"الجحيم" من الفضاء: حرائق لوس أنجلوس تلتهم كل شيء في طريقها
مدة القراءة:
لوس أنجلوس، الولايات المتحدة – شهدت مدينة لوس أنجلوس الأميركية واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخها الحديث، حيث اجتاحت حرائق غابات ضخمة أجزاء كبيرة من المدينة، مخلفة دماراً هائلاً وأجبرت عشرات الآلاف من السكان على الفرار من منازلهم. الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية من الفضاء، والتي نشرتها شركة "ماكسار تكنولوجيز"، كشفت عن حجم الكارثة التي تبدو وكأنها "جحيم" حقيقي يلتهم كل شيء في طريقه.
حرائق متعددة تحاصر المدينة
اندلعت ستة حرائق على الأقل في مقاطعة لوس أنجلوس، ثلاثة منها وُصفت بأنها "خرجت عن نطاق السيطرة". الحرائق امتدت من الغرب إلى الشرق، حيث التهمت النيران آلاف الأفدنة من الأراضي والمباني. في الغرب، اجتاحت حرائق باليساديس أكثر من 17,000 فدان، بينما في الشرق، أتت النيران على 10,600 فدان بالقرب من باسادينا. وفي منطقة هوليوود هيلز، اشتعل حريق أصغر لكنه كان قريبًا من مناطق سكنية شهيرة، مما أثار حالة من الذعر بين السكان.
the wind in LA is INSANE rn… pic.twitter.com/T5GU8z1FEh
— juju 💰 (@ayeejuju) January 9, 2025
أوامر إخلاء واسعة النطاق
أصدرت السلطات أوامر إخلاء لأكثر من 100 ألف شخص، حيث انتشرت النيران بسرعة بسبب الرياح العاتية والجافة التي تهب على المنطقة. هذه الرياح، المعروفة باسم "رياح سانتا آنا"، جاءت محملة بهواء صحراوي جاف، مما زاد من حدة الحرائق وسرعة انتشارها. وقال مسؤولون إن المنطقة لم تشهد أمطارًا منذ أشهر، مما جعل الظروف مثالية لاندلاع الحرائق.
خسائر بشرية ومادية فادحة
لقي خمسة أشخاص على الأقل حتفهم منذ اندلاع الحرائق يوم الثلاثاء، بينما دمرت النيران آلاف المباني، بما في ذلك منازل فاخرة تعود لمشاهير هوليوود. من بين المنازل التي التهمتها النيران منزل الممثل بيلي كريستال وزوجته، الذي عاشا فيه منذ عام 1979. كما فقدت الممثلة باريس هيلتون منزلها على شاطئ البحر في ماليبو، وقالت إنها شاهدت النيران تلتهم منزلها في بث تلفزيوني مباشر.
New photos of the Palisades Fire burning north of Santa Monica, taken from a diverted flight that was originally headed to Burbank, CA, but landed at Los Angeles International Airport instead.
— Live Storm Chasers (@LiveStormChaser) January 8, 2025
LSC Permission: Mark Viniello pic.twitter.com/gFJcMeXMrc
جهود الإطفاء تواجه تحديات كبيرة
واجه رجال الإطفاء تحديات هائلة في محاولتهم السيطرة على الحرائق. وقال المتحدث باسم إدارة الإطفاء في لوس أنجلوس، أدم فانغيربن، إن الرياح العاتية جعلت مهمتهم شبه مستحيلة. وأضاف: "الرياح غير المتوقعة تثير القلق لأن هباتها تحمل معها ألسنة اللهب". ورغم الجهود الجبارة، كانت السيطرة على الحرائق "منعدمة" في بعض المناطق، حيث أتت النيران على أكثر من 43 فدانًا في منطقة صن ست بالقرب من هوليوود.
كارثة طبيعية هائلة
وصف مسؤولون محليون الوضع بأنه "كارثة طبيعية هائلة". وقال كيفن ماكغاون، مدير إدارة الطوارئ في مقاطعة لوس أنجلوس: "نواجه كارثة طبيعية هائلة. وأعتقد أنه لا يمكن وصف فداحتها كما يجب". كما أشارت رئيسة بلدية لوس أنجلوس، كارين باس، إلى أن هذه الحرائق هي "الأكبر" في تاريخ المدينة.
تأثيرات طويلة الأمد
بالإضافة إلى الدمار المادي، ستكون للحرائق تأثيرات طويلة الأمد على البيئة والصحة العامة في المنطقة. فقد أدت النيران إلى تلوث الهواء بشكل كبير، مما يشكل خطرًا على صحة السكان، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض تنفسية. كما أن فقدان آلاف الأفدنة من الغابات سيؤثر على النظام البيئي المحلي لسنوات قادمة.
دعم من خارج الولاية
هرعت فرق إطفاء من ست ولايات أميركية أخرى إلى كاليفورنيا للمساعدة في مكافحة الحرائق. ومع ذلك، فإن حجم الكارثة يتطلب جهودًا أكبر، خاصة مع استمرار الرياح العاتية والظروف الجافة التي تغذي النيران.
خاتمة
حرائق لوس أنجلوس ليست مجرد كارثة محلية، بل هي تذكير صارخ بتأثير تغير المناخ وضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لمواجهة هذه التحديات. في الوقت الذي يواجه فيه رجال الإطفاء النيران، يبقى الأمل في أن تتمكن الجهود المشتركة من إنقاذ ما تبقى من المدينة ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات.
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا
حرائق لوس أنجلوس | كوارث طبيعية | إخلاء السكان | تغير المناخ | جهود الإطفاء
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار