الحرب مع مصر مسألة وقت.. تصريحات نتنياهو تدفع العلاقات إلى حافة الهاوية

--

الحرب مع مصر مسألة وقت.. تصريحات نتنياهو تدفع العلاقات إلى حافة الهاوية

تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول فتح معبر رفح لخروج الفلسطينيين من غزة، أشعلت موجة غضب عارمة في مصر، ودفعت وسائل إعلام إسرائيلية للتلميح إلى أن الحرب بين البلدين أصبحت "مسألة وقت" في واحدة من أخطر مراحل التوتر بين القاهرة وتل أبيب منذ توقيع معاهدة السلام بينهما عام 1979.

التصريحات الاستفزازية التي أشعلت الأزمة

أدلى نتنياهو بتصريحات مثيرة للجدل خلال مقابلة مع قناة "أبو علي إكسبريس" على تطبيق "تليغرام"، قال فيها إن "هناك خطط مختلفة لكيفية إعادة إعمار غزة، لكن نصف السكان يريدون الخروج. هذا ليس طرداً جماعياً، وأستطيع أن أفتح لهم معبر رفح، لكن سيتم إغلاقه فوراً من مصر".

نظرت القيادة السياسية والشعبية في مصر إلى هذه التصريحات على أنها محاولة صريحة لفرض واقع جديد، ودفع الفلسطينيين نحو التهجير القسري إلى الأراضي المصرية، وهو ما يمثل "خطاً أحمر" لا يمكن تجاوزه، وفقاً للموقف المصري الرسمي والشعبي على حد سواء.

ردة الفعل المصرية: من الاستنكار الدبلوماسي إلى التحركات العسكرية

ردت مصر على هذه التصريحات بسرعة وحزم. قدّمت وزارة الخارجية المصرية بياناً رسمياً أعربت فيه عن "بالغ استهجانها"، مؤكدة أن مصر "لن تكون شريكة في هذا الظلم، من خلال تصفية القضية الفلسطينية، أو أن تصبح بوابة التهجير، وأن هذا الأمر يظل خطاً أحمر غير قابل للتغيير".

لم يتوقف الرد عند الجانب الدبلوماسي، حيث لوحظت تحركات عسكرية مكثفة. أفادت تقارير إسرائيلية بأن مصر قامت بإرسال تعزيزات عسكرية إلى شبه جزيرة سيناء، في خطوة وصفها الخبير الاستراتيجي الإسرائيلي، أرييل كاهانا، لصحيفة "يسرائيل هيوم" بأنها "انتهاك لاتفاق السلام". كما تداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي صوراً من بيان للمتحدث العسكري المصري تظهر في خلفيته لوحة كُتب عليها "المبادئ العامة للعمليات الهجومية الإسرائيلية"، في إشارة إلى استمرار التدريب على المواجهة المحتملة.

جدول: محطات التصعيد الأخيرة بين مصر وإسرائيل

التاريخ الحدث الطرف التفاصيل
سبتمبر 2025 تصريحات نتنياهو حول فتح معبر رفح إسرائيل اقتراح فتح المعبر للفلسطينيين مع إجبار مصر على إغلاقه
سبتمبر 2025 بيان الخارجية المصرية مصر رفض قاطع للتهجير وتأكيد أنه خط أحمر
سبتمبر 2025 صور الرئيس السيسي مع الجنود مصر تفقد تدريبات على دبابة شبيهة بالميركافا الإسرائيلية
سبتمبر 2025 تعزيزات عسكرية في سيناء مصر نشر قوات إضافية دون تنسيق مع إسرائيل
سبتمبر 2025 تصعيد إعلامي الطرفان تبادل تصريحات قوية بين مسؤولين من الجانبين

غضب شعبي ودعم إقليمي للموقف المصري

أفادت التقارير الإسرائيلية نفسها بأن تصريحات نتنياهو أثارت "موجة غضب غير مسبوقة" في مصر، امتدت من الشارع إلى النخبة السياسية والإعلامية. وأشارت إلى أن "شعوراً شعبياً وسياسياً عميقاً في مصر يشير إلى قرب اندلاع صراع مفتوح مع إسرائيل".

ولم يقتصر الدعم على الداخل المصري، حيث لقت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة رفضاً عربياً ودعماً للموقف المصري، حيث عبرت دول مثل الأردن عن رفضها القاطع لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين.

الخطاب الإعلامي: من التنديد إلى التهديد الصريح

شهد الإعلام المصري، بما في ذلك المنصات المقربة من الحكومة، تصعيداً حاداً في الخطاب تجاه إسرائيل. وصف الإعلامي عمرو أديب الوضع بأنه "ذروة التوتر في العلاقات بين مصر وإسرائيل... لم يرَ مثله بينهما منذ فترة طويلة".

أما ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، فذهب إلى حد وصف نتنياهو بأنه "ينتمي إلى اليمين التوراتي"، معتبراً إياه "أول رئيس وزراء إسرائيلي يتحدث عن إسرائيل الكبرى، ويتخيل أن الشرق الأوسط بأكمله تابع له". وفي تلميح عسكري قوي، ذكر رشوان حرب 1973 ووصفها بأنها كانت "نزهة" مقارنة بما يمكن أن يحدث الآن، قائلاً: "الآن الأسلحة تطورت، والمسافات قصرت، والقدرة على استخدام الأوراق العسكرية مختلفة".

تحذيرات إسرائيلية من "أفدح خطأ"

دق كتاب ومحللون إسرائيليون ناقوس الخطر، محذرين من عواقب سياسة نتنياهو. وصف الكاتب الإسرائيلي البارز تسيفي برائيل تصرفات رئيس الوزراء بأنها تمثل "أحد أخطر الأخطاء الاستراتيجية" في تاريخ العلاقات الإسرائيلية العربية، متهماً إياه بتمديد الحرب في غزة لأغراض سياسية وتحقيق مكاسب على حساب مصر.

مستقبل غامض.. هل الحرب حقاً "مسألة وقت"؟

رغم حدة الخطاب، يرى مراقبون أن الطرفين لا يزالان حريصين على عدم الدخول في مواجهة عسكرية شاملة. خلص خبراء تحدثوا لصحيفة "الشرق الأوسط" إلى أن التصعيد الحالي يبقى في إطار "الحرب الكلامية النفسية" والمواجهة السياسية والدبلوماسية، بهدف الضغط على مصر وحركة حماس لإجبارهما على قبول تنازلات في مفاوضات وقف إطلاق النار، وأنه "لا يرقى للقول إن البلدين على شفا حرب".

وأكد الخبير العسكري المصري، اللواء سمير فرج، هذا الرأي، مشيراً إلى أن "هذه الحرب الكلامية لن تصل إلى حد المواجهة العسكرية"، معتبراً أن "إسرائيل تعرف حجم وقوة الجيش المصري".

غير أن الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة، مع الرفض المصري القاطع للتهجير والتلاحم الشعبي خلف هذا الموقف، يخلقان بيئة شديدة الاحتقان. يشير تقرير لموقع "ميكوميت" الإخباري الإسرائيلي إلى أن "نفور المصريين من إسرائيل وتضامنهم مع الفلسطينيين ليس أمراً جديداً، لكن في الزيارة الأخيرة لسيناء... كان الجو مختلفاً تماماً: عبارة عن عداء شديد، وشعور بأن الحرب مع إسرائيل وشيكة".

في الختام

أدى التصعيد الكلامي من جانب إسرائيل، والرد الحازم من الجانب المصري، إلى دفع العلاقات بين البلدين إلى أحد أخطر المنعطفات منذ عقود. بينما يحذر الخبراء من مخاطر الانزلاق نحو حرب لا يريدها الطرفان بشكل كامل، تظل العبارة التي روجتها وسائل إعلام إسرائيلية – "الحرب مع مصر مسألة وقت" – تعكس حالة من التخوف العميق من أن يستمر التصعيد حتى يصبح الخيار العسكري حتمية على الأرض، خاصة في ظل استمرار الحرب في غزة وتعقيدات المشهد السياسي الداخلي في إسرائيل.

المصادر:

  1. الحرب مع مصر مسألة وقت.. الإعلام العبري يعلق بعد استفزازات نتنياهو - RT Arabic

  2. تصاعد «حديث الحرب» بين مصر وإسرائيل على خلفية أزمة «تهجير الفلسطينيين» - الشرق الأوسط

  3. "ترقى لجرائم التطهير العرقي".. مصر تندد بتصريحات نتنياهو حول "تهجير الفلسطينيين" عبر معبر رفح - CNN Arabic

الوسوم

مصر | إسرائيل | معبر رفح | نتنياهو | التوتر العسكري

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

من الذهب إلى النفط.. 10 دول أفريقية تجهز القارة لقيادة الاقتصاد العالمي في 2025

تريليون دولار فائض تجاري.. الصين تعيد توجيه بوصلة الصادرات وتتحدى الضغوط الأميركية

الكونجرس الأمريكي يتحرك لكبح جماح ترامب.. هل تتحول فنزويلا إلى ساحة حرب جديدة؟