مصر تسمح باستيراد الكتاكيت والبيض لمواجهة أزمة ارتفاع الأسعار قبل رمضان
مدة القراءة:
في خطوة تهدف إلى تخفيف الضغط على المواطنين مع اقتراب شهر رمضان، أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي المصرية السماح باستيراد كتاكيت التسمين والبياض والبيض المخصب وبيض المائدة، وذلك لضبط الأسعار التي شهدت ارتفاعات قياسية مؤخرًا. يأتي ذلك في إطار خطة حكومية لمواجهة الطلب المتزايد على الدواجن ومنتجاتها خلال الفترة المقبلة، والتي تشهد ذروة الاستهلاك في رمضان.
أزمة الأسعار: الدواجن تتجاوز 100 جنيه والبيض 180 جنيها
شهدت أسواق الدواجن والبيض في مصر اضطرابات حادة خلال الأشهر الماضية، حيث قفز سعر كيلو الدواجن إلى أكثر من 100 جنيه، بينما تجاوز سعر كرتونة البيض (30 بيضة) حاجز الـ180 جنيهاً، وفقًا لتقارير محلية. ووصل سعر البيض في ذروة الأزمة إلى 200 جنيه للطبق (30 بيضة)، ما دفع الحكومة لاستيراد 30 مليون بيضة من تركيا في خطوة استثنائية.
الإجراءات الحكومية: بين فك الاختناق وضبط السوق
أصدر الدكتور علاء فاروق، وزير الزراعة، توجيهات عاجلة تشمل:
- السماح بالاستيراد: مع التشديد على استيراد الكتاكيت والبيض من دول ذات وضع وبائي آمن، وذات إنتاجية عالية.
- دعم المربين: التنسيق مع البنك الزراعي لتقديم قروض ميسرة لتحسين البنية التحتية لمزارع الدواجن وزيادة الإنتاج.
- تعزيز الرقابة: تكليف الهيئة العامة للخدمات البيطرية بفحص القطعان المستوردة وضمان خلوها من الأمراض.
وعللت الوزارة القرارات بالحاجة إلى "تذليل العقبات أمام المنتجين، ومواكبة الزيادة الموسمية في الطلب، خاصة مع تراجع أسعار الأعلاف مؤخرًا".
مفارقة الواقع: بين الاكتفاء الذاتي والاعتماد على الخارج
رغم أن مصر تنتج نحو 13 مليار بيضة سنوياً (ما يقارب الاكتفاء الذاتي)، إلا أن الاعتماد الكبير على استيراد الأعلاف – مثل الذرة الصفراء وفول الصويا – جعل القطاع عرضة لتقلبات الأسعار العالمية. فبعد الحرب الروسية-الأوكرانية، ارتفعت تكلفة الأعلاف بنسبة تصل إلى 70%، مما انعكس على أسعار الدواجن محليًا.
وفي تعليق لـخبير اقتصادي لـ"الوطن": "الاستيراد حل مؤقت، لكن ضمان استقرار سلسلة توريد الأعلاف هو التحدي الأكبر. لو تحسنت إنتاجية المحاصيل المحلية، سنوفر مليارات الدولارات".
استيراد البيض التركي: لماذا اللجوء للخارج؟
أثار استيراد 30 مليون بيضة من تركيا تساؤلات حول أسباب اللجوء للخارج رغم الإنتاج المحلي الكبير. أوضحت الوزارة أن القرار جاء استجابة لارتفاع الأسعار المحلية بشكل غير مسبوق، مؤكدة أن الاستيراد سيكون محدوداً ومرحلياً لضبط السوق دون الإضرار بالمنتجين المحليين.
تحديات المستقبل: بين مخاوف المربين وأمل المستهلكين
يرى مربو الدواجن أن القرارات الحكومية إيجابية، خاصة مع انخفاض أسعار الأعلاف مؤخرًا، لكنهم يشيرون إلى عقبات مثل:
- صعوبة الحصول على القروض الموعودة.
- عدم كفاية الدعم البيطري في بعض المحافظات.
من جهة أخرى، ينتظر المستهلكون تراجعاً ملموساً في الأسعار، خاصة مع حلول رمضان، الذي يشهد عادة زيادة في الاستهلاك بنسبة 30%.
خاتمة: استيراد اليوم.. واستدامة الغد
تكشف أزمة الدواجن والبيض عن اختلالات هيكلية في القطاع الزراعي المصري، بدءًا من الاعتماد على الاستيراد في الأعلاف، وصولًا إلى تحديات التمويل. ورغم أن قرار فتح الاستيراد قد يخفض الأسعار قصيرًا، إلا أن ضمان استقرار السوق على المدى البعيد يتطلب تعزيز الإنتاج المحلي للأعلاف، ودعم الصمود أمام الأزمات العالمية، وهو ما تؤكده الحكومة عبر خطط التوسع في المشروعات الزراعية الكبرى مثل "مشروع الدلتا الجديدة".
بينما تبقى الآمال معلقة على أن ينعكس كل هذا على مائدة المواطن في رمضان، دون أن تثقل الأسعار كاهله.
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا
استيراد | كتاكيت | بيض | أسعار | دواجن
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار