من "صنع في إسرائيل" إلى "صنع في الخفاء".. كيف تحولت المقاطعة العالمية إلى تسونامي سياسي يضرب الاقتصاد الإسرائيلي؟

--

من "صنع في إسرائيل" إلى "صنع في الخفاء".. كيف تحولت المقاطعة العالمية إلى تسونامي سياسي يضرب الاقتصاد الإسرائيلي؟

في خريف عام 2025، لم تعد المقاطعة الدولية لإسرائيل مجرد شعارات ترفع في المظاهرات أو حملات تطلق على وسائل التواصل، بل باتت ظاهرة اقتصادية وسياسية وثقافية تُهدد بإحداث تحول جذري في مكانة تل أبيب العالمية، وتحولت إلى ما وصفته وسائل الإعلام العبرية بـ"التسونامي السياسي" الذي يضرب الصادرات والعلاقات الدولية للكيان الإسرائيلي من كل الاتجاهات.

أزمة العلامة التجارية الإسرائيلية

وفقًا لتقرير بثته القناة الإسرائيلية 12، فإن شركات إسرائيلية تواجه صعوبات متزايدة في تسويق منتجاتها في الخارج، بعد أن أصبحت عبارة "صنع في إسرائيل" سببًا كافيًا لرفض المنتجات في أسواق أوروبية وآسيوية واسعة. ونقلت القناة عن نيني جولدفاين، نائب مدير شركة استشارات اقتصادية، قوله إن "المقاطعة التي كانت هادئة أصبحت علنية وصاخبة"، مؤكدًا أن شركات كبرى في آسيا بدأت تتراجع عن التعاون مع إسرائيل تحت ضغط مجتمعي وأخلاقي.

"تلقيت نصيحة في معرض ببولندا بعدم التحدث بالعبرية أمام الزبائن"، يقول أحد المصدرين الإسرائيليين، فيما رأى آخرون أن الرمز التجاري الإسرائيلي (792) بات سببًا في عزوف الموزعين عن التعامل مع البضائع الإسرائيلية.

المزارعون في الخطوط الأمامية

في القطاع الزراعي، يبدو الوضع أكثر حدة. فقد أوردت القناة 12 أن مزارعين إسرائيليين اضطروا لترك محاصيلهم تتلف في الحقول، بعد أن امتنعت سلاسل تجارية كبرى عن شراء منتجاتهم خشية ردود فعل المستهلكين الأوروبيين. وتقدّر الخسائر الاقتصادية الناتجة عن هذه المقاطعة بمئات ملايين الدولارات، في ظل تراجع الطلب على المنتجات الزراعية الإسرائيلية في أسواق الاتحاد الأوروبي.

قطاع الطيران والثقافة.. مقاطعة متعددة الأوجه

في مجال النقل، ترددت شركة رايان إير الأيرلندية المنخفضة التكلفة في استئناف رحلاتها إلى تل أبيب، في خطوة يُرجّح أنها مرتبطة بأسباب سياسية، وفقًا لما أوردته القناة 13 الإسرائيلية، فيما امتدت المقاطعة إلى المجال الثقافي، حيث انضم آلاف الفنانين العالميين إلى حملات مقاطعة السينما الإسرائيلية، بينهم نجوم هوليود وقعوا على عرائض دولية تدعو إلى "فضح دور إسرائيل في الانتهاكات الإنسانية".

يوروفيجن 2026.. الحلم الإسرائيلي في مهب الريح

في مؤشر آخر على تزايد العزلة الدولية، لوّحت دول أوروبية مثل أيرلندا وآيسلندا وسلوفينيا بالانسحاب من مسابقة "يوروفيجن 2026" المقررة في فيينا إذا شاركت إسرائيل، فيما طالبت إسبانيا باستبعادها نهائيًا من المسابقة، ووصفتها بأنها "دولة إبادة جماعية"، في سيناريو مشابه لما حدث مع روسيا بعد غزو أوكرانيا.

ووفقًا لمراسلي القنوات العبرية، فإن قرار مشاركة إسرائيل في المسابقة بات مرهونًا بتصويت الاتحاد الأوروبي للإذاعة، وسط توقعات بأن يُرفض طلب المشاركة الإسرائيلي.

هل بدأت إسرائيل تفقد العالم؟

في تقرير سابق بعنوان "خسرنا العالم"، أشارت القناة 12 إلى أن "إسرائيل" تواجه أزمة دبلوماسية غير مسبوقة منذ حرب غزة، مع تصاعد الدعوات الأكاديمية والحقوقية لمقاطعة الجامعات الإسرائيلية، ومنع الباحثين الإسرائيليين من المشاركة في مؤتمرات دولية، وهو ما يُرجّح أن يُفاقم من أزمة صورتها الدولية.

مصادر:

  • : اليوم السابع، "إعلام عبري: المقاطعة العالمية لإسرائيل تتحول إلى تسونامي سياسي"، رابط المقال
  • : صحيفة الحدث، "خسرنا العالم.. العزلة الدبلوماسية تخنق الاحتلال"، رابط المقال

الوسوم

المقاطعة العالمية | الاقتصاد الإسرائيلي | الصادرات الإسرائيلية | يوروفيجن 2026 | العزلة الدبلوماسية

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

من الذهب إلى النفط.. 10 دول أفريقية تجهز القارة لقيادة الاقتصاد العالمي في 2025

تريليون دولار فائض تجاري.. الصين تعيد توجيه بوصلة الصادرات وتتحدى الضغوط الأميركية

الكونجرس الأمريكي يتحرك لكبح جماح ترامب.. هل تتحول فنزويلا إلى ساحة حرب جديدة؟