الذهب يلامس أعلى مستوى في 3 أشهر بضغط من تراجع الدولار وتصريحات ترامب
مدة القراءة:
مقدمة: ذهب يتألق في سماء الأسواق العالمية
لامست أسعار الذهب أعلى مستوياتها في ثلاثة أشهر يوم الجمعة الماضي، مسجلة ۲٧۷۷ دولاراً للأونصة، في ظل موجة صعودية قادتها عوامل متشابكة، أبرزها تراجع الدولار الأمريكي وتصريحات الرئيس السابق دونالد ترامب الداعية لخفض أسعار الفائدة، فضلاً عن الغموض المحيط بالرسوم الجمركية. وتأتي هذه القفزة ضمن مسار تصاعدي للذهب، الذي حقق أربعة أسابيع متتالية من المكاسب، مما يعزز توقعات بوصوله إلى ۳۰۰۰ دولار بنهاية العام.
العوامل المحركة: لماذا ارتفع الذهب فجأة؟
۱. ضعف الدولار: مفتاح الصعود
شهد الدولار الأمريكي تراجعاً حاداً بنسبة ۱% هذا الأسبوع، ليصل إلى أدنى مستوى في شهرين، مما جعل الذهب – المسعّر بالدولار – أرخص للمشترين الأجانب. ويرجع هذا الانخفاض جزئياً إلى تصريحات ترامب خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي العالمي، حيث دعا إلى خفض عالمي لأسعار الفائدة دون تقديم تفاصيل حول خطط الرسوم الجمركية، مما أربك السوق وأضعف الثقة في العملة الأمريكية.
۲. تصريحات ترامب: بين الفائدة والرسوم
أكد ترامب في خطابه على ضرورة تبني سياسة نقدية توسعية عبر خفض الفائدة، لكنه لم يوضح موقف إدارته من الرسوم الجمركية المعلقة، خاصة تجاه الصين. هذا الغموض دفع المستثمرين إلى التحوط عبر تحويل استثماراتهم إلى أصول آمنة مثل الذهب، وفقاً لـ جيغار تريفيدي، المحلل في "ريلاينس سيكيوريتيز".
۳. سياسات البنوك المركزية: اليابان ترفع الفائدة
رفع بنك اليابان أسعار الفائدة لأعلى مستوى منذ الأزمة المالية العالمية في ۲۰۰۸، مما عزز الين الياباني وضاعف ضغط الهبوط على الدولار. هذا الإجراء ساهم بشكل غير مباشر في دعم الطلب على الذهب كبديل استثماري.
الأرقام الرئيسية: قفزات تاريخية
- الذهب الفوري: قفز ۰.٦% إلى ۲۷۷۰.۳۹ دولار/أونصة، مع مكاسب أسبوعية تجاوزت ۲%.
- الذهب الآجل: صعدت العقود الآجلة ۰.٤% إلى ۲۷۷۷.۱۰ دولار.
- القمة السابقة: سجل الذهب في ۳۱ أكتوبر ٢٠٢٤ أعلى مستوى تاريخي عند ۲۷۹۰.۱۵ دولار، وهو ما يجعله قاب قوسين من تجاوز هذا الرقم قريباً.
المعادن الأخرى: الفضة والبلاتين يواكبان الموجة
لم يكن الذهب وحده في دائرة الصعود، بل شهدت المعادن النفيسة الأخرى أداءً قوياً:
- الفضة: ارتفعت ۱.۲% إلى ۳۰.۸۲ دولار.
- البلاديوم: قفز ۱.٥% إلى ۱۰۰٦.۴۸ دولار.
- البلاتين: زاد ۱.۱% إلى ۹٥۲.۷۰ دولار.
توقعات الخبراء: هل يتجه الذهب إلى ۳۰۰۰ دولار؟
يرى كايل رودا، محلل الأسواق في "كابيتال.كوم"، أن الاتجاه الصعودي للذهب قد يستمر مدفوعاً بعدم استقرار السياسات النقدية العالمية، مع توقع وصول السعر إلى ۳۰۰۰ دولار في ۲۰۲٤. لكنه يحذر من أن قرارات الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي الأسبوع المقبل – المتوقع ثبات أسعار الفائدة فيها – قد تؤثر سلباً على الزخم الحالي، خاصة مع تراجع جاذبية الذهب كأصل غير مدر للعائد في بيئة ارتفاع الفائدة.
المخاطر المحتملة: ما الذي قد يعيق الصعود؟
- استقرار الدولار: أي تعافٍ مفاجئ للدولار قد يحد من مكاسب الذهب.
- تجاهل التحوطات: إذا خففت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، قد يتراجع الطلب على الملاذات الآمنة.
- سياسات الفائدة: ارتفاع الفائدة الأمريكية فوق التوقعات قد يجذب المستثمرين بعيداً عن المعدن الأصفر.
الخلاصة: ذهب في موسم الازدهار
بينما تتجه الأنظار نحو اجتماعات البنوك المركزية الكبرى، يبقى الذهب في صدارة المشهد كخيار آمن للمستثمرين الذين يحتمون من تقلبات الاقتصاد العالمي. ومع استمرار الضغوط على الدولار وعدم وضوح الرؤية حول السياسات التجارية، قد تشهد الأسابيع المقبلة اختباراً حاسماً لمقاومة ۲۸۰۰ دولار، تمهيداً لتحقيق التوقعات الطموحة بوصول القمة التاريخية الجديدة.
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا
الذهب|الدولار الأمريكي|تصريحات ترامب|الرسوم الجمركية|البنوك المركزية
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار