«الرحيل الرقمي»: هل يعيد الذكاء الاصطناعي إحياء الموتى؟
في زمن أصبح فيه الذكاء الاصطناعي قادراً على كتابة الشعر، رسم اللوحات، وتشخيص الأمراض، يبدو أن التكنولوجيا قررت اقتحام آخر معاقل الإنسان الحميمة: الموت. لم يعد الأمر مجرد صورة مضاءة على فيسبوك أو فيديو قديم على انستجرام، بل أصبحنا أمام ظاهرة جديدة تعرف بـ"الرحيل الرقمي"، حيث تعاد صناعة الموتى رقمياً: صوتهم، صورتهم، طريقة كلامهم، وحتى ضحكتهم.
ما هو "الرحيل الرقمي"؟
الرحيل الرقمي هو استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء نسخ رقمية تفاعلية من الأشخاص المتوفين، تتيح للأحياء التواصل معهم عبر المحادثات الصوتية أو المرئية، وكأنهم ما زالوا أحياء.أمثلة واقعية:
-
HereAfter AI (الولايات المتحدة): تتيح للمستخدم تسجيل قصص حياته وصوته، ليتم استخدامها لاحقًا في إنشاء "شخصية رقمية" يمكن للعائلة التحدث معها بعد وفاته.
-
DeepBrain AI (كوريا الجنوبية): تنتج فيديوهات تفاعلية باستخدام صور وصوت المتوفى، يمكن استخدامها في الجنائز أو الذكرى السنوية.
كيف يعمل؟ (شرح مبسط بالرسم)
(صوت، صورة، أسئلة)
(تحليل & تعلم)
(نسخة رقمية)
(محادثة أو فيديو)
لماذا يلجأ الناس إليه؟
- تخفيف ألم الفقد: بعض العائلات ترى فيه طريقة للبقاء على تواصل مع من فقدوه.
- إحياء الذكرى: خاصة لمن مات فجأة أو قبل أن يترك وصية.
- دوافع تجارية: شركات تسوقه كخدمة "ذكية" للتراث الرقمي.
الجدل الأخلاقي والديني
-
الدين والثقافة العربية
في العالم العربي، تثير الظاهرة رفضاً دينياً واسعاً، إذ ينظر إلى الموت باعتباره بوابة لا عودة منها، ويعتبر كثير من العلماء أن "إعادة إحياء" الموتى رقمياً قد يخلط بين الحياة والموت، ويفقد الإنسان القدرة على التسليم بالقضاء والقدر. -
النفسية الإنسانية
حذر علماء النفس من أن التفاعل مع نسخة رقمية قد يُعيق عملية الحداد، ويخلق اعتماد عاطفي مزيف، يمنع الإنسان من تجاوز ألمه الحقيقي. -
التزييف العميق (Deepfake)
العميدة ثريا البدوي من جامعة القاهرة تحذر من أن هذه التقنيات قد تستخدم لاحقًا في تزوير الواقع، خاصة إذا دخلت عليها السياسة أو الإعلام.
آراء خبراء عرب
-
د. عاصم حجازي (أستاذ علم النفس التربوي – جامعة القاهرة):
"الظاهرة امتداد لثقافة الذكرى الرقمية، لكنها تدخلنا في متاهة من الوهم بالحياة."
-
د. جمال فرويز (أستاذ علم الاجتماع – جامعة القاهرة):
"قد تؤدي إلى عزلة اجتماعية، حيث يفضل البعض التحدث مع ميت رقمياً بدلاً من مواجهة الواقع."
هل هو مستقبل أم موجة عابرة؟
مع دخول شركات مثل مايكروسوفت وغوغل في مجال "الذكاء العاطفي"، يتوقع أن تصبح "الرحيل الرقمي" صناعة بمليارات الدولارات خلال العقد القادم، خاصة مع تزايد عدد كبار السن الذين يرغبون في "ترك ذكرى رقمية".لكن السؤال الأهم يظل:
هل نحن مستعدون أن نعيش في عالم لا يموت فيه أحد تمامًا؟
خاتمة
"الرحيل الرقمي" ليس مجرد تطبيق ذكي، بل هو سؤال فلسفي يمس جوهر إنسانيتنا: كيف نحب؟ كيف نحزن؟ وكيف نودع؟ربما لا تكون التكنولوجيا هي المشكلة، بل نحن، عندما نستخدمها لتأجيل الألم بدلاً من مواجهته.
مصادر موثوقة مباشرة:
- HereAfter AI – الموقع الرسمي
- DeepBrain AI – الموقع الرسمي
- BBC – تقرير عن الذكاء الاصطناعي والموت
- MIT Technology Review – الرحيل الرقمي
إنفوجرافيك: الرحيل الرقمي
الرحيل الرقمي
كيف يُعيد الذكاء الاصطناعي الموتى إلى حياتنا؟
🧠ما هو الرحيل الرقمي؟
- استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لصناعة نسخة رقمية تفاعلية من المتوفى.
- تتيح للأحياء محادثات فيديو أو صوتية مع المتوفى كأنه حاضر.
⚙️كيف يتم ذلك؟
- جمع بيانات مسبقة: تسجيلات صوتية، مقاطع فيديو، صور، أسئلة شخصية.
- تحليل البيانات عبر خوارزميات الذكاء الاصطناعي لبناء نموذج يحاكي الشخص.
- استخدام تقنيات التزييف العميق لإنتاج فيديو أو صوت حيّ.
🏢أبرز الشركات المُقدّمة
- HereAfter AI: تطبيق أمريكي يخزّن قصص الحياة ويُجري مقابلات صوتية.
- DeepBrain AI: من كوريا الجنوبية، تولّد فيديوهات بوجه وصوت المتوفى.
⚖️الآراء المؤيّدة
- تخفيف ألم الفقد وإطالة الذكرى الطيبة.
- فرصة لسماع صوت المفقود مجددًا.
⚠️المخاوف والمعارضة
- قد تعيق الحداد وتخلق تعلقاً وهمياً بالميت.
- تساؤلات دينية حول مشروعية الفكرة.
- مخاطر التزييف العميق واستغلال البيانات بعد الوفاة.
💰الحجم الاقتصادي
- ٥ مليارات دولار متوقعة بحلول ٢٠٣٠.
- انخراط عمالقة التقنية يعزز الانتشار.
🔮ماذا بعد؟
- تشريعات ملحّة: من يملك بيانات المتوفى؟
- ضوابط أخلاقية تحمي الخصوصية وتراعي مشاعر الأحياء.
لقراءة المقال الكامل
الوسوم
الرحيل الرقمي | الذكاء الاصطناعي | إحياء الموتى | التزييف العميق | الحداد النفسي

تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار