الإخوان المسلمون بعد المئوية: بين شبح الانقراض و«عودة من تحت الرماد»
مقدمة: قرن من الوجود.. ولا تزال الجماعة في دائرة الاستهداف
في مارس/آذار 2028، تدخل جماعة الإخوان المسلمين مئويتها الثانية، بعد أن تأسست في مصر عام 1928 على يد حسن البنا. ورغم أن الجماعة لم تعد تحتفظ بمقراتها الرسمية في معظم الدول العربية، وصنفتها عدة حكومات كـ"تنظيم إرهابي"، فإن تيار "الإسلام السياسي" الذي ترك بصماته فيه لا يزال حاضرًا، بل قد يعود بأشكال جديدة، كما تشير تقارير مراكز الدراسات والاستطلاعات الميدانية.
أين أصبحت الجماعة الآن؟ خريطة الوجود والممارسة
| الدولة | الوضع القانوني (2025) | الملاحظات الرئيسية |
|---|---|---|
| مصر | محظورة منذ 2013، تصنيفها "إرهابية" | آلاف المعتقلين، مقرات مغلقة، قيادات في المنفى |
| الأردن | حُلّت قضائيًا 2024، مصادرة أملاك | قرار أثار جدلًا دوليًا بشأن "الانقضاء السياسي" |
| تونس | حركة النهضة تتبرأ علنيًا من "الإخوان" | قانون "الإرهاب" يطال قيادات سابقة |
| سوريا | قانون 49 لعام 1980 لا يزال ساريًا | علاقة "ملتبسة" بدمشق الجديدة؛ دعوات داخلية لحلّ الذات |
| العراق | لا اعتراف رسمي منذ 1958 | وجود فكري أكثر من تنظيمي |
| السودان | اتهامات بالولاء للبشير "الإخواني" | تضييق أمني متزايد على قيادات "الإصلاح" |
| فلسطين | حماس تُدرَج إرهابية لدى الاتحاد الأوروبي وأميركا | شعبية صندوقية عالية في غزة والضفة |
| ليبيا/غرب ليبيا | وجود تنظيمي محدود | تحالفات محلية مع كيانات ثورية سابقة |
| الغرب | تجميد أصول وهيئات خيرية | تصنيف بريطاني متجدد لـ"الإخوان" كـ"محور تطرف" |
رغم الحظر، لا تزال الجماعة تملك شبكات دعوية وخيرية سرية، وتستثمر في العمل الاجتماعي كمدخل لتجديد الولاءات، بحسب دراسة لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى .
لماذا تستهدف الجماعة بهذا الشكل؟
- التهمة الأمنية: تُحمّل الجماعة مسؤولية أعمال عنف نفذتها جماعات أخرى (القاعدة، داعش)، رغم نفي الإخوان الرسمي لذلك .
- الخوف من الاستيلاء على السلطة عبر صناديق الاقتراع: تجربة مرسي 2012 لا تزال راسخة لدى النخب العسكرية.
- التحالفات الإقليمية الجديدة: تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل جعل "الإسلام السياسي" يُنظر إليه كعائق أمام هذا المسار.
- الضغوط الغربية: تطوّر الخطاب الأوروبي-الأميركي ليشمل "الإخوان" ضمن قوائم التطرف، ما يسمح بتجميد أصولها .
هل "الحل" فعّال تاريخياً؟
- مصر 1948 و1954: حلت الجماعة ففازت بـ20% من مقاعد البرلمان عام 1987، ثم حصدت أكثر من 40% في 2005.
- سوريا 1980-1982: رغم الإعدامات وسجون تدمر، خرجت قيادات الإخوان في الائتلافات المعارضة عام 2011.
- تونس 1990-2010: سجن آلاف "النهضة"، لكنهم تصدّروا انتخابات 2011 (37%)، قبل أن يُقصوا مجددًا 2021.
خلاصة المؤرخين: "الحلّ لا يقتل الفكرة، بل يؤجّل ظهورها بأشكال أكثر تكيفًا" .
ما مؤشرات العودة المحتملة؟
| المؤشر | القراءة |
|---|---|
| استطلاعات الرأي الشبابي | 30-40% من جيل 18-29 في العالم العربي يرى أن "الإسلام السياسي" هو "البديل الأقل فساداً" |
| أزمات الحكم والاقتصاد | انهيار مؤشرات المعيشة في ثلث الدول العربية يعزّز "الخطاب الديني البديل" |
| تشرذم الأحزاب العلمانية | ضعف اليسار والليبرالية يترك فراغًا تمارس الجماعة فيه دور "المعارض الوحيد" |
| منصات التواصل | رغم الحجب، تُدار آلاف الحسابات والقنوات المغلقة التي تروّج لمحتوى الإخوان بأسلوب جديد |
| تجارب "البلديات" | في مخيمات اللاجئين ومناطق النزوح تُقدّم الجماعة خدمات تُذكّر بأيام "الدعوة القديمة" |
العوائق أمام العودة
- الانشقاقات الداخلية: تيار شبابي يطالب "بالعصيان المدني" مقابل تيار قديم يراهن على "الصبر السياسي".
- التحالفات المكسورة: جزء من اليسار والليبراليين لا ينسون "العسكرة" التي مارسها الإخوان في 2013.
- الرقابة الرقمية: تتبّع الذكاء الاصطناعي لكلمات مفتاحية يكشف شبكات الجماعة بسرعة.
- الإرهاق المالي: تجميد الأموال قلّص الميزانية السنوية لبعض مكاتب الجماعة إلى أقل من 10% مقارنة بـ2010 .
- منافسة السلفية الجهادية: تنظيمات أكثر تطرفًا تستقطب الشباب الغاضب، ما يضعف "الخطاب الإخواني التقليدي".
السيناريوهات حتى 2030
| السيناريو | الاحتمال | الملامح |
|---|---|---|
| الصعود التدريجي | 45% | عودة جزئية عبر الانتخابات البلدية والنيابية بالتكتيك "النيابة بالوكالة" (مرشحون مستقلون) |
| الاستمرار بالهامش | 30% | بقاء الجماعة في "السرداب السياسي" مع دور اجتماعي-دعوي خفي |
| التحول إلى تيارات متعددة | 20% | انشطار علني إلى كيانات محلية تتبرأ من الاسم "الإخوان" لتفادي الحظر |
| الاندثار التنظيمي | 5% | نفاد أجيال القيادات الكهلة مع عجز الأجيال الجديدة عن التنظيم العلني |
خلاصة مقترحة: "الحل ليس بالحل"
- للدول: الانتقال من "إضعاف القوي" إلى "تقوية الضعيف" يُنتج تيارات توازن دون إقصاء.
- للإخوان: إعلان مراجعة علنية لأخطاء التحالف مع السلطة والتنازل عن امتلاك "الحقيقة الدينية" من شأنه تخفيف "الشيطنة".
- للمجتمع: تشريعات حقيقية لحماية الحق في التنظيم والانتخابات النزيهة هي الضامن الوحيد لعدم تكرار دورة "الحظر/العودة".
مصادر مباشرة (روابط مضمنة)
- تقرير الجزيرة نت "الإخوان في مئويتها الثانية" – الرابط داخل النص الأصلي
- بيان وزارة العدل الأردنية بشأن حلّ الجماعة – رابط مباشر
- ملخص مراجعة الحكومة البريطانية لتصنيف "الإخوان" – رابط مباشر
- معهد واشنطن – دراسة "الإخوان بعد عشر سنوات من الانكفاء" – رابط مباشر
ملاحظة: الروابط السابقة نشطت في 18 سبتمبر 2025 ومتاحة للعموم.
الوسوم
الإخوان | الإسلام السياسي | مئوية الجماعة | الحظر والعودة | الربيع العربي

تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار