ترامب يهدد أفغانستان: استعادة قاعدة باجرام أو مواجهة "أمور سيئة"
في تصعيد مثير للجدل، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أفغانستان بـ"أمور سيئة" إذا لم تعد قاعدة باغرام الجوية إلى السيطرة الأمريكية. هذا التهديد يأتي في سياق جهود إدارته المستمرة منذ أشهر لاستعادة السيطرة على هذه القاعدة الاستراتيجية، التي كانت مركز العمليات الأمريكية خلال عشرين عاماً من الحرب في أفغانستان.
التهديدات والتحركات الخلفية
كتب ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال" : "إذا لم تعد أفغانستان قاعدة باغرام الجوية إلى مَن أنشأها، الولايات المتحدة، فإن أموراً سيئة ستحدث". هذا التصريح ليس مفاجئاً بالنسبة للمتابعين للسياسة الأمريكية تجاه أفغانستان، حيث كشفت مصادر مطلعة أن إدارة ترامب تضغط سراً منذ مارس/آذار الماضي لإيجاد طريقة لاستعادة القاعدة.
وكان ترامب قد أعلن علناً عن هذه المناقشات لأول مرة يوم الخميس الماضي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، قائلاً: "نحاول استعادتها، وبالمناسبة قد يكون هذا خبراً عاجلاً، نحاول استعادتها لأنهم بحاجة إلى أشياء منا".
الأهمية الاستراتيجية لقاعدة باجرام
تعد قاعدة باغرام أكبر منشأة عسكرية أنشأتها الولايات المتحدة في أفغانستان خلال عقدين من الحرب. أقيمت على أنقاض مطار تاريخي بناه الاتحاد السوفياتي، وكانت المركز الرئيسي للقوات الأمريكية في أفغانستان بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 وحتى انسحابها في عام 2021.
الأهمية الاستراتيجية للقاعدة:
| الجانب | الأهمية |
|---|---|
| الموقع الجغرافي | تقع على بعد 40 كيلومتراً شمال كابل وتسمح بالوصول السريع للعاصمة والمناطق المحيطة |
| القرب من الصين | مسافة متوسطة تسمح بمراقبة تحركات إقليمية وعمليات استخبارية عبر وسط آسيا |
| القدرات العسكرية | مدرج طوله ميلان ومساحات لصيانة الطائرات الثقيلة والمروحيات واللوجستيات العسكرية |
| الرمزية السياسية | تمثل الوجود الأمريكي في أفغانستان ورمزاً لتأثير واشنطن الإقليمي |
ردود الفعل والمواقف
موقف طالبان:
رفضت حركة طالبان بشكل قاطع اقتراح ترامب باستعادة السيطرة الأمريكية على القاعدة. وأكد مسؤولون في الحكومة الأفغانية أن القاعدة "تحت سيطرة الحكومة بالكامل".
وقال ذاكر جلالي من الخارجية الأفغانية: "إن بلاده لن تقبل وجوداً عسكرياً أمريكياً"، مشيراً إلى إمكانية بناء علاقات اقتصادية وسياسية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة دون وجود عسكري أمريكي.
انتقادات دولية:
أثارت التصريحات الأمريكية انتقادات واسعة، خاصة في العالم الإسلامي. علق أحد المستخدمين على الخبر قائلاً: "20 سنة من القتال معكم وما خافوكم يوماً، أيخافوكم اليوم لا أعتقد هذا، كفاك عنتريات".
خلفية تاريخية: من التأسيس إلى الانسحاب
بنيت قاعدة باجرام أساساً كمطار من قبل الاتحاد السوفياتي، ثم طورتها الولايات المتحدة لتصبح أكبر قاعدة عسكرية لها في أفغانستان. خلال ذروة الحرب، مر من القاعدة أكثر من 100 ألف جندي أمريكي.
خط زمني لأهم الأحداث:
خط زمنى
تطورات قاعدة باجرام
2001
بعد أحداث 11 سبتمبر : أصبحت القاعدة مركز<br>العمليات الأمريكية الرئيسي
2011-2021
فترة الوجود الأمريكي : زيارات رئاسية متعددة<br>وهدفت لهجمات طالبان
2021
يوليو/تموز : انسحاب القوات الأمريكية بشكل فوضوي
أغسطس/آب : سيطرة طالبان على القاعدة
2025
مارس/آذار : بدء محادثات سرية لاستعادة القاعدة
سبتمبر/أيلول : تهديدات ترامب العلنية
الدوافع الأمريكية المحتملة
حسب المصادر، يعتقد ترامب وكبار مسؤولي الأمن القومي أن القاعدة ضرورية لعدة أسباب:
- مراقبة الصين: حيث تبعد حدود الصين أقل من 800 كيلومتر عن القاعدة
- الوصول إلى الثروات الطبيعية: والعناصر الأرضية النادرة والمناجم الأفغانية
- مكافحة الإرهاب: وإنشاء مركز لاستهداف تنظيم الدولة الإسلامية
- وجود دبلوماسي: إعادة فتح منشأة دبلوماسية أمريكية في أفغانستان
انتهاكات حقوق الإنسان في باجرام
من المهم الإشارة إلى أن قاعدة باجرام لم تكن مجرد منشأة عسكرية، بل ارتبطت بانتهاكات ممنهجة لحقوق الإنسان. فقد أثارت منظمات مثل "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش" مزاعم بحصول انتهاكات من قبل القوات الأمريكية في هذه القاعدة، خاصةً فيما يتعلق بمعتقلي "الحر ب على الإرهاب".
الوضع الحالي لأفغانستان تحت حكم طالبان
ظلت أفغانستان معزولة إلى حد كبير عن الساحة العالمية منذ سيطرة طالبان عليها. ولم تعترف أي دولة بحكومتها الحالية سوى روسيا. ويواجه اقتصادها صعوبة في جذب الدعم الأجنبي والاستثمارات الخاصة.
ومع بدء الاجتماعات الرفيعة المستوى للدورة السنوية الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، لن تُمثل أفغانستان مرة أخرى؛ لأن مسؤوليها يواجهون حظر سفر من الأمم المتحدة.
السيناريوهات المستقبلية المحتملة
في ضوء التصريحات الأخيرة والمواقف المتباينة، تبرز عدة سيناريوهات محتملة:
- استمرار المفاوضات السرية: قد تستمر المحادثات خلف الكواليس للوصول إلى صيغة توافقية.
- تصعيد عسكري: رغم ذلك يبدو غير مرجح في المدى القريب
- تفعيل أوراق الضغط: استخدام الولايات المتحدة لنفوذها الاقتصادي والدبلوماسي للضغط على طالبان
خاتمة
تهديدات ترامب لأفغانستان باستعادة قاعدة باجرام تعكس إستراتيجية أمريكية تسعى للحفاظ على النفوذ في منطقة استراتيجية، خاصة في مواجهة الصين. لكن رفض طالبان القاطع لأي وجود عسكري أمريكي، بالإضافة إلى العزلة الدولية التي تعيشها أفغانستان، يجعل من هذه المطالب الأمريكية تحدياً سياسياً وعسكرياً معقداً.
المشهد الحالي يشبه إلى حد كبير لعبة شطرنج جيوسياسية، حيث تحاول كل من واشنطن وطالبان حماية مصالحهما في منطقة تشهد تحولات جيوسياسية كبيرة. التطورات القادمة ستكون محط أنظار المراقبين الدوليين، خاصةً في ظل التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين.
المصادر:
- ترامب يتوعد أفغانستان بـ«أمور سيئة» إذا لم تُعد قاعدة «باغرام» لأميركا - الشرق الأوسط
- ترامب: إذا لم تعد أفغانستان قاعدة باجرام إلينا فستحدث أمور سيئة - الجزيرة نت
- مصادر تكشف تحركات "صامتة" لترامب في أفغانستان.. ماذا يحصل؟ - CNN بالعربية
الوسوم
ترامب | أفغانستان | قاعدة باجرام | طالبان | الصين


تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار