أثرياء التكنولوجيا يخسرون 108 مليارات دولار في يوم واحد.. صعود الصين يهز الأسواق العالمية
مدة القراءة:
شهدت الأسواق العالمية زلزالاً مالياً غير مسبوق يوم الخميس الماضي، بعد أن تسببت موجة بيع حادة في قطاع التكنولوجيا بتبخر 108 مليارات دولار من ثروات أغنى 500 شخص في العالم. جاءت هذه الصدمة مدفوعة بصعود مفاجئ لشركة الذكاء الاصطناعي الصينية "ديب سيك" (DeepSeek)، التي هددت هيمنة العمالقة الأمريكيين، مما أثار تساؤلات حول جدوى الاستثمارات الضخمة في التكنولوجيا الغربية.
السبب الرئيسي: صدمة "ديب سيك" الصينية
أظهرت بيانات منصة "بلومبرج" أن تطبيق "إيه آي أسيستنت" (AI Assistant) التابع لـ"ديب سيك" تفوق على منافسه الأمريكي "تشات جي بي تي" (ChatGPT)، ليصبح التطبيق المجاني الأكثر تحميلاً على متجر "آبل" في الولايات المتحدة. النموذج الصيني، الذي يقدم خدمات ذكاء اصطناعي مماثلة بتكلفة أقل، أثار ذعر المستثمرين من إمكانية فقدان الشركات الأمريكية لتفوقها التكنولوجي أمام منافسين قادرين على الإنتاج بكفاءة أعلى وأسعار أقل.
(بيانات توضيحية بناءً على توقعات المقال - المصدر: تحليل بلومبرغ)
أبرز الخاسرين: مليارات تتبخر في ساعات
1- جنسن هوانج (مؤسس إنفيديا)
خسر 20.1 مليار دولار (5% من ثروته)، متأثراً بهبوط أسهم الشركة بنسبة 7%، وهي المزود الرئيسي لرقائق الذكاء الاصطناعي عالمياً.
2- لاري إليسون (مؤسس أوراكل)
خسر 22.6 مليار دولار (12% من ثروته)، مع تراجع أسهم أوراكل بسبب مخاوف من تقلص حصتها السوقية في خدمات الحوسبة السحابية.
3. مايكل ديل (مؤسس ديل)
خسر 13 مليار دولار، مع انخفاض أسهم الشركة بنسبة 9% بعد تحذيرات من تراجع الطلب على أجهزة الخوادم.
4. تشانج بينج تشاو (مؤسس بينانس)
خسر 12.1 مليار دولار، متأثراً بتراجع العملات الرقمية وسط مخاوف من تشديد تنظيمي على التكنولوجيا المالية."
تحليل الأزمة: هل الاستثمار في التكنولوجيا الأمريكية مبالغ فيه؟
تشير التقديرات إلى أن عمالقة التكنولوجيا الأمريكيين خسروا مجتمعين 94 مليار دولار، وهو ما يمثل 85% من إجمالي الخسائر. يعزي ذلك إلى عاملين رئيسيين:
- المنافسة الصينية: نجحت "ديب سيك" في تقديم منتج ذكاء اصطناعي بكفاءة عالية وتكلفة أقل بنسبة 40% مقارنة بالنماذج الغربية، وفقا لتحليل "جولدمان ساكس".
- تضخم التقييمات: تضاعفت استثمارات الشركات الأمريكية في الذكاء الاصطناعي خلال العام الماضي، لكن عوائدها لم تواكب التوقعات، مما دفع المستثمرين لمراجعة استراتيجياتهم.
"الصين تثبت أنها ليست مجرد مقلدة، بل قادرة على الابتكار بوتيرة أسرع. قد تضطر الشركات الأمريكية لخفض تكاليفها أو الدخول في شراكات مع الصين للحفاظ على مواقعها."
تأثيرات جانبية: ارتدادات على الاقتصاد العالمي
- أسهم التكنولوجيا تهوي: تراجعت مؤشرات "ناسداك" و"S&P 500" بنسبة 3.5% و2.1% على التوالي، وهي أكبر خسارة يومية منذ سبتمبر 2023.
- الذهب يصعد كملاذ آمن: قفزت أسعار الذهب إلى 2400 دولار للأونصة، مع تحول المستثمرين نحو الأصول الآمنة.
- توترات تجارية متجددة: بدأت إدارة ترامب مراجعة لسياسات التصدير المتعلقة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، وسط مخاوف من انتقال المعرفة إلى الصين.
مستقبل الذكاء الاصطناعي: معركة التكلفة و الجودة
رغم التفوق الصيني في خفض التكاليف، يشكك خبراء في قدرة "ديب سيك" على الحفاظ على جودة خدماتها مع توسعها. فبحسب "معهد ستانفورد للذكاء الاصطناعي"، لا تزال النماذج الأمريكية أكثر تقدماً في التعلم العميق (Deep Learning)، لكن الفجوة تتقلص بسرعة.
(بيانات توضيحية تعكس تحليل المقال - التكلفة تشمل البنية التحتية والتدريب، الجودة تقاس بمعايير Stanford AI Index)
الخلاصة: هل هي بداية التحول الكبير؟
الخسائر الفادحة ليست مجرد صدمة مؤقتة، بل جرس إنذار للشركات الغربية لإعادة تقييم استراتيجياتها في ظل تحدي صيني جاد. بينما يشكل الذكاء الاصطناعي ساحة جديدة للتنافس الجيوسياسي، قد تشهد السنوات القادمة تحالفات غير متوقعة أو حروب أسعار تعيد تشكيل خريطة القوى التكنولوجية العالمية.
المصادر:
- بلومبرج
- جولدمان ساكس
- معهد ستانفورد للذكاء الاصطناعي
للاستماع للبودكاست اضغط هــنــا
`خسائر أثرياء التكنولوجيا` | `صعود ديب سيك الصينية` | `تأثير الذكاء الاصطناعي` | `المنافسة الأمريكية الصينية` | `تشديد التنظيم الحكومي`
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار