مضيق هرمز يشتعل: حرب إسرائيل وإيران تشعل أسعار النفط وتهدد إمدادات الغاز

جدول المحتويات

مقدمة: هجوم نووي يهز أسواق النفط العالمية

شهدت الأسواق العالمية للنفط قفزة تاريخية بنسبة 12% خلال ساعات بعد الضربة الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية في 13 يونيو 2025، حيث تجاوز سعر خام برنت 77 دولاراً للبرميل قبل أن يستقر قرب 74.3 دولار. هذه القفزة تذكرنا بصدمات الطاقة الكبرى في التاريخ الحديث: الحظر النفطي العربي 1973، وثورة إيران 1979، والأزمة المالية العالمية 2008. فما الذي يجعل هذه المواجهة مختلفة؟

الخلفية الاقتصادية لإيران: عصب يعتمد على النفط

الثقل النفطي الإيراني

الاحتياطيات: تمتلك إيران 209 مليار برميل من النفط (ثالث أكبر احتياطي عالمي) و34 تريليون متر مكعب من الغاز (ثاني أكبر احتياطي عالمي) .
الإنتاج الحالي: تنتج إيران 3.3 مليون برميل يومياً (3% من الإنتاج العالمي)، تصدر منها 1.8 مليون برميل يومياً إلى الصين أساساً .
الأهمية المالية: يشكل النفط 16.2% من الناتج المحلي الإجمالي الإيراني، وُضعت موازنة 2025 على أساس سعر 65.2 دولار للبرميل.

تأثير العقوبات

شهدت الصادرات النفطية الإيرانية تراجعاً بنسبة 20% سنوياً في مايو 2025، لتصل إلى 1.1 مليون برميل يومياً فقط . هذا التراجع يزيد حساسية طهران لأي تهديد لإيراداتها النفطية.

تداعيات الضربات الإسرائيلية المباشرة

استهداف البنية التحتية للطاقة

تعرض حقل بارس الجنوبي للغاز في محافظة بوشهر لحريق بعد ضربة إسرائيلية، وهو أحد أكبر حقول الغاز الإيرانية .
هدد الجيش الإسرائيلي علناً باستهداف مصافي التكرير الإيرانية إذا أطلقت إيران صواريخ باليستية على إسرائيل .
رغم تأكيد إيران عدم تضرر منشآت التكرير الرئيسية مثل مصفاة عبادان (طاقتها 700 ألف برميل يومياً)، إلا أن الأسواق تتخوف من ضربات مستقبلية .

ردود الفعل الفورية في الأسواق

قفزة الأسعار: صعد خام برنت 7.2% والخام الأميركي 7.5% في ساعات، مدفوعاً بـ" علاوة المخاطر الجيوسياسية" .
توقعات الخبراء: توقع محللو "إم.إس.تي ماركي" تأثر الإمدادات بشكل ملموس، بينما توقع غولدمان ساكس تراجع الأسعار لاحقاً إلى 55-59 دولاراً بنهاية 2025 .
تعطيل حركة الطيران: أغلقت الأردن والعراق وإسرائيل مجالاتها الجوية، وألغت "الاتحاد للطيران" و"فلاي دبي" رحلات إلى عدة عواصم عربية .

سيناريو الكابوس: إغلاق مضيق هرمز

لماذا يعتبر المضيق شريان الطاقة العالمي؟

حجم التدفقات: يمر عبر المضيق 20 مليون برميل نفط يومياً (20% من الاستهلاك العالمي) و11 مليار قدم مكعب غاز مسال يومياً .
الاعتماد الآسيوي: تستورد الصين وحدها 18.35 مليون طن غاز مسال من قطر سنوياً، مع عقود توريد مستقبلية تصل إلى 26.9 مليون طن .
التجربة التاريخية: أغلقت إيران المضيق خلال حرب الناقلات (1980-1988)، مما يشير إلى إمكانية تكرار السيناريو.

تحليل الجدوى والتبعات

الحجج المؤيدة للإغلاق: إيران تسيطر على أضيق نقاط المضيق وتمتلك قدرات عسكرية بحرية وصاروخية.
الحجج المعارضة :
- غالبية المضيق تقع في المياه الإقليمية العُمانية.
- صعوبة تقنية في إغلاق ممر بحري واسع.
- وجود قوات بحرية أمريكية وبريطانية.
- اعتماد إيران نفسها على المضيق لصادراتها.
التبعات المتوقعة: قد ترتفع أسعار النفط إلى 150 دولاراً للبرميل، وترتفع أسعار الغاز المسال 300%، خاصة في الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية .

التأثير المزدوج على الطاقة الإسرائيلية

إغلاق حقول الغاز

أعلنت إسرائيل إغلاق حقل ليفياثان (يمثل 40% من إنتاجها الغازي) وحقل كاريش .
توقف ضخ الغاز إلى مصر والأردن منذ 13 يونيو، حيث كانت مصر تستورد مليار متر مكعب يومياً .
التبعات الإقليمية: قد تواجه مصر أزمة كهرباء بسبب الاعتماد على الغاز الإسرائيلي.

استهداف البنية التحتية

أعلنت شركة "بزان" الإسرائيلية عن أضرار في مصفاة خليج حيفا بسبب الصواريخ الإيرانية، مما يهدد الطاقة التكريرية المحلية .

السيناريوهات المستقبلية: بين التصعيد والاحتواء

احتمالات التصعيد

ضرب المنشآت النفطية الإيرانية: قد تخسر الأسواق 1.7 مليون برميل يومياً، مما يرفع الأسعار فوق 100 دولار للبرميل .
إغلاق مضيق هرمز: قد يفقد العالم 30% من إمدادات النفط و35% من الغاز المسال .
دخول القوى الكبرى: حذر د. لقاء مكي من أن تدخل الولايات المتحدة سيجعل قواعدها في المنطقة عرضة للاستهداف .

السيناريو	سعر النفط المتوقع	سعر الغاز المسال	التأثير الجغرافي
استمرار التوتر	90 - 100 دولار	+70%	أوروبا، آسيا
إغلاق مضيق هرمز	150+ دولار	+300%	عالمي
احتواء الأزمة	65 - 70 دولار	استقرار تدريجي	تأثير محدود

جهود احتواء الأزمة

التحركات الدبلوماسية: أجرى أمير قطر اتصالاً بالرئيس الأمريكي ترامب، وتحدثت مصادر عن تحرك سعودي عاجل لإعادة إيران للمفاوضات .
المبادرات الإقليمية: دعا رئيس وزراء قطر إلى ضبط النفس، محذراً من أن الانتهاكات الإسرائيلية " قد تجر المنطقة لحرب" .

الخاتمة: منطقة على حافة الهاوية

بينما تتصاعد الدخان فوق منشآت الطاقة في الخليج، يواجه العالم سيناريوهين متطرفين:

سيناريو الاحتواء: تهدئة عبر وساطات خليجية ودولية، مع عودة تدريجية للإمدادات.
سيناريو الانفجار: إغلاق مضيق هرمز وضرب منشآت نفطية كبرى، مما قد يدفع الأسعار لمستويات تاريخية ويسبب ركوداً عالمياً.

كما حذر د. لقاء مكي في مركز الجزيرة للدراسات: " المنطقة بأكملها ليست مهيأة لتحمل حرب كبرى"، خاصة بعد آثار العدوان على غزة . القرار الآن بين أيدي صانعي القرار في طهران وتل أبيب وواشنطن، لكن ثمن الخطأ قد يدفعه العالم بأسره.

مصادر مباشرة:

الوسوم

مضيق هرمز | أسعار النفط | الحرب الإسرائيلية الإيرانية | إمدادات الغاز | أسواق الطاقة