"أسطول الصمود" على أعتاب غزة: مواجهة بحرية وشيكة وتأهب إسرائيلي لمنع كسر الحصار
في مشهد يعيد إلى الأذهان أزمات أساطيل كسر الحصار السابقة، يقترب "أسطول الصمود" البحري حاليًا من المنطقة التي تعرف بـ"منطقة الاعتراض الإسرائيلية" في المياه الدولية قبالة سواحل قطاع غزة، وسط استنفار أمني وعسكري إسرائيلي غير مسبوق.
ووفقاً لهيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان"، فإن البحرية الإسرائيلية أصدرت أوامرها لسفنها بالتأهب لتنفيذ عملية اعتراض واسعة للقوارب المشاركة في الأسطول، والتي تحمل على متنها نشطاء ومساعدات إنسانية من عدة جنسيات، في محاولة جديدة لكسر الحصار البحري المفروض على غزة منذ عام 2007.
ما هو "أسطول الصمود"؟
"أسطول الصمود" هو ائتلاف دولي من نشطاء حقوق الإنسان ومنظمات إغاثية، أطلق مبادرة بحرية لنقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، الذي يعاني من حصار بحري وجوي وبحري مشدد منذ سيطرة حركة حماس على القطاع قبل أكثر من 18 عامًا.
ويضم الأسطول عددًا من القوارب التي انطلقت من موانئ مختلفة، تحمل على متنها أدوية ومستلزمات طبية ومواد غذائية، بالإضافة إلى نشطاء من أوروبا والولايات المتحدة ودول عربية، يهدفون إلى إيصال رسالة سياسية مفادها أن "الحصار غير قانوني ويجب رفعه".
إسرائيل: لن نسمح بالمرور
من جانبها، أكدت الحكومة الإسرائيلية أنها لن تسمح بمرور الأسطول إلى شواطئ غزة، معتبرة أن الأمر يقع تحت "السيادة الأمنية الإسرائيلية" على السواحل الغزية.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن "تعليمات صادرة عن المستوى السياسي الأعلى تنص على ضرورة منع أي محاولة لكسر الحصار البحري، بما في ذلك استخدام القوة إذا لزم الأمر".
وأضافت أن البحرية الإسرائيلية تخطط للسيطرة على القوارب ونقل النشطاء إلى سفينة عسكرية إسرائيلية، على أن يتم ترحيلهم لاحقًا إلى بلدانهم، في سيناريو مشابه لما حدث في أسطول الحرية عام 2010، الذي أسفر عن سقوط 9 قتلى أتراك بعد اقتحام قوات إسرائيلية للسفينة "مافي مرمرة".
ردود فعل دولية
حتى الآن، لم تصدر ردود فعل رسمية واسعة من الحكومات الأوروبية أو الأمم المتحدة، لكن منظمات حقوقية دولية مثل "هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" دعت إلى "ضبط النفس" و"عدم استخدام القوة المفرطة" ضد النشطاء.
في المقابل، أعربت حركة حماس عن "ترحيبها بأي جهد دولي لكسر الحصار"، معتبرة أن "الأسطول يمثل انتصاراً للإرادة الإنسانية ضد الظلم".
سيناريوهات محتملة
وفقًا لخبراء عسكريين، هناك ثلاثة سيناريوهات متوقعة:
- السيناريو الأول: اعتراض سلمي للقوارب وترحيل النشطاء دون وقوع إصابات.
- السيناريو الثاني: مقاومة من النشطاء، ما قد يؤدي إلى مواجهة عنيفة واعتقالات جماعية.
- السيناريو الثالث: تدخل دولي وسطي لمنع التصعيد، خاصة إذا حدثت إصابات أو وفيات.
خلفية تاريخية
يذكر أن هذا ليس أول محاولة لكسر الحصار بحرا. ففي عام 2010، أدى اقتحام أسطول الحرية إلى أزمة دبلوماسية كبرى بين تركيا وإسرائيل استمرت سنوات. كما شهدت محاولات لاحقة في 2011 و2015 مواجهات أقل حدة، لكنها جميعًا انتهت بإحباط المحاولات.
المصادر:
- هيئة البث الإسرائيلية "كان" – تقرير عن اقتراب الأسطول من منطقة الاعتراض
- تقرير هيومن رايتس ووتش حول حصار غزة البحري – سبتمبر 2025
- بيان حركة حماس بخصوص أسطول الصمود – 29 سبتمبر 2025
الوسوم
أسطول الصمود | حصار غزة | البحرية الإسرائيلية | كسر الحصار | غزة
.jpg)
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار