انقطاع كابلات البحر الأحمر يعطل خدمة "مايكروسوفت أزور" السحابية ويهدد الاقتصاد الرقمي العالمي
في حادث يُبرز هشاشة البنية التحتية للإنترنت، أعلنت شركة مايكروسوفت يوم السبت 6 سبتمبر 2025 عن تعطل خدمة "أزور" السحابية بسبب انقطاعات متعددة في كابلات الألياف الضوئية تحت سطح البحر في منطقة البحر الأحمر. هذا الحادث أدى إلى اضطرابات ملحوظة في حركة البيانات بين قارات آسيا وأوروبا والشرق الأوسط.
تفاصيل الحادث والتأثير الفني
-
الزمان والمكان:
بدأ الحادث في الساعة 05:45 بالتوقيت العالمي المنسق (UTC) يوم السبت 6 سبتمبر 2025، حيث تعرضت عدة كابلات بحرية دولية في البحر الأحمر لانقطاعات متزامنة. -
التأثير على الخدمة:
أدى ذلك إلى زيادة ملحوظة في زمن الاستجابة (اللاتنسي) للمستخدمين، خاصة للحركة البيانات العابرة عبر الشرق الأوسط والمتجهة من آسيا إلى أوروبا أو العكس. -
إجراءات مايكروسوفت:
اتخذت مايكروسوفت على الفور إجراءات طارئة لإعادة توجيه حركة المرور عبر مسارات بديلة، مما منع انقطاع الخدمة تمامًا، لكن على حساب زيادة في زمن الوصول وازدحام على المسارات البديلة. -
التأثير على حركة البيانات:
حركة البيانات التي لا تمر عبر الشرق الأوسط لم تتأثر بهذا الحادث.
الكابلات المتأثرة حسب التقارير الأولية
| اسم الكابل | المسار الرئيسي | نسبة التأثر |
|---|---|---|
| SEACOM/TGN-EA | أوروبا - آسيا عبر البحر الأحمر | غير محددة |
| AAE-1 | أوروبا - آسيا عبر البحر الأحمر | غير محددة |
| EIG | أوروبا - آسيا عبر البحر الأحمر | غير محددة |
رسم بياني للكابلات المتأثرة ومسارها
أهمية البحر الأحمر كشريان اتصالات حيوي
-
دور البحر الأحمر:
يُمثل البحر الأحمر واحدًا من أكثر الممرات البحرية أهميةً في العالم لشبكات الاتصالات العالمية، حيث يربط بين قارات أوروبا وإفريقيا وآسيا عبر مصر. -
حجم التأثير:
تُقدر بعض التقارير أن ما يقرب من 17% من حركة الإنترنت العالمية تمر عبر الكابلات الممتدة في مياهه. -
الخدمات المتأثرة:
هذه الكابلات البحرية مسؤولة عن نقل البيانات التي تمكن الأفراد والشركات من إرسال البريد الإلكتروني، ونشر المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي، وإجراء المكالمات المرئية، وإتمام المدفوعات الإلكترونية، والوصول إلى خدمات الذكاء الاصطناعي والسحابة الإلكترونية.
التحديات اللوجستية والأمنية لإصلاح الكابلات
-
صعوبة الإصلاح:
أحد أكبر التحديات التي تواجه إصلاح هذه الكابلات هو الوقت الطويل الذي قد تستغرقه عملية الإصلاح، والذي قد يمتد لأسابيع بسبب التحديات اللوجستية المتعلقة بتجهيز سفن الإصلاح المتخصصة والحصول على التصاريح اللازمة للعمل في مياه بحرية حساسة سياسيًا مثل البحر الأحمر. -
المخاطر الأمنية:
المنطقة تشهد حاليًا توترات أمنية بسبب استمرار هجمات الحوثيين في اليمن على السفن، مما يزيد من صعوبة وتكلفة عمليات الإصلاح ويُثير مخاوف من أن تكون البنية التحتية للاتصالات قد أصبحت هدفًا متعمدًا في الصراعات الإقليمية. -
تصريح مايكروسوفت:
"يمكن أن تستغرق إصلاحات الألياف الضوئية البحرية وقتاً طويلاً، لذلك سنواصل مراقبة الوضع وإعادة موازنة المسارات وتحسينها لتقليل تأثيره على العملاء في هذه الأثناء" - مايكروسوفت في بيانها الرسمي.
الآثار الاقتصادية والاستراتيجية الأوسع
-
تعطل الاقتصاد الرقمي:
هذا الحادث يسلط الضوء على مخاطر التركيز الجغرافي للبنية التحتية الحرجة للإنترنت. فتعطل عدة كابلات في نقطة اختناق استراتيجية واحدة (مثل البحر الأحمر) يمكن أن يعطل جزءًا كبيرًا من الاقتصاد الرقمي العالمي، مما يؤثر على الشركات متعددة الجنسيات، والخدمات المالية، وسلاسل التوريد العالمية التي تعتمد على نقل البيانات السلس والفعال. -
التركيز الجغرافي:
يُظهر الحادث الحاجة الملحة لاستراتيجيات التنويع الجغرافي لمسارات البيانات، والاستثمار في مسارات بديلة عبر مناطق مختلفة، وكذلك تعزيز التعاون الدولي لحماية البنية التحتية الحرجة للإنترنت.
استجابة مايكروسوفت والتوقعات المستقبلية
-
مراقبة الوضع:
تعمل الفرق الهندسية لمايكروسوفت بشكل مستمر على مراقبة الوضع وإعادة موازنة حركة المرور وتحسين التوجيه لتقليل التأثير على العملاء، مع تقديم تحديثات يومية – أو أكثر في حال تغير الظروف. -
الاستثمار في مسارات بديلة:
من المتوقع أن يُعجل هذا الحادث من وتيرة الاستثمار في مسارات بديلة، مثل ممر أوروبا-الشرق الأوسط-الهند (India-Europe Middle East corridor) عبر كابلات برية، وأنظمة جديدة تتجاوز البحر الأحمر تمامًا.
خاتمة: دروس مستقبلية
حادث انقطاع كابلات البحر الأحمر يقدم عدة دروس مهمة:
-
الاعتماد المتبادل العالمي:
الاقتصاد الرقمي العالمي يعتمد على بنية تحتية معقدة وهشة في بعض الأحيان. -
الحاجة إلى المرونة:
يجب على مقدمي الخدمات السحابية والاتصالات بناء شبكات أكثر مرونة وتنوعًا جغرافيًا. -
أهمية التعاون الدولي:
حماية البنية التحتية الحرجة للإنترنت تتطلب تعاونًا دوليًا أقوى في مجال الأمن السيبراني والبحري.
في عالم أصبحت فيه البيانات شريان الحياة للاقتصادات والمجتمعات، فإن حماية البنية التحتية التي تنقلها لم تعد ترفًا، بل ضرورة استراتيجية لأمن واستقرار العالم الرقمي.
المصادر:
- مايكروسوفت: خدمة "أزور" تعمل بشكل طبيعي بعد انقطاع كابلات في البحر الأحمر - عشق Business
- Microsoft says Azure cloud service disrupted by fiber cuts in Red Sea - Reuters
- Red Sea cable cuts cripple Microsoft Azure, disrupt 17% of global internet traffic - Moneycontrol
الوسوم
انقطاع كابلات البحر الأحمر | مايكروسوفت أزور | الإنترنت العالمي | الاقتصاد الرقمي | البنية التحتية للاتصالات

تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار