اعتراف تاريخي: رئيس الأركان الإسرائيلي السابق يكشف عن إصابة ومقتل أكثر من 200 ألف فلسطيني في غزة
في تطور مفاجئ، اعترف هرتسي هاليفي، رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، بأن الجيش الإسرائيلي تسبب في مقتل أو إصابة أكثر من 200 ألف فلسطيني في قطاع غزة منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023. هذا الرقم المهول يمثل أكثر من 10% من إجمالي سكان القطاع الذين كان يبلغ عددهم نحو 2.2 مليون نسمة قبل الحرب. جاءت هذه التصريحات خلال لقاء هاليفي مع سكان موشاف عين هابسور جنوب إسرائيل، ونشرها موقع "واي نت" الإخباري الإسرائيلي.
تفاصيل الاعتراف والصدمة الدولية
جدول: أرقام الضحايا وفق المصادر المختلفة
| المصدر | عدد القتلى | عدد الجرحى | الإجمالي |
|---|---|---|---|
| تصريحات هاليفي | غير محدد | غير محدد | 200,000+ |
| وزارة الصحة في غزة | 64,718 | 163,859 | 228,577 |
| الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني | 57,000+ | غير محدد | 195,000+ |
أكد هاليفي خلال تصريحاته أن "أكثر من 10% من سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة قُتلوا أو جُرحوا - أكثر من 200 ألف شخص". هذه التصريحات جديرة بالملاحظة لأنها تقترب من الأرقام التي كانت تعلنها وزارة الصحة في غزة، والتي كان المسؤولون الإسرائيليون يرفضونها مراراً باعتبارها "دعاية حماس"، على الرغم من أن وكالات الإغاثة الإنسانية الدولية كانت تعتبرها موثوقة.
الجدير بالذكر أن هاليفي استقال من منصبه كرئيس أركان في مارس 2025 بعد أن قاد الجيش الإسرائيلي خلال الأشهر السبعة عشر الأولى من الحرب، التي تقترب الآن من ذكراها الثانية.
التداعيات الديموجرافية والاجتماعية المدمرة
كشف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عن تداعيات مروعة للعدوان الإسرائيلي على التركيبة السكانية في غزة. تشير التقديرات إلى أن عدد السكان انخفض إلى نحو 2,114,301 نسمة، بانخفاض نسبته 10% مقارنة بتقديرات منتصف العام 2025.
وأشار التقرير إلى أن الحرب أسفرت عن:
· استشهاد أكثر من 57 ألف فلسطيني في غزة
· مغادرة نحو 100 ألف آخرين منذ أكتوبر 2023
· استشهاد 18 ألف طفل و12 ألف سيدة
· 66 حالة وفاة بسبب التجويع
· قرابة 11 ألف مفقود
· نزوح مليوني شخص من منازلهم
انعكاسات ديموجرافية طويلة المدى
يتوقع الخبراء تغيراً جذرياً في التركيب العمري والنوعي للسكان في قطاع غزة نتيجة الاستهداف المتعمد من قبل الجيش الإسرائيلي للفئات العمرية الشابة، لا سيما الأطفال والشباب. وهذا الاستهداف يهدد بتشويه شكل الهرم السكاني، خاصة في قاعدته التي تمثل أساس النمو الطبيعي لأي مجتمع.
وليس التأثير مقتصراً على الحاضر فقط، بل يمتد إلى المديين المتوسط والبعيد، حيث يتوقع أن يؤدي فقدان نسبة كبيرة من النساء والرجال في سن الإنجاب إلى تراجع مستقبلي في معدلات المواليد، مما سيحدث فجوة ديموغرافية متفاقمة تمس قاعدة الهرم السكاني مستقبلاً وتؤثر على التركيبة السكانية لعقود قادمة.
السياق القانوني والدولي
أشار هاليفي في تصريحاته إلى أنه "لم يحدث قط" خلال الحرب على غزة أن مُنعت العمليات العسكرية بمشورة قانونية. كما نفى أن تكون المشورة القانونية قد أثرت على قراراته العسكرية أو قرارات مرؤوسيه المباشرين في غزة أو في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
موقف المستشارين القانونيين
وفقاً لما نقلته "واي نت"، ألمح هاليفي إلى أن الدور الأهم للمستشارين القانونيين هو إقناع العالم بشرعية أفعال الجيش الإسرائيلي، قائلاً: "هناك مستشارون قانونيون يقولون: سنعرف كيف ندافع عن هذا قانونياً في العالم، وهذا مهم جداً لدولة إسرائيل".
من جانبه، علق مايكل سفارد، المحامي الإسرائيلي المتخصص في حقوق الإنسان، بأن تصريحات هاليفي "تؤكد أن المستشارين القانونيين بمثابة ختمٍ على القرارات"، موضحاً أن القادة العسكريين ينظرون إليهم كمجرد مستشارين عاديين يمكن الأخذ برأيهم أو تجاهله، وليسوا خبراء قانونيين يحددون بدقة الحدود الفاصلة بين المسموح والممنوع.
الدمار الشامل والبشاعة المستمرة
أظهرت التقارير الدولية أن الدمار في غزة واسع النطاق وغير مسبوق. وفقاً لتحليل صور الأقمار الصناعية، فإن 59.8% من المباني في قطاع غزة تضررت أو دمرت منذ بداية الحرب.
إحصائيات الدمار
· بلغ حجم الحطام الناتج عن الحرب 51 مليون طن
· قد تستغرق عملية إزالة جميع الأنقاض 21 عاماً
· 90% من سكان غزة نزحوا خلال الحرب
· بلغ عدد النازحين 1.9 مليون مع نهاية الحرب
· 91% من سكان غزة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد
· 67.6% من الأراضي الزراعية تضررت بسبب القصف
الملاحقات القانونية الدولية
في إطار متصل، واصلت المحاكم الدولية تحركها لمحاسبة المسؤولين عن جرائم الحرب في غزة. فالعام الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت بتهم تشمل ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة.
خاتمة: اعتراف متأخر وآمال المحاسبة
اعترافات هاليفي تمثل سابقة مهمة في الرواية الإسرائيلية الرسمية حول الحرب، حيث تكشف للمرة الأولى من داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عن الحجم الحقيقي للخسائر البشرية في صفوف الفلسطينيين. كما تثير تساؤلات حول المسؤولية القانونية للقادة العسكريين والسياسيين الإسرائيليين عما حدث في غزة.
يأتي هذا الاعتراف في وقت لا تزال فيه المشاهد المروعة لمعاناة سكان غزة تتواصل، حيث يحاول الناجون إعادة بناء حياتهم وسط الدمار الشامل الذي طال كل جوانب الحياة في القطاع.
المصادر:
- IMLebanon | هاليفي: ضحايا غزة تجاوزوا 200 ألف شخص
- هاليفي يقر بقتل وجرح 200 ألف فلسطيني في غزة
- انخفاض عدد سكان قطاع غزة بمقدار 10%
- "لقد حسمنا الأمر".. هاليفي: ضحايا غزة تجاوزوا 200 ألف شخص
الوسوم
هرتسي هاليفي | ضحايا غزة | الحرب على غزة | إسرائيل | غزة

تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار