معركة طوفان الأقصى: ملحمة تاريخية تدق المسمار الأخير في نعش الاحتلال (فيديو)

مدة القراءة:

في كلمة قوية ومؤثرة، أكد المتحدث العسكري باسم "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، أبو عبيدة، أن معركة "طوفان الأقصى" التي استمرت 471 يوماً، كانت الشرارة التي أشعلت طريق تحرير فلسطين، ودقت المسمار الأخير في نعش الاحتلال الإسرائيلي الزائل. جاءت هذه التصريحات في ظل دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل حيز التنفيذ، والذي ينظر إليه كخطوة أولى نحو إنهاء الصراع الدامي الذي شهدته منطقة غزة.

معركة طوفان الأقصى: ملحمة تاريخية تدق المسمار الأخير في نعش الاحتلال

ملحمة تاريخية بدماء الشهداء

وصف أبو عبيدة المعركة بأنها "ملحمة تاريخية" ليس لها مثيل في العالم، مشيراً إلى أن الشعب الفلسطيني قدم قافلة عظيمة من الشهداء على مدار أكثر من 15 شهراً. وأكد أن هذه التضحيات لن تذهب سدى، بل ستكون لها تداعيات كبيرة على مستقبل الصراع. وقال: "حق لكل حجر في المسجد الأقصى أن يحمل اسم شهيدٍ من غزة، ودماء الشهداء هي أغلى وأقدس مما يتصوره أحد في العالم".

وأضاف أن المقاومة الفلسطينية، بالتعاون مع كل فصائل المقاومة الأخرى، قاتلت في ظروف تبدو مستحيلة وفق الحسابات العسكرية التقليدية، حيث واجهت قوة عسكرية متفوقة تسلحاً وتنظيماً، لكنها تمكنت من إلحاق ضربات قاتلة بالعدو. وأشار إلى أن العالم شاهد ما وصفه بـ"الأساطير" التي صنعها المقاومون في غزة، الذين قاتلوا ببسالة في ظل اختلال هائل في موازين القوى.

اتفاق وقف إطلاق النار: خطوة نحو إنهاء الصراع

جاءت كلمة أبو عبيدة في أعقاب دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين "حماس" وإسرائيل حيز التنفيذ. ويتضمن الاتفاق ثلاث مراحل رئيسية:

  1. المرحلة الأولى: تستمر 6 أسابيع، وتشمل انسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية من غزة، وإطلاق سراح 33 أسيراً إسرائيلياً، بينهم نساء وأطفال ورجال فوق سن الخمسين.
  2. المرحلة الثانية: ستشهد إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقين، ووقف إطلاق النار بشكل دائم، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة، مقابل إطلاق أكثر من ألف أسير فلسطيني.
  3. المرحلة الثالثة: ستتضمن إعادة جميع الجثث المتبقية، وبدء عملية إعادة إعمار غزة.

دور المقاومة والشعب في صناعة التاريخ

أكد أبو عبيدة أن المقاومة الفلسطينية، بقيادة "كتائب القسام"، قدمت نموذجاً فريداً في القدرة على الصمود والفعل المؤثر، رغم الظروف القاهرة. وقال: "صنعنا ملحمة تاريخية ليس لها مثيل في العالم، تحية لكم يا شعبنا في غزة يا تيجان الرؤوس، يا من نهضتم نهضة المعتصم لأجل القدس والأرض".

كما أشاد بدور الفصائل الأخرى التي شاركت في المعركة، مثل حزب الله في لبنان، والمقاومة العراقية، ودعم الجمهورية الإيرانية، مؤكداً أن هذه الجهود المشتركة هي التي مكنت الفلسطينيين من تحقيق انتصارات كبيرة في مواجهة العدو الإسرائيلي.

تحديات المستقبل

رغم التفاؤل الذي أبداه أبو عبيدة، إلا أن التحديات التي تواجه الفلسطينيين لا تزال كبيرة. فإعادة إعمار غزة، التي دمرت بشكل كبير خلال الحرب، ستتطلب جهوداً دولية ودعماً مالياً وسياسياً كبيراً. كما أن مستقبل العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين يظل غامضاً، خاصة في ظل استمرار الخلافات حول قضايا جوهرية مثل القدس وحق العودة.

خاتمة

معركة "طوفان الأقصى" ستظل محطة تاريخية في مسيرة النضال الفلسطيني، ليس فقط لما حققته من انتصارات عسكرية، ولكن أيضاً لما قدمته من دروس في الصمود والتضحية. وكما قال أبو عبيدة: "هذه المعركة ستبقى مدرسة للأجيال في فنون القتال والبطولة لطرد المحتلين".

في النهاية، يبقى السؤال: هل ستكون هذه المعركة بداية النهاية للاحتلال الإسرائيلي، أم مجرد فصل آخر في صراع طويل ومعقد؟ الإجابة ستحددها الأيام القادمة، ولكن ما لا شك فيه هو أن دماء الشهداء والتضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب الفلسطيني ستظل حاضرة في الذاكرة الجماعية للأمة العربية والإسلامية.


Share/Bookmark

طوفان الأقصى | وقف إطلاق النار | المقاومة الفلسطينية | إعادة إعمار غزة | الصراع الإسرائيلي الفلسطيني

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

وظائف الوسيط الجمعة 24-1-2025 لكل المؤهلات والتخصصات بمصر والخارج

تبادل أسرى بين "حماس" وإسرائيل: 4 مجندات إسرائيليات مقابل 200 أسير فلسطيني

وظائف أهرام الجمعة 24-1-2025 لكل المؤهلات والتخصصات بمصر والخارج