مصر تعود بقوة إلى ساحة الطاقة العالمية: اكتشافات غاز جديدة تعزز مكانتها الإقليمية

مدة القراءة:

في تطور يعتبر نقطة تحول في صناعة الطاقة المصرية والإقليمية، أعلنت مصر عن اكتشافات جديدة للغاز الطبيعي قبالة سواحلها، مما يعزز مكانتها كواحد من اللاعبين الرئيسيين في سوق الطاقة العالمية. هذه الاكتشافات تأتي في وقت تسعى فيه مصر لتعويض سنوات من التراجع في إنتاج الغاز، واستعادة دورها كدولة مصدرة للطاقة.

مصر تعود بقوة إلى ساحة الطاقة العالمية: اكتشافات غاز جديدة تعزز مكانتها الإقليمية

اكتشافات جديدة تعيد مصر إلى الواجهة

أعلنت شركة "إكسون موبيل" العالمية عن اكتشاف كبير للغاز في البحر الأبيض المتوسط، قبالة السواحل الشمالية لمصر، في بئر "نفرتاري-1" بقطاع مراقيا الشمالي. هذا الاكتشاف، الذي يبعد حوالي 8 كيلومترات فقط عن الساحل المصري، يُعتبر إضافة مهمة لاحتياطيات الغاز في البلاد. وأشارت الشركة إلى أنها ستواصل تقييم النتائج لتحديد حجم الاحتياطيات بدقة.

هذا الاكتشاف يأتي في أعقاب إعلان رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، عن تعافي قطاع البترول والغاز الطبيعي في البلاد بعد فترة من التراجع الحاد في الإنتاج. وأكد مدبولي أن الأشهر الستة الأخيرة شهدت حفر 105 آبار جديدة، منها 10 آبار للغاز الطبيعي، مما أدى إلى زيادة الإنتاج المحلي من الزيت الخام بمقدار 64 ألف برميل يوميًا، وزيادة إنتاج الغاز الطبيعي بمقدار 271 مليون قدم مكعب يوميًا.

تأثير الاكتشافات على الاقتصاد المصري

تأتي هذه الاكتشافات في وقت تشهد فيه مصر تحسناً ملحوظا في قطاع الطاقة، بعد سنوات من التحديات الاقتصادية التي أثرت على صناعة الغاز. ففي السنوات الأخيرة، اضطرت مصر إلى زيادة وارداتها من الغاز المسال بسبب تراجع الإنتاج المحلي، مما أدى إلى زيادة النفقات وتراكم الديون. ومع الاكتشافات الجديدة، يتوقع أن تعود مصر إلى مسار تصدير الغاز، وهو الهدف الذي حددته الحكومة بحلول نهاية عام 2027.

ووفقاً لتقرير صادر عن موقع "bizportal" الاقتصادي الإسرائيلي، فإن الاكتشاف الجديد قد لا يؤثر بشكل كبير على شراكات الغاز القائمة بين مصر وإسرائيل. فمصر تشتري الغاز الإسرائيلي من حقل "ليفيثان" وتعيد تصديره إلى أوروبا بأرباح عالية. وبالتالي، فإن الطلب المتزايد على الغاز في مصر، بالإضافة إلى الأرباح الكبيرة التي تجنيها من إعادة التصدير، يجعل من الصعب عليها التخلي عن هذه الشراكة.

تعاون إقليمي ودولي

الاكتشافات الجديدة تعزز أيضًا فرص التعاون الإقليمي والدولي. فقد أشار التقرير إلى أن منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط أصبحت مركزاً عالمياً لاكتشافات الغاز في السنوات الأخيرة، مع اكتشافات كبيرة في إسرائيل وقبرص. ففي إسرائيل، أدى اكتشاف حقلي "تمار" و"ليفيثان" في عامي 2009 و2010 إلى تحويل البلاد إلى دولة مصدرة للغاز. كما اكتشفت قبرص حقل "أفروديت"، مما عزز الإمكانات الإقليمية.

وفي هذا السياق، أشار مدبولي إلى الاتفاق المصري القبرصي على استقدام الغاز القبرصي إلى محطات الإسالة في مصر، لإعادة تصديره إلى الخارج. هذا التعاون يُعتبر خطوة مهمة نحو تعزيز التكامل الإقليمي في مجال الطاقة.

تحديات مستقبلية

رغم التفاؤل الذي تحمله الاكتشافات الجديدة، إلا أن هناك تحديات لا تزال تواجه صناعة الغاز في مصر. فتحويل الاكتشافات إلى خزانات منتجة يتطلب استثمارات كبيرة ووقتًا طويلًا. بالإضافة إلى ذلك، فإن عدم الاستقرار السياسي والمخاطر الجيوسياسية في المنطقة قد تعيق تحقيق الإمكانات الكاملة لهذه الاكتشافات.

ومع ذلك، فإن الحكومة المصرية تبدو مصممة على تجاوز هذه التحديات. فقد أطلقت مؤخرًا خطة لسداد مستحقات شركات الطاقة الأجنبية، بهدف تشجيع الاستثمارات الجديدة. كما تسعى إلى تأهيل صناعة الطاقة لديها، واستعادة ثقة المستثمرين الأجانب بعد الأزمات التي تسببت في تأخير السداد وتراجع الاستثمارات.

خاتمة

بفضل الاكتشافات الجديدة للغاز الطبيعي، تعود مصر بقوة إلى ساحة الطاقة العالمية، مدعومة بخطط طموحة لزيادة الإنتاج وتصدير الغاز. هذه الاكتشافات لا تعزز فقط الاقتصاد المصري، بل تعزز أيضًا مكانتها الإقليمية كمركز للطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط. ومع استمرار الجهود لتحقيق الاستقرار في الصناعة، يتوقع أن تلعب مصر دوراً محورياً في سوق الطاقة العالمية في السنوات القادمة.

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

مصر | غاز طبيعي | اكتشافات غاز | تصدير الغاز | شرق البحر المتوسط

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

وظائف الوسيط الجمعة 24-1-2025 لكل المؤهلات والتخصصات بمصر والخارج

تبادل أسرى بين "حماس" وإسرائيل: 4 مجندات إسرائيليات مقابل 200 أسير فلسطيني

وظائف أهرام الجمعة 24-1-2025 لكل المؤهلات والتخصصات بمصر والخارج