الذهب يصعد إلى ذروة 11 أسبوعاً بفعل سياسات ترامب وتراجع الدولار

شهدت أسواق الذهب العالمية موجة صعودية قوية، الأربعاء، حيث اقترب المعدن الأصفر من أعلى مستوى له على الإطلاق، مسجلاً أعلى سعر في 11 أسبوعاً، مدعوماً بعوامل متشابكة تشمل السياسات التجارية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وضعف الدولار، وتصاعد الطلب على الأصول الآمنة وسط مخاوف من اضطرابات اقتصادية.

ذروة قريبة من الرقم القياسي

بلغ سعر الذهب في التعاملات الفورية 2751.89 دولاراً للأونصة، مرتفعاً بنسبة 0.3%، بعد أن لامس في وقت سابق أعلى مستوى منذ نوفمبر 2024، متجهاً نحو الرقم القياسي المسجل في أكتوبر الماضي عند 2790.15 دولاراً. وعلى صعيد العقود الآجلة، ارتفع الذهب الأمريكي 0.3% إلى 2768.40 دولاراً.

ترامب والسياسات التجارية: محرك رئيسي للقلق

يشير المحللون إلى أن التصريحات الأخيرة للرئيس ترامب بشأن فرض رسوم جمركية بنسبة 10% على الواردات الصينية اعتباراً من فبراير المقبل، وتلميحاته بضرائب محتملة على الاتحاد الأوروبي، تزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق. وقال كلفن وونج، كبير محللي السوق في شركة "أواندا" لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ: "الغموض حول توقيت وتأثير هذه السياسات يضعف الدولار ويدفع المستثمرين نحو الذهب".

الدولار الضعيف يعزز جاذبية الذهب

انخفض مؤشر الدولار أمام سلة العملات بنسبة 0.1%، مما يجعل الذهب – المسعّر بالدولار – أكثر جذباً للمستثمرين من الدول الأخرى. يذكر أن العلاقة العكسية بين الدولار والذهب تعد أحد العوامل التقليدية المتحكمة في أسعار المعدن النفيس.

الفيدرالي بين المطرقة والسندان

رغم أن سياسات ترامب توصف بأنها "تضخمية" قد تدفع الأسعار للارتفاع، فإن التضخم نفسه قد يجبر الاحتياطي الفيدرالي على الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول، مما يقلل من جاذبية الذهب الذي لا يدر عائداً. ومن المقرر أن يعقد الفيدرالي اجتماعه الأسبوع المقبل، مع توقعات بالإبقاء على سعر الفائدة دون تغيير، وسط مراقبة دقيقة لسوق السندات المتقلبة.

البنوك المركزية: داعم خفي للذهب

لفتت مؤسسة "إي إن زد" في تحليلها إلى أن مشتريات البنوك المركزية من الذهب تشكل "قاعدة طلب قوية"، متوقعة أن يعوض الطلب الاستثماري أي تراجع في الاستخدام الصناعي للمعدن. وتأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه الفضة والبلاتين والبلاديوم ارتفاعاً متوازياً:

الفضة: صعدت 0.1% إلى 30.91 دولاراً للأونصة.
البلاديوم: ارتفع 0.6% إلى 963.59 دولاراً.
البلاتين: قفز 0.6% إلى 948.94 دولاراً.

مستقبل الذهب: بين الفرص والمخاطر

رغم التفاؤل الحالي، يحذر خبراء من أن أي تقدم في المفاوضات التجارية بين واشنطن وشركائها، أو تحسن مفاجئ في معنويات السوق، قد يحد من الصعود. مع ذلك، يبقى الذهب الخيار الأمثل للمستثمرين في ظل:

الاضطرابات الجيوسياسية.
تقلبات العملات.
مخاطر الركود العالمي.

في الختام، يظهر الذهب مرة أخرى قدرته على الصمود كملاذ آمن، لكن مساره المستقبلي سيعتمد على تفاعل متغيرات اقتصادية وسياسية معقدة، تبدأ من البيت الأبيض وتنتهي عند قاعات التداول في آسيا.

للاستماع للبودكاست اضغط على الصورة ⬇️

الذهب | سياسات ترامب | تراجع الدولار | الملاذ الآمن | الرسوم الجمركية

علىّْ الدين الإخباري