ترامب يتهم لندن بالسعي نحو "الشريعة الإسلامية" في خطاب مثير للجدل بالأمم المتحدة

--

في خطاب أثار جدلاً واسعاً أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات لاذعة إلى سياسات الهجرة الأوروبية، مستهدفاً بشكل خاص بريطانيا، حيث زعم أن "لندن تريد التحول إلى الشريعة الإسلامية"، في إشارة إلى التزايد الملحوظ في عدد المسلمين في العاصمة البريطانية.

ترامب يتهم لندن بالسعي نحو "الشريعة الإسلامية" في خطاب مثير للجدل بالأمم المتحدة

وجاءت تصريحات ترامب ضمن هجوم عام على ما وصفه بـ"الانفتاح غير المضبوط" على الهجرة، مؤكداً أن الدول الأوروبية "تدمر تراثها" بسبب سياساتها المتساهلة، وقال: "الآن يريدون التحول إلى الشريعة الإسلامية، لكنكم تقيمون في بلد مختلف، لا يمكنكم فعل ذلك"، في تلميح واضح إلى تغيير ديموغرافي يعتبره تهديداً للهوية الغربية.

ردود فعل بريطانية غاضبة

لم تمر تصريحات ترامب مرور الكرام، إذ سارع عمدة لندن صادق خان، أول مسلم يتولى هذا المنصب، إلى اتهام ترامب بتأجيج خطاب اليمين المتطرف، وقال في تصريح صحفي: "هذا النوع من الخطاب يغذي الكراهية ويزيد من الانقسام"، مضيفاً أن "تنوع لندن هو مصدر قوتها، وليس ضعفها"، كما دعا السياسيين إلى "رفض خطاب التخويف والتمييز".

سياق ديموجرافي وسياسي

تشير أحدث الإحصاءات إلى أن عدد المسلمين في لندن يقترب من مليون شخص، أي ما يعادل نحو 12٪ من سكان المدينة، ويتمركز معظمهم في أحياء مثل تاور هاملتس ونيوهام وريدبريدج، ويأتون من خلفيات عرقية متنوعة، أبرزها باكستانية، بنغالية، هندية، صومالية، وتركية.

شكل (1): نسبة المسلمين في لندن مقارنةً ببقية المجموعات الدينية الكبرى (تقديرات 2025)

وقد شهدت لندن تغييرات ديموغرافية ملحوظة خلال العقدين الماضيين، ما جعلها ساحة لنقاشات حادة حول الهوية والاندماج، استغلتها بعض الجماعات اليمينية لترويج نظريات المؤامرة حول "أسلمة أوروبا"، وهو الخطاب الذي يبدو أن ترامب تبناه بشكل صريح في خطابه الأخير.

بين الحقيقة والمبالغة

رغم أن التغيير الديموغرافي في لندن واقع لا يمكن إنكاره، فإن ادعاء ترامب بأن المدينة "تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية" يعد مبالغة سياسية لا تستند إلى أي دليل قانوني أو مؤسسي. فبريطانيا دولة علمانية، ولا توجد أي مساعي رسمية لتطبيق الشريعة كمصدر للتشريع العام، بل إن القوانين البريطانية تطبق على جميع المواطنين دون تمييز ديني.

مصادر الخطاب

تصريحات ترامب لم تأتِ من فراغ، بل تعكس خطاباً متزايداً في بعض الأوساط الغربية يربط بين الهجرة والتهديد الثقافي، وهو ما يستخدم غالباً لأغراض انتخابية. وقد سبق لترامب أن أدلى بتصريحات مماثلة خلال حملته الانتخابية عام 2016، عندما هاجم عمدة لندن صادق خان، وادعى أن أجزاء من المدينة "أصبحت مناطق محظرة على غير المسلمين"، وهو ما تم نفيه لاحقاً من قبل الشرطة البريطانية.

للمزيد من التفاصيل:

الوسوم

ترامب | لندن | الشريعة الإسلامية | صادق خان | الهجرة

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

من الذهب إلى النفط.. 10 دول أفريقية تجهز القارة لقيادة الاقتصاد العالمي في 2025

تريليون دولار فائض تجاري.. الصين تعيد توجيه بوصلة الصادرات وتتحدى الضغوط الأميركية

الكونجرس الأمريكي يتحرك لكبح جماح ترامب.. هل تتحول فنزويلا إلى ساحة حرب جديدة؟