الشرق الأوسط على مفترق طرق: هل نحن أمام لحظة "نوحية" جديدة؟
تحليل صحفي لتصاعد التهديدات وفرص النجاة في ظل مشاريع إعادة التقسيم
مقدمة: إنذار مبكر من "الجزيرة"
في مقال تحليلي نشرته الجزيرة نت بتاريخ 14 سبتمبر 2025، حذر الكاتب أحمد علي الحريري من أن "الشرق الأوسط أمام أخطر منعطف في تاريخه"، مشيرًا إلى أن المنطقة لم تعد مجرد ساحة صراع إقليمي، بل أصبحت "مشروعاً مفتوحاً لإعادة التقسيم الديموجرافي والجغرافي"، يُدار عبر خطاب طائفي وإثني، وتستخدم فيه أدوات مثل التهجير، الحروب بالوكالة، والتدخلات الدبلوماسية المشبوهة.
أزمة الهوية والحدود: الخرائط القديمة لم تعد كافية
رغم مرور أكثر من قرن على اتفاقية "سايكس–بيكو" التي رسمت حدود المنطقة الحديثة، يُعاد اليوم طرح فكرة أن "الحدود لم تعد صالحة"، لكن هذه المرة ليس لتحقيق الاستقرار، بل لتبرير مشاريع الهيمنة الجديدة.
الخطورة – بحسب الكاتب – لا تكمن في الخرائط بحد ذاتها، بل في أن قبولها يعني استدامة صراعات لا تنتهي، وتحويل شعوب المنطقة إلى أدوات في حروب بالوكالة، تُذكى نارها عبر خطابات طائفية وزيف تاريخي.
أدوات التدمير الجديدة: من الأقمار الصناعية إلى الدبلوماسية
يشير الحريري إلى أن التهديدات لم تعد محصورة في القوة العسكرية، بل تعدتها إلى:
- التنصت الرقمي: "السماء تزدحم بالأقمار التي ترصد كل حركة".
- الدبلوماسية الملوثة: مبعوثون دوليون "يزورون الحقائق، يبيعون الأوهام، ويقدمون الوعود للطامعين بالسلطة"، في مشهد يُذكّر بصفقات القرن المشبوهة.
خياران لا ثالث لهما: بناء السفينة أو الغرق في الصمت
يقدم الكاتب خيارين لا ثالث لهما:
| الخيار الأول | الخيار الثاني |
|---|---|
بناء السفينة: مشروع إستراتيجي شامل يعتمد على:
|
الصمت القاتل: الاستمرار في التردد والانتظار
|
"لا استجابة للدعاء دون الاستعداد والتحضير"، كما قال الكاتب، مستشهداً بقصة النبي نوح عليه السلام، الذي لم ينج شعبه حين رفض ركوب السفينة.
هل الشرق الأوسط على حافة الانقسام؟
- تقسيم عراقي – سوري – لبناني
- تقسيم يمني – ليبي – سوداني
- إضعاف مصر وتركيا وإيران
- تصفية القضية الفلسطينية
ملاحظة: هذه الخريطة لا تعكس واقعاً ثابتاً، بل تمثل "المخاوف" التي يتداولها محللون وكتّاب عرب، خاصة في ضوء الحديث عن "الشرق الأوسط الجديد".
لماذا الآن؟ لحظة تاريخية لا تتكرر
يؤكد الكاتب أن التاريخ لا يرحم المترددين، وأن السياسة لا تمنح فرصًا لا نهائية، في إشارة واضحة إلى أن التغيير الدولي المتسارع (صعود الصين، تراجع أمريكا، التحالفات الجديدة) يجعل الفرصة متاحة أمام المنطقة للخروج من دائرة التبعية، لكن بشرط أن تتحرك الآن، لا لاحقًا.
مصادر وقراءات إضافية:
- الجزيرة نت – المقال الأصلي للكاتب أحمد علي الحريري
- تبيان – قراءة في مستقبل الشرق الأوسط بين السيادة والهيمنة
- الأهرام – الشرق الأوسط بين اختطاف المشاريع وإعادة التوازن
خلاصة:
إن لم تكن هذه اللحظة هي لحظة الصرخة الواعية، فقد تكون اللحظة التي نسجل فيها جميعاً كمن "فاته النداء الأخير". والسؤال الآن: هل من يسمع؟
الوسوم
الشرق الأوسط | إعادة التقسيم | مشاريع الهيمنة | الصمت القاتل | بناء السفينة

تعليقات
إرسال تعليق
اترك تعليقك إذا كان لديك أى إستفسار