ترامب يطلق ولايته الثانية بأوامر تنفيذية مثيرة للجدل

مدة القراءة:

واشنطن - في أول أيام ولايته الرئاسية الثانية، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عشرات الأوامر التنفيذية التي شملت مجموعة واسعة من القضايا المحلية والدولية، من بينها العفو عن أنصاره الذين شاركوا في اقتحام مبنى الكابيتول عام 2021، وإعادة النظر في اتفاقية باريس للمناخ، وحتى تغيير اسم خليج المكسيك إلى "خليج أميركا". هذه الخطوات تعكس توجهات إدارته الجديدة التي تسعى إلى تعزيز سياساته القومية وإعادة تشكيل السياسة الخارجية الأمريكية.

ترامب يطلق ولايته الثانية بأوامر تنفيذية مثيرة للجدل

العفو عن أنصار ترامب 

أعلن ترامب عن عفو رئاسي عن نحو 1500 شخص من أنصاره الذين شاركوا في اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021، في محاولة لتعطيل المصادقة على انتخاب جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة. ووصف ترامب هؤلاء الأشخاص بأنهم "رهائن"، مؤكدًا أن العفو سيكون "كاملاً". هذه الخطوة أثارت جدلاً واسعاً، حيث يعتبرها البعض محاولة لتبرئة أنصاره وتقويض العدالة، بينما يرى آخرون أنها جزء من سياسة ترامب لدعم قاعدة مؤيديه.

إلغاء أوامر تنفيذية سابقة

كما أعلن ترامب عن نيته إلغاء نحو 80 أمراً تنفيذياً صدرت خلال إدارة بايدن، واصفاً إياها بأنها "مدمرة ومتطرفة". وشملت هذه الأوامر تجميداً فورياً للوائح التنظيمية والتوظيف، بالإضافة إلى إجراءات أخرى تهدف إلى تقليص حجم الحكومة الفيدرالية. وأكد ترامب أن هذه الخطوات ستسهم في تعزيز الكفاءة الحكومية وتقليل البيروقراطية.

اتفاق الهدنة في غزة

على الصعيد الدولي، أعرب ترامب عن شكوكه حول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، واصفاً القطاع بأنه "موقع هدم ضخم" يحتاج إلى إعادة إعمار بطريقة مختلفة. هذه التصريحات تعكس موقفاً متشككاً من الجهود الدولية لتحقيق السلام في المنطقة، وتأكيداً على أن الولايات المتحدة ستلعب دوراً رئيسياً في أي مفاوضات مستقبلية.

الرسوم الجمركية والعلاقات مع كندا والمكسيك

أعلن ترامب أيضًا عن نيته فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات من كندا والمكسيك، متهماً البلدين بالسماح لعبور المخدرات والأشخاص عبر حدودهما. وأضاف أن هذه الإجراءات قد تدخل حيز التنفيذ بحلول فبراير المقبل. هذه الخطوة تأتي في إطار سياسة ترامب الحمائية التي تهدف إلى حماية الصناعة الأمريكية، لكنها قد تزيد من التوترات التجارية مع جارتي الولايات المتحدة.

لقاء مع بوتين وإنهاء الحرب في أوكرانيا

كشف ترامب عن خططه للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دون تحديد موعد محدد. وأعرب عن نيته إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا في أسرع وقت ممكن، منتقداً بوتين لرفضه التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا. ووصف ترامب بوتين بأنه "يدمر روسيا" بعدم إبرام صفقة لإنهاء الصراع. هذه التصريحات تعكس رغبة ترامب في لعب دور الوسيط في النزاع الأوكراني، رغم التحديات الدبلوماسية الكبيرة.

جرينلاند والأمن الدولي

أكد ترامب أن الولايات المتحدة بحاجة إلى السيطرة على جزيرة غرينلاند لضمان الأمن الدولي، واصفاً إياها بأنها ذات أهمية استراتيجية. هذه التصريحات تأتي في إطار سياسة ترامب التوسعية التي تسعى إلى تعزيز النفوذ الأمريكي في المناطق ذات الأهمية الجيوسياسية.

تأجيل حظر "تيك توك"

وقّع ترامب أيضًا أمراً تنفيذياً بتأجيل حظر تطبيق "تيك توك" لمدة 75 يومًا، بعد أن كان من المقرر إغلاقه في 19 يناير. وأوضح ترامب أن القرار النهائي بشأن التطبيق سيتم اتخاذه خلال هذه الفترة، مما يترك الباب مفتوحاً أمام احتمالات البيع أو الإغلاق.

الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية

في خطوة أخرى مثيرة للجدل، وقع ترامب على أمر تنفيذي بانسحاب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ للمرة الثانية، متحدياً الجهود الدولية لمكافحة تغير المناخ. كما أعلن انسحاب بلاده من منظمة الصحة العالمية، منتقداً إياها لفشلها في التصرف باستقلالية وطلبها مدفوعات "باهظة بشكل غير منصف".

إلغاء عقوبات على مستوطنين إسرائيليين

ألغى ترامب العقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على جماعات وأفراد من المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين لارتكابهم أعمال عنف ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية. هذه الخطوة تعكس دعم ترامب القوي لإسرائيل وتأييده لسياساتها في المنطقة.

أوامر للحد من الهجرة

وقّع ترامب أيضًا أوامر تنفيذية تعلن الهجرة غير الشرعية على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك حالة طوارئ وطنية، وتصنف العصابات الإجرامية كمنظمات إرهابية. كما استهدف الجنسية التلقائية للأطفال المولودين في الولايات المتحدة من المهاجرين غير الشرعيين.

تغيير اسم خليج المكسيك

في خطوة رمزية، وقع ترامب أمراً تنفيذيا لتغيير اسم خليج المكسيك إلى "خليج أميركا"، واصفاً إياه بأنه "أصل أساسي لأمتنا". هذه الخطوة أثارت ردود فعل متباينة، حيث اعتبرها البعض محاولة لتأكيد الهوية الأمريكية، بينما رأى آخرون أنها غير ضرورية وقد تزيد من التوترات مع المكسيك.

خاتمة

تظهر الأوامر التنفيذية التي وقعها ترامب في أول أيام ولايته الثانية توجهاته السياسية الواضحة، والتي تركز على تعزيز القومية الأمريكية، وإعادة تشكيل السياسة الخارجية، وتقليص حجم الحكومة الفيدرالية. رغم أن هذه الخطوات قد تحظى بتأييد قاعدة مؤيديه، إلا أنها ستواجه انتقادات واسعة من المعارضين الذين يرون فيها تهديداً للعدالة الدولية والتعاون العالمي.

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

ترمب | الأوامر التنفيذية | العفو | خليج المكسيك | اتفاقية باريس للمناخ*

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

وظائف الوسيط الجمعة 24-1-2025 لكل المؤهلات والتخصصات بمصر والخارج

تبادل أسرى بين "حماس" وإسرائيل: 4 مجندات إسرائيليات مقابل 200 أسير فلسطيني

وظائف أهرام الجمعة 24-1-2025 لكل المؤهلات والتخصصات بمصر والخارج