وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن توسيع العمليات العسكرية بالضفة: "جنين مجرد بداية"
مدة القراءة:
تصعيد عسكري إسرائيلي غير مسبوق
في تصريحات اعتبرت تصعيداً خطيراً، توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأربعاء، بتوسيع نطاق الاقتحامات العسكرية في مدن ومخيمات الضفة الغربية، مشيراً إلى أن العملية الأخيرة في مخيم جنين ليست سوى "البداية" لنموذجٍ عسكري سيعمم على كافة المناطق. جاء ذلك خلال استجوابه في الكنيست الإسرائيلي، حيث أكد أن الجيش سيُنفذ عمليات مماثلة في "أماكن أخرى بالضفة"، دون تحديدٍ زمني أو جغرافي واضح.
جنين: النموذج الذي سيغيِر استراتيجية الاحتلال
وصف كاتس العملية الإسرائيلية في جنين، المسماة "الجدار الحديدي"، بأنها "تحوّل استراتيجي" في تعامل الجيش مع ما يطلق عليه "التهديدات الأمنية" بالضفة الغربية. وأوضح أن الهدف ليس فقط ملاحقة ما وصفهم بـ"الإرهابيين"، بل تدمير البنية التحتية التي تدعم المقاومة، معتبراً أن استمرار الغارات دون تحقيق نتائج دائمة – كما حدث في غزة – هو "درس تعلمته إسرائيل".
من جهتها، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن كاتس قوله: "هذه العملية تهدف إلى ضمان عدم عودة العنف إلى المخيم بعد انسحاب قواتنا"، في إشارة إلى انتقادات داخلية لإستراتيجية "الضربات المؤقتة" التي فشلت في كبح المقاومة الفلسطينية.
حصيلة دموية واعتقالات واسعة
منذ بدء العملية مساء الثلاثاء، ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 10 قتلى، بينهم طفل فلسطيني، وأكثر من 40 جريحاً، وفق مصادر طبية محلية. كما أعلنت سلطات الاحتلال اعتقال 25 مواطناً فلسطينياً على الأقل من محافظات الخليل، بيت لحم، رام الله، جنين، وطولكرم، بينهم أسرى سابقون، بحسب بيان مشترك لـهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني.
ولم تكتفِ القوات الإسرائيلية بالاقتحامات البرية، بل دعمت وجودها بتعزيزات عسكرية إضافية ليل الثلاثاء، ما زاد من حدة المواجهات مع الشبان الفلسطينيين، الذين واجهوا الجنود بإطلاق نارٍ محدود ورشق الحجارة.
خلفية العملية وتداعياتها المحتملة
تشهد الضفة الغربية، منذ أشهر، موجة تصعيدٍ هي الأعنف منذ سنوات، مع تنامي عمليات المقاومة الفردية وردود الفعل العسكرية الإسرائيلية التي تتسم بالقسوة. وتأتي عملية جنين بعد سلسلة هجمات فلسطينية داخل الخط الأخضر، زعمت إسرائيل أن منفذيها خرجوا من المخيمات شمال الضفة.
لكن الخبراء يحذرون من أن توسيع العمليات العسكرية قد يُفاقم الوضع الإنساني في مناطق مثل جنين، التي تعاني من بطالة مرتفعة وبنية تحتية متداعية، فضلاً عن تصاعد الغضب الشعبي ضد السلطة الفلسطينية التي تُواجه اتهاماتٍ بالعجز عن حماية المواطنين.
ردود فعل فلسطينية ودولية
فيما لم يرد حتى الآن ردّ فلسطيني رسمي على تصريحات كاتس، ناشدت منظمات حقوقية دولية، بينها هيومن رايتس ووتش، المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف "التصعيد الإسرائيلي الخطير"، مُشيرةً إلى أن عمليات القتل والاعتقالات الواسعة تُنتهك القانون الدولي.
من ناحيةٍ أخرى، لم تُصدر الدول الكبرى – بما فيها الولايات المتحدة – أي إدانة واضحة للعملية، في استمرارٍ لسياسة الصمت التي تطبع التعامل مع الانتهاكات الإسرائيلية منذ سنوات.
ماذا بعد؟
مع إصرار إسرائيل على تحويل جنين إلى "نموذج أمني" جديد، يتوقع أن تشهد الضفة الغربية المزيد من الاشتباكات، خاصةً مع تصاعد الحديث عن "انتشار سلاح المقاومة" خارج إطار الفصائل التقليدية. كما أن تصريحات كاتس قد تشير إلى نية حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف فرض سياسة "اليد الحديدية" تمهيداً لخطوات ضم فعلي للضفة، وهو السيناريو الذي يهدد بانفجار ٍ شامل قد لا تحمد عقباه.
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا
يسرائيل كاتس | الجدار الحديدي | جنين | الضفة الغربية | ضحايا فلسطينيون
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار