سيناتور أمريكي يطالب بإلغاء مجلس حقوق الإنسان بعد اتهام إسرائيل بالإبادة في غزة

--

سيناتور أمريكي يطالب بإلغاء مجلس حقوق الإنسان بعد اتهام إسرائيل بالإبادة في غزة

في تطور جديد يزيد من حدة التوتر الدولي حول الحرب في غزة، دعا السيناتور الأمريكي جيمس ريتش، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إلى "التخلص" من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وذلك ردا على تقرير صادر عن المجلس يتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في قطاع غزة. هذه الدعوة تأتي في وقت تشتد فيه الانتقادات الدولية للعمليات العسكرية الإسرائيلية وتتصاعد المطالب بمحاكمة قادتها دوليا.

خلفية الأزمة والتقرير المثير للجدل

أصدرت لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة والمنبثقة عن مجلس حقوق الإنسان تقريراً تاريخياً يوم الثلاثاء (16 سبتمبر 2025)، يبلغ حجمه 72 صفحة، وخلص لأول مرة إلى أن إسرائيل ارتكبت "إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين في غزة. التقرير حدد أربعة أفعال لإسرائيل تصنف ضمن الإبادة الجماعية وفقاً لاتفاقية 1948:

  1. قتل الفلسطينيين في غزة بأعداد هائلة.
  2. إلحاق أذى جسدي ونفسي خطير بهم.
  3. فرض ظروف معيشية متعمدة تهدف إلى تدميرهم المادي كلياً أو جزئياً.
  4. فرض تدابير تهدف إلى منع الولادات داخل المجموعة الفلسطينية.

وأكد التقرير أن التصريحات الصادرة عن مسؤولين إسرائيليين كبار، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت والرئيس إسحاق هرتسوغ، تشكل "دليلاً مباشراً على نية الإبادة الجماعية" .

رد فعل السيناتور الأمريكي والموقف الرسمي

رداً على هذا التقرير، شن السيناتور جيمس ريتش هجوماً حاداً على مجلس حقوق الإنسان، واصفاً إياه بـ"الهيئة الفاسدة" التي تنشر "تقارير سياسية لا تخدم سوى مكافأة وتشجيع حركة حماس". وقال ريتش في بيانه: "انسحبت الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لعدة أسباب، ولكن أهمها كان تشبثه المثير للاشمئزاز والدائم بإدانة إسرائيل" .

ودعا ريتش إلى "التخلص من هذا المجلس وتركيزه المتزايد على معاداة السامية"، معبراً عن دعمه الكامل لإسرائيل وحقها في "الدفاع عن النفس" وفقاً للرواية الإسرائيلية الرسمية .

بدورها، انحازت الإدارة الأمريكية (تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب) بشكل كامل إلى الموقف الإسرائيلي. ووصفت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية التقرير بأنه "قمة النفاق"، مجددة التأكيد على أن هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 الذي نفذته حماس هو "حدث إبادة جماعية نفذته منظمة إرهابية"، وأن إسرائيل "خاضت الحرب دفاعاً عن النفس واتخذت خطوات مستمرة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين" .

إحصاءات الصدمة: حصيلة الضحايا والدمار في غزة

أظهرت أحدث البيانات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ارتفاع حصيلة الضحايا منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى:

نوع الخسائر العدد
القتلى 64,964
الجرحى 165,312
وفيات المجاعة وسوء التغذية 428 (منهم 146 طفلاً)

كما سجلت 3 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية بينهم طفل، ليرتفع العدد الإجمالي لوفيات المجاعة إلى 428، بينهم 146 طفلاً. ومنذ إعلان لجنة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) للمجاعة في غزة، تم تسجيل 150 حالة وفاة على الأقل بسبب الجوع، بينهم 31 طفلاً .

ووفقاً لتقارير أخرى، تم تدمير حوالي 80% من المنازل و50% من المباني في غزة بالكامل، ونزح داخلياً ما يزيد عن 1.9 مليون شخص (أكثر من 90% من سكان القطاع)، بينما يواجه 20% من السكان "مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد" تتضمن "نقصاً شديداً في الغذاء، والمجاعة، والإرهاق" .

ردود الفعل الدولية والتأثير المحتمل

أثار التقرير وردود الفعل الأمريكية عليه عاصفة من الانتقادات الدولية:

· منظمة العفو الدولية: أجرت تحقيقاتها الخاصة واتهمت إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، داعية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقفها .
· مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان: دعا إسرائيل إلى "وقف المذبحة" في غزة، مشيراً إلى أن الأدلة تتزايد على ارتكاب "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وربما أكثر من ذلك" .
· محكمة العدل الدولية: كانت قد أصدرت حكماً مؤقتاً في وقت سابق من هذا العام وجدت فيه أن إسرائيل سعت بنية معقولة لارتكاب أعمال إبادة جماعية، وأمرتها بمنع هذه الأعمال ومعاقبة التحريض عليها والسماح بدخول المساعدات الإنسانية .

من المتوقع أن يزيد هذا التقرير من عزلة إسرائيل الدولية، خاصة في ظل تحذيرات رئيس الوزراء نتنياهو نفسه من أن بلاده تواجه "نوعاً من العزلة قد يستمر لسنوات" . كما من المقرر أن تنضم دول غربية مثل بريطانيا وفرنسا وأستراليا وكندا إلى غالبية أعضاء الأمم المتحدة الأسبوع المقبل للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، في خطوة وصفت بأنها "ستغير النقاش حول مستقبل الصراع" .

تاريخ من التوتر: الولايات المتحدة ومجلس حقوق الإنسان

ليس هذا هو الأول من نوعه. ففي فبراير 2025، وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمراً تنفيذياً يقضي بانسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، وذلك ضمن سلسلة من الخطوات التي تنتقد "تحيز" هذه الهيئات ضد إسرائيل . وكانت إدارة ترامب قد دعمت أيضاً انسحاب إسرائيل من المجلس عام 2018 خلال ولايته الأولى .

خلاصة

تدعو هذه التطورات إلى التساؤل عن مصير المؤسسات الدولية وقدرتها على فرض احترام القانون الدولي في ظل هيمنة القوى العظمى وتسييسها لهذه المؤسسات. بينما يواصل الشعب الفلسطيني في غزة دفع ثمن باهظ، تتصاعد الدعوات إلى المساءلة الدولية ورفع الظلم عن الفلسطينيين، في اختبار حقيقي لإرادة المجتمع الدولي وقيمه الإنسانية المعلنة.

المصادر:

  1. سيناتور أمريكي يدعو إلى "التخلص" من مجلس حقوق الإنسان بعد تقريره حول جرائم الإبادة الجماعية في غزة
  2. "قمة النفاق".. أمريكا تندد باتهام إسرائيل بـ"ارتكاب إبادة جماعية" في غزة
  3. تقرير الأمم المتحدة عن الإبادة الجماعية "إدانة صريحة" لأفعال إسرائيل في غزة

الوسوم

غزة | إسرائيل | إبادة جماعية | مجلس حقوق الإنسان | جيمس ريتش

النشرة البريدية

تعليقات

الموضوعات الأكثر قراءة في" علىّْ الدين الإخباري"

من الذهب إلى النفط.. 10 دول أفريقية تجهز القارة لقيادة الاقتصاد العالمي في 2025

تريليون دولار فائض تجاري.. الصين تعيد توجيه بوصلة الصادرات وتتحدى الضغوط الأميركية

الكونجرس الأمريكي يتحرك لكبح جماح ترامب.. هل تتحول فنزويلا إلى ساحة حرب جديدة؟