الذهب يتراجع تحت ضغط الدولار.. والمستثمرون يترقبون إشارات الفيدرالي

تحليل: اجتماعات البنوك المركزية والرسوم الجمركية تهيمن على تحركات الأسواق

انخفاض الذهب: قوة الدولار وترقب إشارات الفيدرالي

شهدت أسواق الذهب تراجعاً ملحوظاً يوم الاثنين، حيث انخفض سعر الأوقية بنسبة 0.7% ليصل إلى 2,751.71 دولار، بينما هبطت العقود الآجلة للذهب 0.8% إلى 2,756.30 دولار. ويعزو المحللون هذا التراجع إلى صعود الدولار الأمريكي بنسبة 0.2%، مما زاد من تكلفة المعدن الأصفر على حاملي العملات الأخرى.

من ناحية أخرى، لا يزال الذهب يستفيد من حالة عدم اليقين الجيوسياسية والتضخم، خاصة مع توقع استمرار البنوك المركزية في تبني سياسات نقدية مرنة. وقال ييب جون رونغ، استراتيجي السوق في "آي جي": "رغم ضغط الدولار، فإن تدفقات الملاذ الآمن قد تحد من انهيار الذهب".

اجتماع الفيدرالي: تثبيت أسعار الفائدة في الميزان

يترقب المستثمرون أول اجتماع لمجلس الاحتياطي الفيدرالي في 2024 (28-29 يناير)، حيث من المتوقع الإبقاء على أسعار الفائدة عند 5.25%-5.50%، في ظل مؤشرات اقتصادية مختلطة:

التضخم: لا يزال أعلى من الهدف البالغ 2%، لكنه يشهد تباطؤاً تدريجياً.
سوق العمل: انخفاض معدل البطالة إلى 3.7%، مع استمرار النمو الاقتصادي.
المضاربة: ارتفعت المراكز الطويلة على الذهب في بورصة "كوميكس" بنسبة 10% الأسبوع الماضي.

أشار جيغار تريفيدي من "ريلاينس للأوراق المالية" إلى أن السوق يركز على رد فعل الفيدرالي تجاه دعوات ترامب لخفض الفائدة، خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

الدولار والعملات: بين الرسوم الجمركية وفروق الأسعار

على الجانب الآخر، ارتفع الدولار أمام اليورو بنسبة 0.2% ليصل إلى 1.0474 دولار، لكنه تراجع أمام الين الياباني إلى 155.88 ين، مدعوماً برفع بنك اليابان سعر الفائدة لأول مرة منذ 2007.

العوامل المؤثرة

الرسوم الجمركية: عادت المخاوف مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة وكولومبيا، وتهديد ترامب بفرض رسوم على واردات كندا والمكسيك.
اجتماعات البنوك المركزية: من المتوقع خفض الفائدة بنسبة 0.25% من البنك الأوروبي وبنك كندا، مما قد يوسع الفجوة بين السياسات النقدية العالمية.
التضخم: بيانات التضخم الأوروبية والأمريكية المقررة يوم الجمعة قد تحدد اتجاهات الأسواق.

الين الياباني: تحديات السياسة النقدية في ظل التوترات

أعلن بنك اليابان رفع سعر الفائدة إلى 0.1%، مع توقعات بمزيد من الزيادات وسط ارتفاع الأجور والأسعار. لكن المحللين يحذرون من أن المخاوف التجارية قد تدفع البنك لتوخي الحذر. قال تييري ويزمان من "ماكواري": "رفع الفائدة خطوة رمزية، لكن أي إضعاف للين قد يثير غضب البيت الأبيض".

المعادن الأخرى: الفضة والبلاتين تحت الضغط

لم يسلم بقية المعادن الثمينة من الموجة الهابطة:

الفضة: انخفضت 1.3% إلى 30.20 دولار للأوقية.
البلاتين: تراجع 0.9% إلى 940.40 دولار.
البلاديوم: هبط 1.8% إلى 969.83 دولار.

التوقعات: أسواق هشة بانتظار بيانات حاسمة

مع اقتراب بيانات التضخم واجتماعات البنوك المركزية، تظل الأسواق عرضة للتقلبات. قد تشهد الأسابيع المقبلة:

استقرار الذهب حول 2,750 دولار إذا ثبت الفيدرالي الفائدة.
مزيد من صعود الدولار في حال تفاقم الحروب التجارية.
ضغط على الين إذا تباطأ بنك اليابان عن رفع الفوائد.

خاتمة: في عالم تهيمن عليه السياسة النقدية والجيوسياسية، يبقى المستثمرون في حالة تأهب لأي إشارة قد تحدد مصير الأسواق مع دخول العالم مرحلة اقتصادية جديدة مليئة بالتحديات.

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا

أسعار الذهب | الاحتياطي الفيدرالي | الدولار الأميركي | أسعار الفائدة | الرسوم الجمركية الأميركية

علىّْ الدين الإخباري