الرئيس الإيراني يحذر ترامب من خطر اندلاع حرب ويؤكد التزام طهران بالسلم النووي

مدة القراءة:

في تصريحات مثيرة للاهتمام، حذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من مخاطر اندلاع حرب بين البلدين، مؤكدا أن إيران لا تسعى للحصول على سلاح نووي. جاءت هذه التصريحات خلال مقابلة أجرتها معه قناة "إن بي سي نيوز" الأمريكية، حيث عبر بزشكيان عن أمله في أن يقود ترامب سياسة تسهم في السلام الإقليمي والعالمي، بدلا من التسبب في "حمام دم أو حرب".

الرئيس الإيراني يحذر ترامب من خطر اندلاع حرب ويؤكد التزام طهران بالسلم النووي

وأضاف بزشكيان: "نحن لا نخشى الحرب، لكننا لا نسعى إليها"، مشددا على أن إيران ستتصدى لأي عمل عسكري موجّه ضدها. هذه التصريحات تأتي في وقت يشهد تصاعدا في التوترات بين طهران وواشنطن، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018 وإعادة فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.

خلفية التوترات بين واشنطن وطهران

لا تربط الولايات المتحدة وإيران علاقات دبلوماسية منذ أكثر من 45 عاما، وتفاقمت الخلافات بين البلدين خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، حيث انتهجت إدارته سياسة "الضغوط القصوى" ضد طهران. وقد دعا ترامب خلال حملته الانتخابية إسرائيل مرارا إلى ضرب المنشآت النووية الإيرانية، مما أثار مخاوف من تصعيد عسكري في المنطقة.

من جانبها، أكدت إيران مرارا أن برنامجها النووي سلمي، وأنها لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية. وقال بزشكيان في المقابلة: "كل ما فعلناه حتى الآن كان سلميا. نحن لا نسعى إلى صنع سلاح نووي، لكنهم يتهموننا بالسعي إلى صنع قنبلة ذرية".

محادثات إيرانية-أوروبية في جنيف

في سياق متصل، أجرى مسؤولون إيرانيون محادثات مع ممثلين من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا في جنيف، ووصفت المحادثات بأنها "صريحة وبنّاءة". هذه المحادثات تأتي في إطار الجهود الدولية لإحياء الاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة بشكل أحادي.

الاتفاق النووي، الذي أبرمته إيران مع مجموعة "5+1" (الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وروسيا والصين)، كان يهدف إلى فرض رقابة دولية على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات الدولية. ومع انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق، عادت العقوبات الاقتصادية المشددة على إيران، مما أثر سلبا على اقتصادها.

تصاعد النشاط النووي الإيراني

ردا على العقوبات الأمريكية، كثفت إيران نشاطاتها النووية وتخلت تدريجيا عن بعض التزاماتها بموجب الاتفاق النووي. وقد أثار ذلك قلق المجتمع الدولي، خاصة مع اقتراب انتهاء مفاعيل القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في أكتوبر 2025، والذي كرس تطبيق الاتفاق النووي.

شكوك حول مفاوضات مستقبلية

عندما سئل بزشكيان عن إمكانية إجراء مفاوضات مباشرة مع ترامب، أبدى شكوكه، قائلا: "المشكلة ليست في الحوار، المشكلة في الالتزامات التي تنشأ عن نقاشات وعن هذا الحوار". وأعرب عن أسفه لأن "الطرف الآخر لم يف بوعوده ولم يحترم التزاماته"، في إشارة إلى الولايات المتحدة.

مستقبل العلاقات الإيرانية-الأمريكية

مع اقتراب تنصيب ترامب لفترة رئاسية ثانية، تظل العلاقات بين واشنطن وطهران في حالة من الغموض. في حين أن إيران تؤكد التزامها بالمسار السلمي، فإن تصريحات ترامب السابقة وتوجهاته السياسية تشير إلى استمرار سياسة الضغوط القصوى. وفي ظل هذه الظروف، يبقى السؤال الأكبر: هل يمكن تجنب تصعيد عسكري في المنطقة، أم أن التوترات ستؤدي إلى مواجهة مباشرة بين البلدين؟

في النهاية، يبدو أن كرة الثلج الآن في ملعب الإدارة الأمريكية الجديدة، التي ستحدد مسار العلاقات مع إيران في الفترة المقبلة، سواء عبر الحوار أو التصعيد.

للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا 


Share/Bookmark

إيران | ترامب | الاتفاق النووي | العقوبات الأمريكية | التوترات الإقليمية

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

وظائف الوسيط الجمعة 10-1-2025 لكل المؤهلات والتخصصات بمصر والخارج

صدمة اقتصادية هائلة: حرائق كاليفورنيا قد تكلف 60 مليار دولار وتترك تداعيات طويلة الأمد

ارتفاع حصيلة ضحايا حرائق لوس أنجلوس إلى 24 قتيلاً وتوقعات بارتفاع العدد (فيديو)