حاملة الطائرات الأمريكية "جيرالد فورد" تصل البحر الكاريبي.. رسالة حازمة أم عملية روتينية؟
أعلنت البحرية الأمريكية وصول مجموعة حاملة الطائرات الضاربة بقيادة "يو إس إس جيرالد ر. فورد" إلى البحر الكاريبي يوم 16 نوفمبر، في خطوة تأتي وسط توترات متصاعدة مع فنزويلا وتزيد من التساؤلات حول الأهداف الحقيقية لهذا الانتشار العسكري الضخم.
التفاصيل العملياتية للانتشار
تضم المجموعة حاملة الطائرات "جيرالد فورد" التي يبلغ عدد طاقمها أكثر من 4000 فرد، بالإضافة إلى عشرات الطائرات التكتيكية المتطورة وعدة سفن حربية مرافقة. وعبرت المجموعة ممر أنيغادا قبالة جزر العذراء البريطانية قبل دخولها البحر الكاريبي، حسب البيان الرسمي للبحرية الأمريكية .
تنفذ هذه العملية ضمن "عملية الرمح الجنوبي" التي أطلقها وزير الحرب الأمريكي بيت هيجسيث في أواخر أكتوبر، وتجمع بين قوات برية وجوية وبحرية تبلغ إجمالاً نحو 12 ألف جندي على نحو عشر سفن حربية. وتضم الحاملة تسع كتائب طيران مقاتلة بما فيها مقاتلات "سوبر هورنت" وطائرات "إي-2D هوكاي" للإنذار المبكر والسيطرة الجوية .
السياق السياسي والرسائل المتبادلة
يأتي هذا الانتشار بعد أيام من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي قال فيها إن "أيام مادورو باتت معدودة"، لكنه أكد عدم نية واشنطن خوض حرب مع كاراكاس. وتبرر الولايات المتحدة هذا التعزيز العسكري بأنه جزء من حملة لمكافحة تهريب المخدرات و"تفكيك المنظمات الإجرامية العابرة للحدود" .
من جهته، وقع الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو قانوناً لتأسيس "القيادة الوطنية الشاملة للدفاع" في 12 نوفمبر، في خطوة وصفها مراقبون بالاستعداد للتصدي للتهديدات الخارجية. وسبق أن حذرت كاراكاس مراراً من أن أي عمل عسكري أمريكي سيواجه برد حازم.
التبريرات الرسمية والشكوك العملية
قالت البحرية الأمريكية إن المجموعة ستعزز قدرة الولايات المتحدة على "حماية الأمن والازدهار الوطنيين ضد الإرهاب المخدرات في نصف الكرة الغربي" . ورئيس مجموعة الضربة الأدميرال بول لانزيلوتا أكد أن القوات على استعداد لمواجهة "التهديدات العابرة للحدود التي تسعى لزعزعة استقرار المنطقة".
لكن محللين عسكريين يرون أن حاملة الطائرات النووية العملاقة غير ملائمة عملياً لمكافحة المخدرات التي تتم عبر قوارب صغيرة وسريعة. ويؤكدون أن "جيرالد فورد" تخدم بالأساس كأداة ضغط وردع ضد النظام الفنزويلي، خاصة أن الولايات المتحدة استخدمت طويلاً حاملات الطائرات للضغط على الدول المعادية .
التداعيات الإقليمية والمخاوف المستقبلية
تثير هذه الخطوة مخاوف من تصعيد قد يؤثر على الاستقرار في منطقة البحر الكاريبي والدول المجاورة. ففنزويلا تعاني من أزمة اقتصادية خانقة، وقد يؤدي أي توتر عسكري إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية للمدنيين.
وبغض النظر عن التبريرات الرسمية، فإن وجود "جيرالد فورد" في البحر الكاريبي يغير المعادلة العسكرية في المنطقة. والسؤال الأهم يبقى: إلى متى ستستمر هذه المواجهة الباردة، وما هي النتائج المحتملة على الشعب الفنزويلي والمنطقة بأكملها؟
المصادر:
الوسوم
حاملــة الطائــرات جيرالــد فــورد | البحــر الكاريبــي | التوتــر مــع فنزويــلا | القــوة البحريــة الأمريكيــة | مجموعــة الضربــة البحريــة

تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار