اغتيال محمد الضيف: حماس تعلن مقتل قائدها العسكري بين تكذيب سابق وتأكيد إسرائيلي

مدة القراءة:

الحدث الجديد: حماس تعلن مقتل الضيف وقادة آخرين 

في بيان مفاجئ مساء الخميس، أعلن الجناح العسكري لحركة حماس "كتائب القسام" مقتل قائد هيئة أركانه، محمد الضيف، إلى جانب عدد من القادة العسكريين البارزين، منهم مروان عيسى (نائب الضيف)، وأيمن نوفل، ورافع سلامة. جاء الإعلان عبر الناطق العسكري باسم الكتائب، أبو عبيدة، الذي قال: "نزف إلى أبناء شعبنا العظيم مقتل قائد هيئة أركان كتائب القسام محمد الضيف"، في إشارة إلى ضربة موجعة للبنية القيادية للحركة.  

اغتيال محمد الضيف: حماس تعلن مقتل قائدها العسكري بين تكذيب سابق وتأكيد إسرائيلي

خلفية الحدث: اغتيال أم تأكيد متأخر؟ 

لا يعد الإعلان الحالي أولَ ادعاءٍ بوفاة الضيف، الذي يوصف بأنه أحد أخطر المطلوبين لإسرائيل. ففي يوليو/تموز 2024، نفذ الجيش الإسرائيلي غارة جوية على منطقة "مواصي خان يونس" بقطاع غزة، مُعلنًا حينها مقتل الضيف. لكن حماس نفت الخبر آنذاك، ووصفته بـ"المزيف"، بينما أكدت إسرائيل أن المعلومات الاستخباراتية "دقيقة".  

الآن، وبعد نحو عامٍ من التكذيب، تعلن حماس مقتل قائدها، ما يفتح الباب أمام تساؤلاتٍ عن أسباب التأخير، وما إذا كان الإعلان الحالي مرتبطا بضغوط داخلية أو تغييرات في موازين القوى العسكرية.  

محمد الضيف: الرجل ذو التسع أرواح 

وصف الضيف (58 عامًا) بـ"أسطورة النجاة"؛ إذ نجا من سبع محاولات اغتيال إسرائيلية على مدى ثلاثة عقود، أبرزها غارةٌ عام 2014 خلفت عشرات القتلى، بينهم زوجته وطفلاه. اكتسب الضيف لقبَ "سيد التمويه" لتفاديه الكاميرات واعتماده على تحركاتٍ سرية، حتى إن صورته العامة الوحيدة تعود إلى عام 1989!  

تولى الضيف قيادة الكتائب عام 2002 خلفا لصلاح شحادة (الذي اغتيل في غارة إسرائيلية)، وكان العقل المدبر لهجماتٍ نوعية، منها عملية "نفق غزة" عام 2006، وخطف الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط". كما يعتبر مهندس الاستراتيجية العسكرية لحماس، التي تعتمد على شبكة أنفاق معقدة و ترسانة صواريخ محلية. 

ردود الفعل: إسرائيل تتبنى "إنجازاً استراتيجياً"  

على الجانب الإسرائيلي، رحبت الحكومة بالإعلان، ووصفت اغتيال الضيف بأنه "خطوة مهمة في طريق القضاء على حماس"، وفق تعبيرٍ رسمي. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أشار سابقاً إلى أن "تصفية القادة تضعف البنية الهجومية للكتائب".  

لكن محللين عسكريين يشككون في تأثير الاغتيال على المدى الطويل، خاصةً مع تجربة حماس السريعة في تعويض القادة، كما حدث بعد اغتيال أحمد الجعبري عام 2012.  

تساؤلات حول التوقيت والدوافع 

يثير إعلان حماس تساؤلات عن دوافعه، خاصةً أنه جاء بعد أشهر من الادعاء الإسرائيلي، وفي ظل تصاعد التكهنات عن مفاوضات غير مباشرة لتبادل أسرى. هل هو اعتراف بالهزيمة؟ أم محاولة لرفع الروح المعنوية عبر تقديم الضيف "شهيدًا"؟  

من جهة أخرى، يلاحظ أن الإعلان تزامن مع كشف النقاب عن مقتل قادة آخرين، مثل مروان عيسى (المسؤول عن ملف الأسرى)، مما قد يشير إلى ضربة استخباراتية إسرائيلية متكاملة.  

تداعيات محتملة: تصعيد عسكري أم مفاوضات؟ 

تاريخيا، كانت عمليات الاغتيال الإسرائيلية تتبع بهجمات انتقامية من حماس، كإطلاق الصواريخ أو عمليات نوعية. لكن الوضع الحالي قد يكون مختلفا؛ فمنذ حرب أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشهد المنطقة هدوءا هشا، وسط جهودٍ دولية لتحقيق هدنة دائمة.  

في السياق ذاته، ذكرت مصادر إسرائيلية أن "الإفراج عن بقية الرهائن يتطلب ضمانات أمنية"، ما يلمح إلى تفاهمات قد تكون مرتبطة بضرب القيادات العسكرية لحماس.  

الخلاصة: بين الأسطورة والواقع 

رحيل محمد الضيف – إن ثبت – يغلق فصلاً من فصول المواجهة الفلسطينية الإسرائيلية، لكنه لا يُنهي الصراع. فحماس، كحركة مقاومة، صممت هياكلها لضمان استمرارية القيادة، بينما تصر إسرائيل على أن الاغتيالات "أداة ردع".  

يبقى السؤال الأكبر: هل يشكل مقتل الضيف نقطة تحول في مسار الحرب، أم أنه حلقة أخرى في حرب طويلة من الدماء والأسرار؟  

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

محمد الضيف | كتائب القسام | إسرائيل | اغتيال | حماس

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

تبادل أسرى بين "حماس" وإسرائيل: 4 مجندات إسرائيليات مقابل 200 أسير فلسطيني

تسليح العالم وتجميد الدعم.. سياسة أمريكية جديدة

أثرياء التكنولوجيا يخسرون 108 مليارات دولار في يوم واحد.. صعود الصين يهز الأسواق العالمية