صفعة نووية أم حفظ ماء وجه؟ واشنطن وطهران في تصعيد لفظي بعد الضربات
عاد الجدل بين الولايات المتحدة وإيران إلى الواجهة بعد أول ظهور للمرشد الإيراني الأعلى، آية الله علي خامنئي، منذ الضربات الأمريكية الأخيرة. بينما وصف خامنئي الضربات بأنها "استعراض" فاشل وتحدث عن "صفعة" وجهتها طهران لواشنطن، سارع البيت الأبيض إلى اتهامه بمحاولة "حفظ ماء الوجه" في نظام شمولي. هذه التصريحات المتقابلة تُذكي جذوة التوتر رغم إعلان وقف إطلاق النار مؤخرًا.
أبرز ما جاء في تصريحات خامنئي:
- تقييم الضربات: وصف الضربات الأمريكية على المنشآت النووية بأنها "لم تحقق أي إنجاز" ولم تعطل البرنامج النووي الإيراني، مؤكدًا أن واشنطن بالغت في تصوير نتائجها.
- الرد الإيراني: أكد أن إيران وجهت "صفعة قوية" للولايات المتحدة عبر استهداف قاعدة "العديد" الأمريكية في قطر وإلحاق "ضرر كبير" بها، مشيرًا إلى قدرة إيران على استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة.
- الهدف الأمريكي: رأى خامنئي أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب كان بحاجة إلى "استعراض" قوة، محذرًا من أن أي اعتداء مستقبلي ستواجهه إيران بتكرار استهداف القواعد الأمريكية.
- رفض الاستسلام: شدد على أن المطلب الأمريكي يتجاوز مجرد ملف التخصيب النووي إلى رغبة في استسلام إيران الكامل.
رد البيت الأبيض: "حفظ ماء الوجه"
- علقت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، على تصريحات خامنئي بقولها: "شاهدنا فيديو آية الله، وعندما يكون لديك نظام شمولي، عليك أن تحافظ على ماء الوجه".
- يشير هذا الرد إلى اعتقاد واشنطن بأن تصريحات خامنئي تهدف لطمأنة الداخل الإيراني وإظهار القوة بعد الضربات، وليست انعكاسًا دقيقًا للواقع أو النتائج العسكرية.
خلفية الضربات الأخيرة والتوتر:
- الضربة الإسرائيلية (13 يونيو): شنّت إسرائيل عملية "الأسد الصاعد"، مستهدفة مواقع عسكرية ونووية إيرانية (أبرزها منشأة نطنز)، وأدت لمقتل علماء نوويين وقادة عسكريين بارزين في الحرس الثوري، منهم حسين سلامي ومحمد باقري.
- الرد الإيراني: أطلقت إيران عملية "الوعد الصادق 3" بضربات جوية ضد إسرائيل، ووعدت بالاستمرار "طالما اقتضت الضرورة".
- وقف إطلاق النار: أعلن الرئيس ترامب لاحقًا (يوم الثلاثاء الماضي) توافق إسرائيل وإيران على وقف إطلاق النار بعد حوالي 12 يومًا من التصعيد.
- التبرير الإسرائيلي: بررت إسرائيل هجماتها بوصول إيران إلى "نقطة اللاعودة" في تخصيب اليورانيوم واقترابها من امتلاك سلاح نووي - وهو ما تنفيه طهران جملة وتفصيلًا، مؤكدة سلمية برنامجها النووي.
تداعيات واستمرار التوتر:
- تكشف هذه التصريحات المتبادلة الهوة العميقة والعداء المستحكم بين واشنطن وطهران.
- رغم وقف إطلاق النار العسكري المعلن، يبدو أن الحرب الكلامية والاتهامات المتبادلة ستستمر كأداة ضغط وتأثير.
- تؤكد التصريحات على حساسية الملف النووي الإيراني واستمراره كبؤرة توتر رئيسية في المنطقة، مع تشكيك غربي متواصل في الطابع السلمي للبرنامج.
- تُظهِر تصريحات خامنئي ثقة ظاهرية بقدرات الردع الإيرانية، بينما يعكس رد البيت الأبيض استخفافًا بتلك المزاعم واعتبارها دعاية للنظام.
خاتمة:
بين "صفعة" طهران و"حفظ ماء الوجه" في واشنطن، تتبادل العواصم المتصارعة الاتهامات والتهديدات. رغم الهدنة العسكرية المؤقتة، يظل جمر التوتر مشتعلًا تحت الرماد، خاصة مع استمرار جذور الأزمة المتمثلة في البرنامج النووي الإيراني والشكوك الغربية العميقة حياله. المشهد الحالي يؤكد أن الطريق إلى استقرار دائم في المنطقة لا يزال طويلًا وشائكًا، وأن كلمات القادة قد تكون وقودًا لتصعيد مستقبلي أو مؤشرًا على صعوبة إيجاد أرضية تفاهم حقيقية.
المصادر:
- خامنئي يرد على ترامب: مواقعنا النووية لم تتعطل وألحقنا ضررا كبيرا بقاعدة "العديد" في قطر
- واشنطن: تصريحات خامنئي هدفها "حفظ ماء الوجه" لإيران
- مبعوث ترامب: لدي إحساس قوي بأن إيران مستعدة لإبرام اتفاق (للتأكيد على سياق جهود وقف إطلاق النار).
الوسوم
خامنئي | الضربات الأمريكية | قاعدة العديد | البرنامج النووي الإيراني | وقف إطلاق النار

تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار