«الضربة قادمة؟»… تل أبيب تلمح لـ«عمليات إضافية» في إيران وطهران تجيب: «لم نستخدم سوى ٣٠٪ من قدراتنا»

--

«الضربة قادمة؟»… تل أبيب تلمح لـ«عمليات إضافية» في إيران وطهران تجيب: «لم نستخدم سوى ٣٠٪ من قدراتنا»

في أقل من أسبوع على تفعيل إسرائيل «آلية الزناد» (Snapback) لإعادة العقوبات الأممية على إيران، عاد التصعيد الكلامي إلى الواجهة، لكن هذه المرة مع إشارات ميدانية قد تدخل المنطقة في مواجهة مباشرة ثانية بين الجانبين. فبينما أكد مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع لصحيفة «معاريف» أن «الأمر قد يتطلب منا التحرك مجدداً ضد أهداف إيرانية»، هدد القائد السابق للحرس الثوري محسن رضائي بأن «إسرائيل لن يبقى منها شيء لو استمرت الحرب شهرين».

ما الذي قاله المسؤول الإسرائيلي؟

نقل عن المصدر – الذي طلب عدم كشف هويته – أن «إسرائيل تستعد لسيناريوهات متعددة، من بينها تنفيذ عمليات إضافية داخل الأراضي الإيرانية»، مضيفاً أن «طهران تلقت ضربة قاسية في الجولة الأخيرة، وهي تدرك حجم الدمار الذي أصابها». وشدد على أن «الجيش يعمل على عدة جبهات لضمان أمن إسرائيل»، في إشارة ضمنية إلى التوازن بين الجبهة الشمالية (لبنان–سوريا) وغزة، وتهديدات إيران النووية والصاروخية.

المصدر: معاريف – النسخة العبرية، 30 أيلول 2025

ردّ طهران: «لم نكتشف بعد عن كل أوراقنا»

في مقابلة متلفزة على قناة «إيران-1» الحكومية، قال محسن رضائي – القائد السابق للحرس الثوري وعضو «هيئة تشخيص مصلحة النظام» – إن «التصعيد الإسرائيلي ممكن رغم استعداد قواتنا المتزايد»، مؤكداً أن «الحرب الـ١٢ يوماً الماضية استخدمنا فيها ٣٠٪ فقط من قدراتنا، وصواريخ جديدة لم تكشف بعد». واعتبر أن «الهدف من آلية الزناد هو اختبار حظّهم ضد إيران، لكن الرد سيكون أقسى».

المصدر: العربية – 30 أيلول 2025

لماذا الآن؟ سياقات متزامنة

  • غزة والضغط الأميركي: التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن، أمس الأحد، لإحياء ملف صفقة تبادل الأسرى (٤٨ جندياً ومدنياً لدى حماس). ويرى أن أي تصعيد ضد إيران قد يستخدم لرفع سقف المطالب الأمنية في أي اتفاق لوقف النار.
  • آلية الزناد (Snapback): أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن العقوبات الأممية على طهران عادت حية منذ ٢١ أيلول بعد انتهاء «فترة فك التجميد» داخل مجلس الأمن. إيران تعتبر الخطوة «غير قانونية» وتهدد بالمضي قدماً في تخصيب اليورانيوم بنسبة ٩٠٪.
  • المناورات الإيرانية: انطلقت أمس مناورات «اقتدار ٩٧» البحرية في مضيق هرمز بمشاركة أكثر من ١٠٠ زورق صاروخي وغواصات متوسطة، في رسالة إلى تل أبيب بأن «خنق المضيق» لا يزال خياراً مطروحاً.

ما الذي يمكن أن يحدث؟

خبراء التحليل العسكري يقسمون السيناريوهات إلى ثلاثة مستويات:

  1. الاستهداف المتبادل عبر البحار: شن إسرائيل غارات على سفن إيرانية تنقل نفطاً أو أسلحة، واستهداف إيران لناقلات الغاز الإسرائيلية في باب المندب أو الخليج.
  2. الجبهة السورية–اللبنانية: تفعيل «حزب الله» بإطلاق صواريخ دقيقة على أهداف استراتيجية في العمق الإسرائيلي، ما يُبرّر لإسرائيل ضرب البنى التحتية الإيرانية في سوريا والعراق.
  3. الضربات داخل الأراضي الإيرانية: تكرار سيناريو نيسان/أبريل 2024 عندما استهدفت طائرات إسرائيلية منشأة «نطنز» النووية، لكن هذه المرة قد تستخدم طائرات شبح «B-21» المدارة جواً من قواعد أميركية في الخليج.

هل من مخرج دبلوماسي؟

تُجري سلطنة عمان «اتصالات غير معلنة» بين طهران وواشنطن لخفض التوتر، لكن مسؤولاً أوروبياً في فيينا قال لـ«الشرق الأوسط» إن «إيران تربط أي تفاوض جدي بوقف Snapback، وهو شرط ترفضه تل أبيب حالياً». وبالتالي فإن احتمال «الهدوء المؤقت» مرهون بمدى نجاح الوساطة العمانية قبل نهاية تشرين الأول/أكتوبر.

رسوم إيضاحية (يمكن تحميلها)

  1. خريطة توضح أبرز المواقع التي قد تستهدف في أي مواجهة ثانية:

    • مفاعل «نطنز» (إيران)
    • قاعدة «حميميم» (سوريا)
    • ميناء «إيلات» (إسرائيل)
    • مضيق هرمز

    (رابط الخريطة التفاعلية – مركز الأبحاث الأمنيّ، تل أبيب جامعة)

    رابط مباشر (PDF)

  2. رسم بياني لوتيرة التصعيد الكلامي (شبكات التواصل + تصريحات عسكرية) خلال ٣٠ يوماً

    (المصدر: مؤشر التوتر الإسرائيلي–الإيراني – معهد دراسات الأمن القومي)

    رابط مباشر (PNG)

خلاصة سريعة

  • إسرائيل تلميح علناً لأول مرة منذ أشهر إلى «عمليات إضافية» داخل إيران.
  • طهران ترد بالتهديد المتصاعد والمناورات البحرية، مؤكدة أنها لم تخرج كل أسلحتها بعد.
  • مع تعثر مفاوضات غزة وعودة العقوبات الأممية، فإن احتمال «الخطأ الحسابي» يبقى مرتفعاً، ما يجعل المنطقة على صفيح ساخن ينتظر شرارة واحدة قد تشعل مواجهة شاملة.

المصادر:

  1. صحيفة معاريف – التصريحات العسكرية الإسرائيلية (عبرية)
  2. العربية – تصريحات محسن رضائي
  3. مركز الأبحاث الأمني – جامعة تل أبيب – خرائط الأهداف المحتملة (PDF)

الوسوم

إسرائيل | إيران | العقوبات | الحرب | مضيق هرمز

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

من الذهب إلى النفط.. 10 دول أفريقية تجهز القارة لقيادة الاقتصاد العالمي في 2025

تريليون دولار فائض تجاري.. الصين تعيد توجيه بوصلة الصادرات وتتحدى الضغوط الأميركية

الكونجرس الأمريكي يتحرك لكبح جماح ترامب.. هل تتحول فنزويلا إلى ساحة حرب جديدة؟