لبنان بين مخاوف الداخل وضغوط الجبهة الجنوبية: تهديدات إسرائيلية بتصعيد عسكري واتهامات متبادلة حول خرق وقف النار
بيروت – (خاص)
تتصاعد المخاوف اللبنانية من إعداد إسرائيل والولايات المتحدة لأرضية تبرير عملية عسكرية واسعة النطاق في المستقبل القريب، في ظل اتهامات إسرائيلية متكررة لحزب الله بخرق اتفاق وقف إطلاق النار، وتنفيذ غارات جوية استهدفت بلدات جنوبية عدة.
مخاوف لبنانية من سيناريو عسكري واسع
نقلت هيئة البث الإسرائيلية (كان) عن مصدر غربي في بيروت قوله إن القيادة اللبنانية تراقب بقلق تحركات إسرائيلية وأمريكية تهدف إلى تهيئة الرأي العام لتبرير عملية عسكرية واسعة. ويعتقد المسؤولون اللبنانيون أن التبرير المعد سلفاً سيركز على ادعاء عجز الجيش اللبناني عن تنفيذ خطة نزع سلاح حزب الله والمنظمات الفلسطينية في الجنوب. وتأتي هذه المخاوف في سياق تزايد التهديدات الإسرائيلية باتخاذ "إجراءات أحادية الجانب" حال لم يتم تطبيق بنود الاتفاق حرفياً.
اتهامات إسرائيلية لحزب الله بإعادة التسلح
في سياق متصل، اتهم الجيش الإسرائيلي حزب الله بانتهاك شروط وقف إطلاق النار من خلال محاولته إعادة بناء قدراته في قرية بيت ليف الجنوبية على بعد بضعة كيلومترات من الحدود.
وقال الجيش في بيان نشر على موقعه الرسمي: "تنظيم حزب الله الإرهابي يعمل على إعادة ترميم قدراته في قرية بيت ليف الجنوبية، وذلك في خرق فاضح للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان". وأضاف أن القوات الإسرائيلية رصدت "عشرات البنى التحتية الإرهابية داخل القرية، بما في ذلك مقرات ومستودعات أسلحة تابعة للحزب"، مشيراً إلى وجود بعض هذه المواقع داخل منازل المدنيين وبالقرب من منشآت مدنية.
وأكد المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي أن الغارات الإسرائيلية ستستمر لـ"إزالة أي تهديد" على دولة إسرائيل، معتبراً أن وجود مستودعات أسلحة في المناطق المدنية "مثال إضافي لاستخدام حزب الله السكان كدروع بشرية".
غارات جوية على أربع بلدات جنوبية
عصر الأربعاء 19 نوفمبر، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات استهدفت بلدات دير كيفا وشحور وطير فلسيه وعيناتا في جنوب لبنان.
ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن الغارات دمرت منازل بالكامل وألحقت أضراراً جسيمة بعشرات المباني المجاورة. ففي بلدة عيناتا التابعة لمدينة بنت جبيل، استهدفت غارة جوية منزلاً ضمن حي سكني ما أدى إلى انهياره بالكامل وإلحاق ضرر كبير بالمنازل المحيطة. كما استهدفت غارة أخرى بلدة طير فلسيه التابعة لمدينة صور.
قبل ذلك، وجه الجيش الإسرائيلي إنذارات عبر المتحدث أدرعي للسكان في تلك البلدات بإخلاء مبان محددة فوراً، مدعياً أنها تُستخدم كبنية تحتية عسكرية لحزب الله. وقال إدرعي: "جيش الدفاع سيهاجم على المدى الزمني القريب بنى تحتية عسكرية تابعة لحزب الله الإرهابي في أنحاء جنوب لبنان، وذلك للتعامل مع المحاولات المحظورة التي يقوم بها حزب الله لإعادة إعمار أنشطته".
ورداً على القصف، انتشر الجيش اللبناني بكثافة في البلدات المهددة وعمل على مساعدة السكان في الابتعاد عن المنازل المحددة، فيما واكبت عناصر من الصليب الأحمر والدفاع المدني اللبناني الأهالي حتى انتهاء حالة التوتر.
سياق اتفاق وقف النار وتداعيات القصف
تأتي هذه التطورات رغم سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل منذ 27 نوفمبر 2024 برعاية أمريكية وفرنسية، والذي وضع حداً للمواجهات التي نشبت على خلفية الحرب في قطاع غزة.
لكن إسرائيل أبقت على وجود قواتها في خمس نقاط رئيسية بالمنطقة الحدودية بعد انتهاء مهلة الانسحاب الكامل في 18 فبراير الماضي، وما زالت تنفذ من حين لآخر ضربات تقول إنها تستهدف "تهديدات" حزب الله.
وفي تطور سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء عن استهداف "عناصر إرهابية" داخل مجمع تدريبات تابع لحركة حماس في جنوب لبنان، ما أدى إلى مقتل 13 شخصاً في مخيم عين الحلوة بمدينة صيدا، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
مصادر:
- الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية: https://nna-leb.gov.lb
- الجيش الإسرائيلي: https://www.idf.il
- وكالة شينخوا الصينية: https://arabic.news.cn
الوسوم
إسرائيل | حزب الله | لبنان | وقف إطلاق النار | الجيش الإسرائيلي
.jpg)
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار