الاقتصاد الأمريكي يغرق: 7 قطاعات في الركود ومخاوف من عاصفة اقتصادية
رغم أن الأرقام الرسمية للاقتصاد الأمريكي تبدو مشجعة، مع نمو يتجاوز 3% في الفصلين الأخيرين ومعدل بطالة عند 4.4%، إلا أن هذه المؤشرات الكلية تخفي واقعاً أكثر تعقيداً. الاعتماد فقط على المؤشرات الإجمالية يعطي انطباعاً زائفاً بالاستقرار، بينما تشير التفاصيل الدقيقة إلى أن الأمور قد تتغير بسرعة.
تصريحات وزير الخزانة تكشف الواقع
أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في مقابلة مع CNN أن "قطاعات من الاقتصاد دخلت بالفعل في حالة ركود"، رغم تأكيده أن الصورة العامة لا تزال جيدة. هذا الاعتراف الرسمي يعكس ما تشهده الأسواق على الأرض، حيث تظهر بيانات دقيقة تراجعاً في أنشطة حيوية. يمكن متابعة المؤشرات الاقتصادية الحالية عبر منصة YCharts التي توفر بيانات في الوقت الفعلي حول مؤشرات الركود، والتي تظهر تبايناً في الإشارات بين المؤشرات المختلفة .
القطاعات السبعة الأكثر هشاشة
عند التدقيق في التفاصيل تظهر 7 قطاعات تعاني بالفعل من أعراض الركود:
-
الإسكان: يجبر المخزون المرتفع من المنازل غير المباعة شركات البناء على التوقف عن مشاريع جديدة. تشير تصاريح البناء إلى ضعف في النشاط المستقبلي، مما يعني أن القطاع يحتفظ بعمالة تفوق حاجته.
-
العقارات التجارية: تراجعت استثمارات الشركات في المباني لستة فصول متتالية، رغم طفرة مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي. حتى الفواتير المعمارية، التي تعكس نشاط التصميم قبل البناء، لا تزال ضعيفة، ما ينذر بغياب أي انتعاش قريب.
-
المطاعم: سجلت سلاسل كبرى مثل تشيبوتلي وسويتغرين تباطؤاً في المبيعات، خصوصاً بين الفئة العمرية 25-34 عاماً. مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية، تتقلص هوامش الربح، ما يهدد بخفض التوظيف وسط مؤشرات على تراجع الإنتاجية.
-
القطاع الحكومي: بعد أن تركز الضغط سابقاً على الوظائف الفيدرالية، تواجه الحكومات المحلية نقصاً في التمويل بعد انتهاء برامج الدعم المرتبطة بكوفيد، ما يجعل تسريح الموظفين أمراً متوقعاً.
-
النقل والشحن: شهد القطاع انخفاض حركة البضائع بنسبة 30% من آسيا إلى أميركا، وتراجع تحميل القطارات 6%، مع تقلص نشاط الشاحنات، مما يعني أن القطاع لم يعد بحاجة إلى نفس حجم العمالة.
-
المناجم والأخشاب: هبطت أسعار النفط والخشب دون مستويات الربحية، مما يوقف التوظيف في هذه الصناعات.
-
التعليم العالي: يشهد تراجع التسجيل والتمويل الفيدرالي، ما يدفع الجامعات إلى تقليص النفقات، مع ثبات التوظيف بشكل هش.
تحليل المؤشرات يظهر تبايناً في الإشارات
تظهر بيانات RBC Wealth Management أن معظم المؤشرات الاقتصادية الرئيسية توجد في المنطقة المحايدة أو الحذر، مع استمرار تراجع مؤشر المؤشرات الاقتصادية الرائدة لأربعين من الأشهر الأربعة والأربعين الماضية . كما يشير تحليل Morningstar إلى وجود ديناميكية غير عادية في سوق العمل، حيث انخفض التوظيف إلى أدنى معدلاته منذ 2013، بينما قلصت قيود الهجرة الجديدة العرض من العمالة مما يضغط على النمو الاقتصادي .
الخطر الحقيقي: الدائرة المفرغة
تزايد الديناميكيات الشبيهة بالركود في هذه القطاعات يرفع خطر موجة تسريحات واسعة. مع ضعف معدلات التوظيف، فإن أي زيادة في البطالة قد تكون مضاعفة الأثر. الاستقرار الظاهر اليوم لا يلغي احتمال الانزلاق المفاجئ غداً. المعادلة واضحة: كلما فقد الناس وظائفهم، قلّ إنفاقهم، فتتراجع إيرادات الشركات، لترد الأخيرة بمزيد من التسريحات، ما يفاقم الأزمة ويغذي حلقة مفرغة من الانكماش الاقتصادي.
التحذير النهائي
حتى الآن، لا أحد يجزم إلى أين ستنتهي هذه الدوامة، لكن المؤشرات الأولية لا تبعث على الاطمئنان. فبينما تبدو الصورة العامة هادئة من ارتفاع 30 ألف قدم، فإن أمواجاً عاتية تتشكل في العمق، تهدد بقلب المشهد رأساً على عقب.
المصادر:
: YCharts، "Recession Indicators: 7 Critical Signals for 2025 & Beyond"، https://get.ycharts.com/resources/blog/recession-indicators-2025-framework/
: RBC Wealth Management، "U.S. Recession Scorecard: Stuck … with reduced visibility"، https://www.rbcwealthmanagement.com/en-us/insights/us-recession-scorecard-stuck-with-reduced-visibility
: Morningstar، "Is the US Economy Headed for a Recession?"، https://www.morningstar.com/economy/is-us-economy-headed-recession
الوسوم
الاقتصاد الأمريكي | ركود اقتصادي | مؤشرات الركود | سوق العمل | القطاعات الاقتصادية

تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار