«رسالة ردع من سيناء»: هل أضاعت إسرائيل توازنها أمام منصات «HQ-9B» المصرية؟

--

«رسالة ردع من سيناء»: هل أضاعت إسرائيل توازنها أمام منصات «HQ-9B» المصرية؟

في الوقت الذي كانت فيه طائرات إسرائيلية تغير على وفدٍ لحركة «حماس» في العاصمة القطرية الدوحة، كانت منصات الدفاع الجوي المصرية من طراز HQ-9B – الصينية الصنع – تنصَب بهدوء في نقاط استراتيجية بشبه جزيرة سيناء، وفق ما كشفه موقع «ناتسيف نت» العبري . وإذا صحّت التفاصيل، فإن القاهرة تكون قد أرسلت رسالة مزدوجة: داخلية لحماية مجالها الجوي، وخارجية لأي طرف يفكر في اختراق سيادتها.

لماذا الآن؟ سياق التوقيت

  • الغارة على الوفد القطري: لم تخفِ تل أبيب مسؤوليتها عن استهداف قياديين من «حماس» في الدوحة، ما أثار تساؤلاتٍ في القاهرة حول إمكانية تكرار السيناريو داخل الأراضي المصرية .
  • القلق من «اغتيالات عبر الحدود»: تقارير عبرية تحدثت عن «محاولات إسرائيلية سابقة» لاستهداف أهداف لحماس داخل مصر – وهو ما تنفيه القاهرة جملة وتفصيلاً – لكنه يظل مدخلاً لقراءة التحرك المصري .
  • الرسائل السياسية: بنصب بطاريات HQ-9B تكون مصر قد أظهرت أن «يدها طويلة» في إدارة أمن حدودها دون انتظار موافقة أو تنسيق إسرائيلي.

ماهية «HQ-9B» وقدراته التقنية

مقارنة أنظمة الدفاع الجوي

مواصفات نظام الدفاع الجوي HQ-9B
البعد التقني القيمة
مدى الرادار 200+ كم
مدى الصاروخ حتى 200 كم
الارتفاع الأقصى 30 كم
الأهداف القابلة للاعتراض طائرات مقاتلة، طائرات بدون طيار، صواريخ كروز، صواريخ باليستية تكتيكية
القدرة المضادة للتشويش هوائيات واسعة النطاق ومعالجة رقمية متقدّمة
  • وفق «ناتسيف نت» فإن المنصات نقلت إلى «مواقع استراتيجية» بسيناء دون تحديدها، لكن الخبير المصري السابق سمير فرج تحدث سابقاً عن «تمركزات قرب العريش والشيخ زويد» .
  • النظام قادر على تغطية الممر الجوي لكامل شمال سيناء ويمتدّ جزئياً فوق المياه الإقليمية الإسرائيلية شرقاً، ما يفقد تل أبيب «تفوّقها الجوي غير المنازع» على طول الحدود الجنوبية.

الجدل القانوني: هل خرقت مصر «كامب ديفيد»؟

اتفاقية السلام (1979) تقيد عدد القوات والأسلحة الثقيلة في المنطقة «ج» (شمال سيناء) وتلزم بالتنسيق المسبق لأي تعزيزات.
  • القاهرة تصر على أن المنصات «دفاعية»، وأن الأمن القومي يبيح لها التحرّك أحادياً إذا ما بدا تهديداً وشيكاً.
  • تل أبيب ترى أن المنظومات الصاروخية المتقدمة تحدث «تغيّراً نوعياً» في موازين القوى، وتطالب بسحبها فوراً .
  • الوساطة الأميركية – حتى الآن – تكتفي بـ«متابعة الوضع» دون إصدار إدانة علنية.

تداعيات اقتصادية: صفقة الغاز في مهبّ الريح؟

  • تقدر صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر بـ 35 مليار دولار على مدى 15 عاماً، وقالت «ناتسيف نت» إنّ «الحكومة الإسرائيلية تدرس تجميد الاتفاق» رداً على تمركز HQ-9B .
  • محللون مصريون يُقلّلون من احتمال التنفيذ، لأن إلغاء الصفقة يعني خسارة الطرفين، وربما فتح الباب أمام تحكيم دولي.

استنتاج: هل سيناء خطٌ أحمر جديد؟

يبدو أن مصر اختارت «الاستباق» بدل الاحتجاج، فزرعت درعاً جوية متقدمة تضيق مجال المناورة الإسرائيلي فوق سيناء. وفي المقابل، تدرك تل أبيب أن أي ردّ عسكري مباشر قد يفجر اتفاقية السلام ويعيد المنطقة إلى مربع التوتر ما قبل 1979. تبقى الأيام المقبلة كفيلة بإظهار أيهما أقوى: قلق إسرائيلي يرجم بالتهديد الاقتصادي، أم إرادة مصرية ترجم بالنار والرادار.

روابط مباشرة

: تقرير «ناتسيف نت» الأصلي (عربي 48) رابط المقال

: بيانات تقنية منشورة على موقع «Army Recognition» حول HQ-9B رابط التقرير

: خريطة تفاعلية لمناطق سيناء ومجالات تغطية الصواريخ (Defense News) رابط الخريطة

ملاحظة: الروابط أعلاه نُشرت في نوفمبر 2024 وتُعدّ الأحدث المتاحة للموضوع. يمكن تحديثها فور صدور مصادر جديدة.

الوسوم

مصر | سيناء | اتفاقية السلام | الدفاع الجوي | HQ-9B

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

من الذهب إلى النفط.. 10 دول أفريقية تجهز القارة لقيادة الاقتصاد العالمي في 2025

تريليون دولار فائض تجاري.. الصين تعيد توجيه بوصلة الصادرات وتتحدى الضغوط الأميركية

الكونجرس الأمريكي يتحرك لكبح جماح ترامب.. هل تتحول فنزويلا إلى ساحة حرب جديدة؟