مقارنة بين القدرات النووية لباكستان وإسرائيل: ما الذي يمنح كل منهما الردع الإستراتيجي؟

في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة في جنوب وغرب آسيا، يبرز السؤال مجدداً: ما الذي يجعل باكستان وإسرائيل قوتين نوويتين فاعلتين رغم اختلاف البيئة الإستراتيجية لكل منهما؟

في هذا التقرير، نستعرض مقارنة شاملة بين البرنامجين النوويين الباكستاني والإسرائيلي، مستندين إلى بيانات رسمية وتقديرات استخباراتية، مع تحليل لنقاط القوة والضعف في كل نموذج.

حجم الترسانة النووية

الدولة	عدد الرؤوس الحربية (تقدير 2025)	مواد الانشطار المستخدمة
باكستان	170 رأساً	اليورانيوم والبلوتونيوم
إسرائيل	90 رأساً (قابلة للتوسع إلى 200)	البلوتونيوم عالي النقاء

باكستان تتفوق عددياً، لكن إسرائيل تتمتع بجودة تقنية أعلى في تصنيع البلوتونيوم، ما يمنحها فعالية أكبر في الرؤوس الصغيرة والمتقدمة.

العقيدة النووية

• باكستان: تعتمد عقيدة "الردع الموثوق الحد الأدنى"، أي امتلاك القدرة على الرد بقوة نووية في حال تعرضها لهجوم، خصوصاً من الهند.
• إسرائيل: تتبنى "سياسة الغموض النووي"، أي لا تعترف ولا تنكر امتلاكها للسلاح النووي، مما يبقي الخصوم في حالة تقدير غير مؤكد .

وسائل الإطلاق والتوصيل

النوع	باكستان	إسرائيل
الصواريخ الباليستية	شاهين-III (مدى 2750 كم)، أبابيل (MIRV)	جيريكو III (مدى يصل إلى 6500 كم)
الغواصات	قيد التطوير (غواصات من الصين)	غواصات دولفين الألمانية مزودة بصواريخ كروز نووية
الطائرات	قدرات محدودة نووياً	F-15 وF-16 معدلة لحمل قنابل نووية

إسرائيل تملك "الثالوث النووي" كاملاً (أرض، بحر، جو)، بينما باكستان ما زالت تعمل على تطوير قدرات الإطلاق من البحر.

التكنولوجيا والابتكار

• باكستان: تركز على تطوير صواريخ MIRV (رؤوس متعددة مستقلة) لاختراق الدروع الصاروخية، مثل منظومة الهند "S-400".
• إسرائيل: تمتلك أنظمة دفاعية متقدمة مثل "حيتس" (السهم الثلاثي) لاعتراض الصواريخ الباليستية، ما يعزز من قدرتها على الردع المزدوج: الهجومي والدفاعي.

الاستخدام الإستراتيجي

• باكستان: تركز على الردع الإقليمي، خصوصاً في مواجهة الهند، وتستخدم ورقتها النووية كضمانة ضد التفوق التقليدي للخصم.
• إسرائيل: تستخدم السلاح النووي كورقة ضغط في التحالفات الإقليمية، وكجزء من سياسة "الردع غير المعلن" ضد إيران وغيرها من الخصوم المحتملين.

ما الذي يميز كل طرف؟

نقطة التميّز	باكستان	إسرائيل
العدد	أكبر ترسانة بين الدول الإسلامية	دقة التصنيع وتنوع وسائل الإطلاق
السرعة	تطوير سريع للصواريخ والرؤوس	تكامل أنظمة الاستخبارات والدفاع الجوي
التحالفات	علاقات استراتيجية مع الصين والسعودية	تحالف وثيق مع الولايات المتحدة وألمانيا
المرونة	قدرة على إنتاج رؤوس جديدة بسرعة	قدرة على التحديث التكنولوجي المستمر

ما مدى تأثير الاتفاق الدفاعي السعودي-الباكستاني؟

باتفاق الرياض وإسلام أباد الأخير، الذي ينص على أن "أي اعتداء على أحدهما هو اعتداء على الآخر"، تدخل باكستان في معادلة أمن الخليج. وبحسب خبراء، فإن هذا الاتفاق قد يُفهم ضمناً بأنه يمنح السعودية غطاءً نووياً غير معلن، ما يزيد من تعقيد المواجهة المحتملة مع إسرائيل أو حتى إيران .

خلاصة

• باكستان تمتلك ترسانة أكبر وتكتيكياً موجهة نحو الردع الإقليمي.
• إسرائيل تمتلك تكنولوجيا أعلى وتنوعاً في وسائل الإطلاق، مع دعم غربي مستقر.
• الاتفاق السعودي-الباكستاني قد يعيد رسم توازن الردع في الشرق الأوسط، خصوصاً في مواجهة أي تهرب نووي إسرائيلي أو إيراني.

المصادر

: RT Arabic – القدرات النووية لباكستان وإسرائيل

: BBC Arabic – عقيدة بيغن النووية

: CNN Arabic – القوة الباكستانية بعد الاتفاق السعودي

مقارنة بين القدرات النووية لباكستان وإسرائيل: ما الذي يمنح كل منهما الردع الإستراتيجي؟

الوسوم

باكستان النووية | إسرائيل النووية | الردع الإستراتيجي | الترسانة النووية | الاتفاق السعودي الباكستاني

النشرة البريدية