مصر تفتح مفيض توشكى طوارئ: سد النهضة يهدد الدلتا بفيضانات مُصطنعة
أزمة مياه النيل تتصاعد مع تصريف إثيوبيا المفاجئ وغير المنسق
تصاعدت حدة التوتر بين مصر وإثيوبيا مرة أخرى حول ملف سد النهضة، بعد اتهامات مصرية مباشرة لأديس أبابا باتباع "نهج عشوائي" في إدارة السد الضخم، ما أدى إلى اضطرابات غير مسبوقة في تدفق مياه نهر النيل ودفع القاهرة إلى اتخاذ إجراءات طارئة لحماية أراضيها من الغمر.
تفاصيل الأزمة
كشفت وزارة الموارد المائية والري المصرية أنها اضطرت لفتح مفيض توشكى غربي بحيرة ناصر لتصريف جزء من المياه الزائدة، وذلك رداً على تصريف مائي مفاجئ وغير متوقع من بحيرة سد النهضة الإثيوبي دون أي تنسيق مسبق مع دولتي المصب (مصر والسودان) https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1836088.
وقالت الوزارة إنها رصدت تقلبات حادة في كميات المياه المنصرفة من السد الإثيوبي، تجاوزت 180 مليون متر مكعب في الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر نوفمبر الجاري، بزيادة تقدر بنحو 80% عن المتوسط التاريخي لنفس الفترة من الأعوام السابقة.بداية الاضطراب
بدأت المشكلات مع تشغيل السد رسمياً قبل شهرين، حيث مارست إثيوبيا تحكمها الكامل في حجز المياه ورفع منسوب بحيرة السد، ثم قامت بتصريف المياه فجأة وبكميات ضخمة بلغت ملياري متر مكعب دون إخطار دولتي المصب.
وأدى هذا التصريف المفاجئ إلى غمر قرى مصرية في الدلتا الشهر الماضي، وسط اتهامات مصرية للجانب الإثيوبي بتعمد "اصطناع فيضان" يهدد التوازن الهيدروليكي للنهر وقوة التدفق الطبيعية لمياهه.
موقف مصر الرسمي
تعتبر مصر هذا التشغيل "عشوائياً" للسد الإثيوبي الضخم، مؤكدة أنه يفتقر لأدنى القواعد والمعايير العلمية والفنية الدولية المتبعة في مجال إدارة السدود. وأشار مسؤلون مصريون إلى أن هذا السلوك يتكرر للمرة الثانية في غضون شهرين فقط.
وقالت السلطات المصرية إنها تتمسك برفضها القاطع للإجراءات الإثيوبية الأحادية، وانفراد أديس أبابا بتشغيل السد بمعزل عن معايير أمان السدود المتبعة عالمياً، مما يعرض دولتي المصب لخورة حقيقية.
وأكدت القاهرة أنها تحتفظ بحقها الكامل في اتخاذ كل الإجراءات المكفولة في القانون الدولي لحفظ أمنها المائي.
تحذيرات الخبراء
حذر خبراء الموارد المائية من أن المخاطر لا تقتصر على الفيضانات فحسب، بل تمتد إلى احتمالات التعرض لجفاف ممتد تتطلب استجابة تصريفية مرنة بالتنسيق مع دولتي المصب.
وقال الدكتور ضياء الدين القوصي، خبير الموارد المائية، في تصريحات لسكاي نيوز عربية: "هذه الفترة هي فترة الفيضانات المرتفعة، ولكن سيأتي وقت تكون فيه الفيضانات منخفضة، وهو أمر يدعو إلى القلق أكثر" https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1836088.
وأضاف القوصي أنه إذا لجأ الإثيوبيون إلى ملء الخزان في فترة الفيضانات المنخفضة، فإن ذلك سيجعل السودان ومصر تخسران حصتها المائية، الأمر الذي سينعكس سلباً بشكل رئيسي على القطاع الزراعي في البلدين.
إجراءات استباقية
يأتي فتح مفيض توشكى كخطوة استباقية اضطرت لها مصر لاستيعاب التدفقات المائية الهائلة، رغم أن القاهرة لم تكن ترغب في اللجوء إلى هذا الإجراء في الوقت الحالي، خاصة أن المفيض يخضع لخطة تطوير تهدف لرفع قدرته التصريفية في مواجهة حالات الطوارئ المائية المتكررة.
وتعتبر هذه الخطوة جزءاً من استراتيجية مصر لمواجهة التحديات المائية الناجمة عن تشغيل سد النهضة، والتي باتت تشكل تهديداً متزايداً للأمن المائي المصري.
مصادر المعلومات
المقال استند إلى المعلومات المنشورة في سكاي نيوز عربية من خلال التقرير التالي:
https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1836088
ملاحظات بيانية
لا تزال الأزمة بين مصر وإثيوبيا حول سد النهضة تشكل أحد أبرز التحديات المائية في المنطقة، مع استمرار الخلافات حول آليات التشغيل والملء في ظل غياب اتفاق ملزم يرضي جميع الأطراف.
الوسوم
سد النهضة الإثيوبي | أزمة مياه النيل | تصريف مائي مفاجئ | مفيض توشكى | التوازن الهيدرولكي

تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار