إسرائيل تلوح بقطع الغاز عن مصر: هل تفجّر معاهدة السلام الأعرق في الشرق الأوسط؟

--

إسرائيل تلوح بقطع الغاز عن مصر: هل تفجّر معاهدة السلام الأعرق في الشرق الأوسط؟

في خطوة مفاجئة، لوّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجميد صفقة تصدير غاز بقيمة 35 مليار دولار إلى مصر، مدعياً "انتهاكات مصرية لمعاهدة السلام" عبر تعزيز وجودها العسكري في سيناء. لكن خلف الأزمة، تكمن أبعاد سياسية أوسع تهدد أعظم إنجاز دبلوماسي في تاريخ الشرق الأوسط: معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979.

ما الذي يحدث؟

بحسب مقال في الفايننشال تايمز للكاتبة الإسرائيلية السابقة في الكنيست كسنيا سفتلوفا، فإن تهديد نتنياهو لا يستند إلى مخاوف أمنية حقيقية، بل هو ضغط سياسي مُمنهج على القاهرة لإجبارها على:

  • قبول تهجير قسري لسكان غزة إلى سيناء.
  • التنازل عن دورها كوسيط بين إسرائيل وحماس.
  • السكوت على خطة إسرائيلية لإعادة احتلال أجزاء من غزة.

"لن تشارك أي حكومة مصرية في التهجير القسري للفلسطينيين، والتكاليف السياسية ستكون مدمرة"

— كسنيا سفتلوفا، الفايننشال تايمز

لماذا صفقة الغاز مهمة؟

تعد مصر أكبر شريك تجاري لإسرائيل في العالم العربي، وصفقة الغاز المعلقة تتيح:

الجانب الفائدة
إسرائيل تصدير 60% من غازها إلى مصر، تمويل ميزانيتها بـ 35 مليار دولار.
مصر تسييل الغاز وإعادة تصديره إلى أوروبا، دخل سنوي يتجاوز 400 مليون دولار.

تعطيل الاتفاق يعني خسارة الطرفين، لكنه يفضي إلى عزلة إسرائيلية أكبر في محيطها العربي.

ما تخفيه إسرائيل؟

تزامن التهديد الإسرائيلي مع:

  1. إحياء خطط اليمين المتطرف لإعادة توطين الفلسطينيين في سيناء.
  2. رفض مصرية قاطعة لأي توطين، ما دفع القاهرة إلى تعزيز قواتها في رفح رسمياً لأهداف أمنية.
  3. تسريبات إسرائيلية عن دراسة خيار "إعادة احتلال غزة" بعد انسحاب محتمل لحماس.

رد الفعل المصري

رغم التهديدات، أبقت القاهرة على قنوات الاتصال الدبلوماسي مفتوحة، لكنها أرسلت إشارات واضحة:

  • تكثيف الوجود العسكري على الحدود مع غزة تحت غطاء "مكافحة الإرهاب".
  • التحذير من تداعيات أمنية إذا تم تفريغ غزة باتجاه سيناء.
  • الإشارة إلى أن المعاهدة تتيح لها التمركز بموافقة إسرائيلية سابقة (نفتها تل أبيب).

هل ينهار السلام؟

ليس فوراً. لكن:

  • انهيار ثقة استغرقت أربعة عقود في البناء.
  • تنامي الدعوات المصرية لمراجعة بنود المعاهدة إذا ما استخدمت كأداة ضغط.
  • احتمالية استعادة مصر دور الوسيط بين إسرائيل وحماس بعد هجمات الدوحة الأخيرة، ما يمنحها أوراق ضغط جديدة.

ما بعد التهديد؟

الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية، التي تراقب عن كثب:

  • تداعيات أمنية على قوات حفظ السلام متعددة الجنسيات في سيناء.
  • خطر انهيار أبرز معاهدة سلام وقعتها واشنطن في المنطقة.
  • تراجع هيبة الولايات المتحدة أمام حليفين تاريخيين إذا فشلت في احتواء الأزمة.

خاتمة

يبدو أن إسرائيل تلعب بالنار. فـ"ورقة الغاز" قد تكون سلاحاً ذا حدين: يضر اقتصادها قبل مصر، ويفجّر معاهدة السلام الوحيدة التي منحتها شرعية إقليمية منذ أربعة عقود. وفي لعبة العروش هذه، قد تكتشف تل أبيب أن عزل مصر يعني عزل إسرائيل نفسها في محيط أصبح أكثر اشتعالاً.

المصادر:

  1. Israel's Leviathan signs $35 billion natural gas supply deal with Egypt – Reuters
  2. Netanyahu weighs shelving $35 billion Israel-Egypt gas deal: report – The New Arab
  3. Egypt slams Israeli threats as gas agreement hangs in the balance – Egypt Independent

الوسوم

غاز إسرائيل | معاهدة السلام | سيناء | تصدير الطاقة | نتنياهو

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

من الذهب إلى النفط.. 10 دول أفريقية تجهز القارة لقيادة الاقتصاد العالمي في 2025

تريليون دولار فائض تجاري.. الصين تعيد توجيه بوصلة الصادرات وتتحدى الضغوط الأميركية

الكونجرس الأمريكي يتحرك لكبح جماح ترامب.. هل تتحول فنزويلا إلى ساحة حرب جديدة؟