تقلبات أسعار النفط تهيمن على الأسواق وسط ترقب لبيانات اقتصادية وعقوبات محتملة
مدة القراءة:
شهدت أسعار النفط يوم الاثنين تحولاً ملحوظاً، إذ تراجعت بعد بداية قوية للتعاملات، متأثرة بصعود الدولار الأمريكي وزيادة المخاوف بشأن فرض عقوبات جديدة، وذلك قبيل صدور بيانات اقتصادية هامة من البنك المركزي الأمريكي وانتظار تقرير الوظائف الأمريكية المنتظر صدوره في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
انعكاس في مسار الأسعار
بعد سلسلة من المكاسب استمرت لخمس جلسات متتالية، والتي دعمتها الآمال في زيادة الطلب مع دخول فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي وتزايد إجراءات التحفيز في الصين، وجدت أسعار النفط نفسها تحت ضغط بيعي.
فقد انخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي بنحو 21 سنتاً أو ما يعادل 0.3% لتصل إلى 76.3 دولار للبرميل بحلول الساعة 04:45 بتوقيت جرينتش، وذلك بعد أن سجلت يوم الجمعة أعلى مستوى لها منذ 14 أكتوبر. وبالمثل، تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 19 سنتاً أو 0.3% لتصل إلى 73.77 دولار للبرميل، بعد أن أغلقت يوم الجمعة عند أعلى مستوياتها منذ 11 أكتوبر، وفقاً لبيانات رويترز.
أسباب التراجع:
يعزو المحللون هذا التراجع إلى عدة عوامل رئيسية:
- صعود الدولار: عادة ما يؤدي ارتفاع قيمة الدولار إلى جعل السلع المقومة به، مثل النفط، أكثر تكلفة بالنسبة لحائزي العملات الأخرى، مما يقلل من الطلب عليها.
- مخاوف العقوبات: تزايدت المخاوف بشأن فرض عقوبات جديدة من قبل الدول الغربية على صادرات النفط الإيرانية والروسية، مما أثر سلباً على معنويات المستثمرين. وتعتزم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن فرض المزيد من العقوبات على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا، مع استهداف عائداتها النفطية من خلال اتخاذ إجراءات ضد الناقلات التي تحمل الخام الروسي.
- ترقب البيانات الاقتصادية الأمريكية: يترقب المستثمرون عن كثب مجموعة من البيانات الاقتصادية الهامة التي ستصدر هذا الأسبوع من الولايات المتحدة، والتي يمكن أن تقدم مؤشرات حول مستقبل أسعار الفائدة واستهلاك الطاقة. ويتضمن ذلك محضر الاجتماع الأخير للبنك المركزي الأمريكي المقرر صدوره يوم الأربعاء، بالإضافة إلى تقرير الوظائف لشهر ديسمبر المنتظر صدوره يوم الجمعة القادمة. هذه البيانات ستساعد في تحديد مسار السياسة النقدية للبنك المركزي الأمريكي، والتي بدورها تؤثر على قوة الدولار والنشاط الاقتصادي، وبالتالي الطلب على النفط.
نظرة على العوامل الداعمة سابقاً:
في الجلسات الخمس السابقة، تلقت أسعار النفط دعماً من عوامل أخرى:
- آمال زيادة الطلب: مع دخول فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، يتوقع البعض زيادة الطلب على الطاقة للتدفئة.
- التحفيزات الصينية: أعلنت الصين عن المزيد من إجراءات التحفيز المالي لإنعاش اقتصادها المتعثر، بما في ذلك زيادة التمويل من سندات الخزانة طويلة الأجل في عام 2025، بهدف تحفيز الاستثمار التجاري وتعزيز الإنفاق الاستهلاكي.
تأثير الإمدادات
بالإضافة إلى العوامل المتعلقة بالطلب، تلعب التطورات في جانب العرض دوراً هاماً في تحديد أسعار النفط:
- النفط الإيراني: توقع بنك جولدمان ساكس انخفاض إنتاج وصادرات النفط الإيرانية بحلول الربع الثاني من العام القادم نتيجة للتغيرات السياسية المحتملة وتشديد العقوبات في حال فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية. وقدر البنك أن إنتاج إيران قد ينخفض بمقدار 300 ألف برميل يومياً ليصل إلى 3.25 مليون برميل يومياً بحلول الربع الثاني.
- النفط العراقي: أكد العراق عدم وجود اتفاقيات نفط مع الجانب السوري، وهو ما يلقي الضوء على السياسات النفطية الإقليمية.
- عدد منصات التنقيب الأمريكية: أظهر تقرير أسبوعي صادر عن شركة خدمات الطاقة بيكر هيوز انخفاض عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة بمقدار منصة واحدة ليصل إلى 482 الأسبوع الماضي، وهو مؤشر على الإنتاج المستقبلي.
الخلاصة
تشهد أسواق النفط حالياً حالة من التذبذب وعدم اليقين، حيث تتنازع قوى مختلفة لتحديد اتجاه الأسعار. فمن جهة، هناك آمال في زيادة الطلب والتحفيزات الصينية التي تدعم الأسعار، ومن جهة أخرى، هناك ضغوط من ارتفاع الدولار والمخاوف الجيوسياسية المتعلقة بالعقوبات، بالإضافة إلى انتظار بيانات اقتصادية هامة من الولايات المتحدة. يبقى أن نرى كيف ستتفاعل الأسواق مع هذه المعطيات خلال الأيام القادمة، وما إذا كانت قوى العرض أو الطلب ستكون لها الكلمة العليا في تحديد مسار أسعار النفط.
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا
سعر النفط | أسعار النفط اليوم | العقوبات على النفط | برميل النفط | اقتصاد
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار