تحديات كبيرة.
الدولار الأمريكي|أسعار الفائدة|سوق العملات|الين الياباني|البنوك المركزية
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار