أخبار مصرتحليل شامل: ارتفاع الذهب وانخفاض النفط في ظل بيانات العمل الأمريكية الضعيفة
الذهب يحلق عالياً: رحلة نحو مستويات قياسية
الأداء السعري المتميز
حقق الذهب أداءً استثنائياً في تعاملات الجمعة، حيث ارتفعت العقود الآجلة لشهر ديسمبر في بورصة كومكس بنسبة 1.29% لتصل إلى 3,653.30 دولار للأونصة. وبالمثل، سجلت العقود الفورية مكاسب بنسبة 1.15% لتبلغ 3,586.69 دولار للأونصة، مما يضع المعدن النفيس على أعتاب تحطيم مستويات جديدة غير مسبوقة.
الأداء السنوي الاستثنائي
يأتي هذا الارتفاع ضمن موجة صاعدة مستمرة للذهب، حيث حقق المعدن مكاسب مذهلة بنسبة 37% منذ بداية العام الحالي. وهذا الأداء يأتي بعد مكاسب قوية بنسبة 27% في عام 2024، مما يعكس الثقة المتزايدة في الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين الاقتصادي.
العوامل المحركة لصعود الذهب
تتضافر عدة عوامل لدفع أسعار الذهب نحو الأعلى:
ضعف الدولار الأمريكي: يستفيد الذهب من تراجع قوة الدولار، حيث يصبح أكثر جاذبية للمستثمرين الذين يحملون عملات أخرى.
مشتريات البنوك المركزية: تواصل البنوك المركزية حول العالم زيادة احتياطياتها من الذهب كجزء من استراتيجية التنويع وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي.
السياسة النقدية التيسيرية: توقعات خفض أسعار الفائدة تقلل من الفرصة البديلة لحيازة الذهب، مما يجعله أكثر جاذبية مقارنة بالأصول الأخرى المدرة للعوائد.
عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي: الصراعات الدولية والتوترات التجارية تعزز من الطلب على الذهب كملاذ آمن.
النفط في مواجهة رياح عكسية
تراجع حاد في الأسعار
على النقيض من الذهب، شهدت أسواق النفط تراجعاً ملحوظاً، حيث انخفضت عقود النفط الخام الأمريكي "غرب تكساس الوسيط" بنسبة 2.54% لتصل إلى 61.87 دولار للبرميل. وبالمثل، سجلت عقود خام "برنت" تراجعاً بنسبة 2.22% عند 65.50 دولار للبرميل.
مخاوف الطلب في المقدمة
يعكس هذا التراجع مخاوف متزايدة حول ضعف الطلب العالمي على الطاقة، خاصة في ضوء البيانات الاقتصادية الضعيفة القادمة من الولايات المتحدة. فيل فلين، كبير المحللين في مجموعة "برايس فيوتشرز"، وصف الوضع بأنه "عاصفة عاتية"، مشيراً إلى أن ضعف تقرير الوظائف يشير إلى ضعف السوق بشكل عام.
ضغوط جانب العرض
تواجه أسواق النفط أيضاً ضغوطاً من جانب العرض، حيث تتزايد التوقعات حول قيام مجموعة "أوبك+" بزيادة الإنتاج. ومن المقرر أن يناقش ثمانية أعضاء من المجموعة موضوع زيادة الإنتاج في اجتماعهم المقرر، مما يثير مخاوف حول زيادة المعروض في السوق.
العامل المشترك: بيانات العمل الأمريكية المخيبة للآمال
الأرقام الصادمة
أصدر مكتب العمل الأمريكي تقريراً مخيباً للآمال حول سوق العمل، حيث أظهرت البيانات إضافة 22 ألف وظيفة غير زراعية فقط في الشهر الماضي، وهو رقم أقل بكثير من توقعات الاقتصاديين البالغة 75 ألف وظيفة. كما تم تعديل أرقام يوليو بالانخفاض إلى 79 ألف وظيفة.
التأثير على السياسة النقدية
هذه البيانات الضعيفة تعزز من التوقعات حول قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب. وهذا التوقع له تأثيرات متباينة على مختلف الأصول:
- بالنسبة للذهب: خفض الفائدة يقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، مما يجعله أكثر جاذبية
- بالنسبة للنفط: ضعف الاقتصاد يثير مخاوف حول انخفاض الطلب على الطاقة
التحليل الفني والتوقعات المستقبلية
نظرة على مسار الذهب
مع اقتراب الذهب من مستوى 3,600 دولار، يراقب المحللون إمكانية كسر هذا المستوى والتوجه نحو أهداف سعرية أعلى. الاتجاه الصاعد القوي والدعم الأساسي من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية يشير إلى استمرار الزخم الصاعد.
آفاق أسواق النفط
بالنسبة للنفط، فإن التحديات متعددة الجوانب. من جهة، هناك مخاوف حول ضعف الطلب العالمي، ومن جهة أخرى، توقعات زيادة المعروض من "أوبك+". هذا المزيج قد يبقي الضغوط على الأسعار في الأمد القريب.
الخلاصة والرؤية المستقبلية
تعكس التحركات المتضادة في أسواق الذهب والنفط طبيعة الأسواق المالية المعقدة، حيث يمكن للبيانات الاقتصادية نفسها أن تؤثر بطرق مختلفة على مختلف الأصول. بينما يستفيد الذهب من مكانته كملاذ آمن وتوقعات خفض الفائدة، يواجه النفط تحديات من جانب الطلب والعرض معاً.
المستثمرون يراقبون عن كثب التطورات القادمة، خاصة قرارات السياسة النقدية الأمريكية ونتائج اجتماع "أوبك+" المرتقب، والتي قد تحدد مسار هذين السوقين المهمين في الأسابيع والأشهر المقبلة.
المصادر:
- رويترز - تقارير أسعار الذهب والنفط: www.reuters.com
- مكتب العمل الأمريكي - بيانات التوظيف الشهرية: www.bls.gov
- بورصة كومكس - بيانات العقود الآجلة للذهب: www.cmegroup.com
الوسوم
أسعار الذهب | أسعار النفط | بيانات العمل الأمريكية | السياسة النقدية | أوبك+"
تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار